ب..ضمير

الحنين الشرقى الأفريقى إلى روسيا

شريف داود
شريف داود

بدون شك فضحت العملية العسكرية الخاصة - كما أحب أن أطلق عليها ولست مع المصطلح الذى يطلقه الغرب بالحرب -  الدائرة فى أوكرانيا العنصرية تجاه غير الأوروبيين التى ظهرت بشكل جلى فى عدة مواقف على شاشات التليفزيون الغربية حيث عبّر مراسلون ومذيعون عن نظرتهم الدونية لدول الشرق الأوسط عبر الترويج لفوارق فى قيمة الإنسان الأوروبى وباقى الشعوب.

ونجد أيضاً فى الولايات المتحدة نفس العنصرية فلديها عقيدة مونرو والتى تقول إنه لا يُسمح لأى قوة عظمى بتشكيل تحالف عسكرى مع دولة فى نصف الكرة الغربي.. وبالتأكيد لا يسمح بنقل القوات العسكرية إلى نصف الكرة الغربي.. وأتذكر أزمة الصواريخ الكوبية عندما وضع الاتحاد السوفيتى صواريخ ذات رؤوس نووية فى كوبا حينها قالت الولايات المتحدة إن هذا غير مقبول بشكل قاطع فإن القوات العسكرية من بعيد غير مسموح بها فى نصف الكرة الغربية ولنفس السبب أنزعج الروس بشدة من قيام الولايات المتحدة بتحويل أوكرانيا إلى حصن على حدودها.

وعقب إعلان روسيا الوقوف وجها لوجه وبشكل صريح ضد الغرب وجدت شعوب الشرق الأوسط وأفريقيا أخيراً قوة عظمى ستقف ضد عنصرية الغرب .. وظهر الحنين إلى الشرق فلم تؤيد الدول الأفريقية قرار الأمم المتحدة الذى يدين روسيا.. ولن يدعموا أبدًا أى قرارات ضد روسيا.. وتشغل بلدان أخرى من منطقة الشرق الأوسط موقفا محايدا فى هذه المسألة. مثلا، امتنعت الإمارات العربية المتحدة التى تمثل الدول العربية فى مجلس الأمن الدولى عن إدانة العملية الخاصة الروسية و لم تعبر باكستان وإيران وتركيا عن دعمها المقاطعة... ولا تعتزم مجموعة بريكس - البرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا - الانضمام إلى العقوبات الأوروبية والأمريكية.  

وتدعم  روسيا فى أمريكا اللاتينية كلًا من كوبا وفنزويلا نيكاراجوا والمكسيك والأرجنتين.. ونجد أيضاً أن إسرائيل دولة الإحتلال الطفل المدلل للولايات المتحدة الأمريكية لم تنحاز للقرارات الغربية وكان رئيس وزرائها أول من هرول إلى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين للاستماع إلى طلبات الشعب الروس والتوسط لوقف العملية العسكرية.
وأخيراً نرى أن الضغط من قبل الغرب يقوى صفوف الروس داخلياً وخارجياً .