يوميات مواطن

أرواح للقتال مقابل الدولار

عمر عبدالعلي
عمر عبدالعلي

لم يكن الأمر غريبا أن تتسارع وتتكالب روسيا وأمريكا فى الإعلان صراحة عن تجنيد أرواح للقتال فى مواقع الحروب مقابل حفنة من الدولارات مع توفير نفقات المعيشة من مأكل ومشرب ومسكن ملائم بين أشجار الغابات وتحت أسطح البنايات المدمرة .. كهذا الأمر وكأن أكبر قوتين فى العالم ترفعان شعار « ألا أونا ألا دو ألا ترى « فى مزاد عالمى لبيع الأرواح البشرية بثمن بخس حتى لا يتعرض جنودهما للموت هناك .

التاريخ الدموى ملىء بمثل تلك الإرهاصات ، لكننا لا نذهب بعيدا من الواقع .. فعندما اجتاحت أمريكا العراق فى 2003 بحجج واهية ومعها بريطانيا وأستراليا وبولندا ، وأسقطت نظام البعث وصدام حسين .. اشتدت المقاومة المتبقية من الجيش العراقى وتفاقمت الأمور الأمنية هناك .. أعلنت فى ذلك الوقت بعض الشركات الأمنية الموالية للحاكم العسكرى الأمريكى عن حاجتها إلى مقاتلين من الشرق مقابل 3000 دولار شهريا .. حاولت بعض الشركات المتخصصة فى إلحاق الشباب للسفر لمواقع القتال فى العراق استغلال الأمر والتضحية بخيرة الشباب للمواجهة المباشرة فى أتون الحرب المشتعلة .. فى وقتها رفضت مصر الانخراط فى هذا الأمر وكشفت الصحافة المصرية حينذاك الحيل والخدع التى قدمتها بعض الشركات لتسفير أولادنا للعمل فى أماكن الحروب .

تكرر الأمر فى ليبيا مؤخرا عندما سارعت تركيا فى تجنيد الآلاف من المرتزقة السوريين للقتال على خطوط المواجهة ونشطت جمعيات مسلحة فى فتح مكاتب لتسجيل الراغبين للقتال فى ليبيا مقابل 2000 دولار شهريا ، حاليا أصبح السباق بين أمريكا وروسيا علنا أمام العالم لتجنيد مقاتلين محترفين متدربين لنقلهم لخطوط المواجهة للحرب الدائرة فى أوكرانيا .. روسيا أعلنت عن حاجاتها مقاتلين ذوة خبرة للانضمام لقواتها فى أوكرانيا مقابل 1000 إلى 1100 دولارا شهريا .. أمريكا لم تخف من جانبها الأمر سارعت هى الأخرى عن طلبها مقاتلين محترفين متخصصين فى حرب الشوارع فى أوكرانيا ، بل أعلنت عن مرتبات خيالية تقدر من 1200 إلى 2000 دولار شهريا.. فهل يتسع الأمر إلى تجنيد النساء للقتال .