سارة الفارسي
من الصعب للغاية أن تجمع نجمين من فئة السوبر ستار في عمل واحد، فما بالك بالجمع بين 3 من أكبر النجوم في الـ20 عاما الماضية في مسلسل واحد، بالتأكيد الحديث هنا عن مسلسل «الاختيار 3»، الذي جمع في بطولته بين كريم عبد العزيز وأحمد السقا وأحمد عز، من خلال ملحمة درامية بقيادة المخرج بيتر ميمي.. «أخبار النجوم» تلقي الضوء على رجوع هذه الظاهرة مرة أخرى، وهل ستدوم، أم هو عمل استثنائي وحالة خاصة لكونه عمل وطني ضخم، هذا ما سيجيب عنه كبار النقاد في السطور التالية..
طارق الشناوى: ليس شرطا وجود عمل وطنى
في البداية علق الناقد طارق الشناوي إنه من الطبيعي وجود كبار النجوم في عمل واحد، وأن ذلك كان يحدث قديماً على سبيل المثال، ويمكن مراجعة أفلام مثل «لا أنام» الذي ضم نجوم بقيمة وحجم فاتن حمامة ويحيى شاهين ومريم فخر الدين وعمر الشريف وعماد حمدي وهند رستم ورشدي أباظة، فليس شرطا بأن يكون العمل وطني.
أما عن التترات وعدم كتابة اسماء الأبطال عليه، يقول الشناوي: «المميز في تتر (الاختيار) أنه قائم على فكرة أنه عمل تاريخي وثائقي، لذلك تم إلغاء أسماء الأبطال، والغاء تتر المقدمة، والاكتفاء بتتر النهاية والذي يظهر به الأبطال حسب الظهور على الشاشة وليس لأهميتهم».
ماجدة موريس:الأعمال الوطنية إضافة لأى نجم 
تشارك الناقدة ماجدة موريس الرأي مع الشناوي، حيث تقول: «لا مانع من وجود نجوم كبار مثل كريم وعز والسقا معاً في نفس العمل، طالما أنه عمل ضخم إنتاجياً وإخراجياً، بل على العكس تكون تلك الأعمال إضافة لمشوارهم الفني، وليس العكس».
وترى ماجدة أن هذه الظاهرة يمكن أن تتكرر مع وجود أعمال بنفس الضخامة الإنتاجية والنجاح: «موضوع مهم، إنتاج ضخم، فريق عمل جيد، ودعم الدولة للعمل، هذه العوامل كفيلة بجذب جيش من النجوم وليس نجمين أو ثلاثة، وشاهدنا هذا من قبل في مسلسل (رأفت الهجان) الذي يعتبر أنجح أعمال محمود عبد العزيز على مدار تاريخه، والذي شهد مشاركة عشرات النجوم والنجمات».
وتستكمل ماجدة القول، أن الأعمال الوطنية تحديداً إضافة لأي نجم، وترسخ ذلك منذ عرض فيلم «الممر»، حيث يشارك النجوم في تلك الأعمال المضمونة النجاح حتى ولو في أدوار صغيرة.
وتقول ماجدة: «ليس شرطاً أن الأعمال الوطنية فقط هي ما تجمع كبار النجوم، فهناك أعمال إجتماعية ضمت عشرات النجوم مثل (ليالي الحلمية) و(الشهد والدموع) و(أرابيسك) و(زيزنيا)، وأعتقد أن كل النجوم الذين شاركوا في هذه الأعمال كانوا سعداء حتى ولو قدموا أدوار صغيرة للغاية ».
ماجدة خيرالله:من الصعب تكرر التجربة مرة أخرى 
على العكس، ترى الناقدة ماجدة خيرالله أنه من الصعب الجمع بين هذه النجوم الكبار في أعمال أخرى، نظراً لضخامة ميزانية أجورهم التي تتخطى الـ100 مليون جنيه، وتقول ماجدة: «وجود تلك الأسماء الكبيرة في عمل واحد يرجع لقيمته فقط لا غير، وهذا أمر صعب التكرار».
محمود قاسم:الأعمال الضخمة تجذب النجوم
الناقد محمود قاسم علق قائلا: «لا مانع من وجود أكثر من نجم في عمل درامي أو سينمائي واحد، بشرط أن يكون العمل ضخم موضوعاً وإنتاجياً لجذب أكبر عدد من النجوم للمشاركة فيه، وذلك ما يحدث في السينما العالمية من أعمال جمعت بين 15 نجم في عمل واحد ولاقت نجاحاً كبيراً، على رأسهم فيلمي (جسر بعيد جداً) و(هل تحترق باريس)، وبخصوص ترتيب الأسماء أبطال الأعمال التي تحمل أكثر من بطل يقول القاسم»أتمنى أن تختفي صراعات كتابة الأسماء على تتر البداية وذلك ما يحدث عالمياً بحل هذه المشكلة بكتابة أسماء أبطال العمل وفقا للترتيب الأبجدي للأسماء».
رامي عبد الرزاق:«النجم الواحد» أفسدت الصناعة 
الناقد رامي عبد الرزاق قال عن فكرة تواجد 3 من كبار النجوم في عمل واحد، «للآسف كان وجود أكثر من نجم في عمل واحد أمر طبيعي منذ 15 سنة تقريبا، فنحن جيل تربى على مسلسل (ليالي الحلمية) الذي كان يجمع أسماء كبار مثل صلاح السعدني ويحيى الفخراني وصفية العمري وحسن يوسف وغيرهم، فمن الطبيعي في الأعمال الدرامية أو السينمائية وجود أكثر من نجم لنجاح العمل».
ويستكمل عبد الرزاق: «فكرة (النجم الواحد) دخيلة على الصناعة، وساعدت في إفسادها، وآن الأوان أن تنتهي هذه الحالات التي أعتبرها إستثنائية، وليست القاعدة، وأن ترجع الأمور مثلما كانت عليه، لتصبح الأعمال بأسمائها وليس بأسماء أبطالها، فأفضل فترة للدراما التلفزيونية هي التي كانت النجومية فيها للنص لا للممثل، ويكفي أننا لازالنا نتذكر المسلسلات بأسم الراحل أسامة أنور عكاشة».
عصام زكريا:جملة «بطولة جماعية» ضرورة
الناقد عصام زكريا يرى أن اجتماع هولاء النجوم في عمل واحد يرجع لضخامة العمل في كل عناصره، من إنتاج وسيناريو وإخراج، لتصبح عناصر المشروع كلها ضخمة، لجذب أكبر عدد من النجوم له، وذلك الأمر حدث من قبل في فيلم «عمارة يعقوبيان» الذي جمع أسماء لنجوم كبار على رأسهم عادل إمام و ونور الشريف ويسرا وغيرهم، لكن يجب كتابة جملة «بطولة جماعية» لأن طبيعة العمل تجعله في حاجة لتحقيق المساواة بين عناصره.
