بدون تردد

منظومة كرة القدم «2/2‬»

محمد بركات
محمد بركات

يحتاج الأمر إلى الكثير من ضبط النفس والسيطرة على الانفعالات السلبية والدعوة للتفكير بحكمة والنظر بموضوعية، فى كيفية إصلاح منظومة كرة القدم المصرية، والبحث عن علاج ناجح لأزمتها التى باتت شبه مزمنة، بعد الذى جرى فى داكار خلال وفى أعقاب المباراة مع المنتخب السنغالى وعدم التأهل لكأس العالم.

وهذا الضبط وتلك السيطرة لازمان لإعادة التوازن، والحد من ردود الأفعال الجامحة التى اندفع إليها البعض منا، فى ظل الخروج الحزين من التأهل  بعد الأداء «المتوعك» وغير الجيد للمنتخب، فى المباراة الأولى بالقاهرة ثم فى المباراة الثانية بداكار، وهو ما يجب الإقرار به بوضوح وصراحة، مع رفضنا واستنكارنا الكامل للتصرفات الاستفزازية من الجانب السنغالى.

وإذا ما فعلنا ذلك فى اعتبارنا، أهمية وضرورة الخروج العاجل من دائرة البكاء على اللبن المسكوب، فعلينا أن نبدأ فورا فى تشكيل لجنة متخصصة، تتولى مهمة إعداد خطة قومية للنهوض بالمنظومة الكروية، يكون على رأس أهدافها، تحديد السبل والوسائل الكفيلة ببناء وإعداد فريق قومى يليق بحمل اسم مصر على المستويات الإقليمية والدولية.

وفى ذلك علينا أن نضع فى اعتبارنا، أنه ليس من المطلوب أن نعيد اختراع العجلة من جديد، أو نأتى بما لم يأت به أحد من قبل، أو أن نسلك طريقا لم يسلكه أحد غيرنا فى مجال إصلاح وتطوير منظومة كرة القدم، وإعداد وتأهيل الفرق القومية الجيدة والقوية.

والمطلوب بكل بساطة هو الدراسة وتدقيق النظر فيما فعلته الدول الأخرى سواء فى أوروبا أو آسيا أو أمريكا اللاتينية، وأيضا فى إفريقيا، للنهوض بالرياضة بصفة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص، وأن تسير على النهج بما يتناسب مع ظروفنا وطبيعتنا، لنخرج بخطة مصرية محددة وواضحة، تحدد الهدف خلال مدة زمنية معلومة ومتفق عليها.

وفى هذا أحسب أن أمامنا العديد من الدروس والخبرات التى يمكن الاستفادة منها، فى بناء منظومة متكاملة لإصلاح كرة القدم، وبناء فريق قومى جيد وقوى ويليق بمصر، بعيدا عن العشوائية والمجاملات وغياب أو تجاهل الكفاءات.