فى الصميم

العرب.. وحرب أوكرانيا!

جلال عارف
جلال عارف

تحرك عربى هام ذلك الذى قام به وفد عالى المستوى ضم أمين الجامعة العربية ووزراء خارجية مصر والجزائر والعراق والأردن والسودان، والذى زار موسكو والتقى بوزير الخارجية لافروف فى محادثات مطولة، ثم التقى فى العاصمة البولندية بوزير خارجية أوكرانيا، حاملا معه رسالة تدعو لإنهاء الحرب ووقف تداعياتها السلبية على المنطقة والعالم.


ربما تأخر التحرك العربى قليلا، لكنه يجىء فى وقت جيد.. التفاوض بين روسيا وأوكرانيا يصل لتفاهمات مبدئية يمكن البناء عليها، وحيث تحاول أطراف أخرى إغلاق الطريق على أى اتفاق لأن المزيد من الحرب يحقق مصالحها«!!»..

وهنا يكون واجبا أن يكون الدعم كاملا لجهود إنهاء الحرب، وأن يكون هناك موقف عربى لا ينحاز إلا للسلم العالمى ولأمن شعوب المنطقة والعالم التى تأثرت كثيرا بتداعيات الأزمة.


واضح من تشكيل الوفد بهذا المستوى الرفيع أن التحرك يأتى من إدراك بخطورة استمرار الحرب وتداعياتها التى أثرت فى أسواق الغذاء والنفظ فى العالم، كما أثرت فى الأوضاع الاقتصادية للحكومات والشعوب العربية، كما أشار أمين الجامعة أحمد أبو الغيط إلى أن تأمين احتياجات الدول العربية من السلع الغذائية الأساسية وفى مقدمتها القمح يستدعى كل الجهد العربى لإنهاء حرب لا يعنى استمرارها إلا المزيد من معاناة العالم فى توفير الغذاء.


ورغم غياب التمثيل الخليجى فى الوفد العربى فقد كانت قضايا النفط والغاز حاضرة بوجود وزراء خارجية العراق والجزائر ومصر، وأيضا باستمرار التشاور والتنسيق من خلال «أوبك» والذى استدعى زيارات متتابعة إلى موسكو من معظم وزراء خارجية دول الخليج العربى منذ اندلاع الأزمة.


وتبقى ملاحظتان هامتان:


الأولى.. أن التحرك فى إطار الجامعة العربية فى هذا الوقت بالذات ـ هام ومطلوب مهما كانت الملاحظات على دور الجامعة أو المحاولات المستمرة لحصار هذا الدور لصالح مشروعات مشبوهة أو متآمرة ومعادية ـ فى جوهرها ـ للعرب والعروبة.


والثانية.. أنه من الجيد والضرورى أن نتحرك لمواجهة مخاطر أزمة الغذاء التى تداهم العالم مع استمرار الحرب.. ولكن متى نرى تحركا عربيا موحدا وفاعلا لكى ننتج غذاءنا الأساسى فى أرضنا العربية؟.. أسأل فقط ولا أثير المواجع!!