فى الصميم

حرب البترول.. لو اشتعلت!!

جلال عارف
جلال عارف

الارتفاع الكبير فى الاسعار العالمية للبترول والغاز حدث رغم أن حرب أوكرانيا لم تؤثر على الانتاج حتى الآن، ورغم أن الغاز والبترول الروسيين مازالا يصلان دول أوروبا بانتظام!


ارتفاع الأسعار حدث بسبب الخوف من المستقبل، والإقبال المتزايد على عقد الصفقات خشية أن يحدث ما لا يحمد عقباه فى هذا الشأن مع استمرار الحرب والتصعيد فى اجراءات المقاطعة.


وحتى الآن قاومت دول أوروبا الضغوط الأمريكية لإيقاف استيراد الغاز والبترول من روسيا كما فعلت الولايات المتحدة التى كانت تستورد كميات ضئيلة بعكس أوروبا التى يعتمد اقتصادها على توفير الطاقة من روسيا بنسبة تصل الى ٤٠٪ من الغاز، و٣٠٪ من البترول..

لكن الأزمة الحقيقية توشك أن تبدأ!!
بالأمس أعلنت الدول السبع الصناعية الكبرى عن رفض دفع ثمن مشترياتها من بترول وغاز روسيا بالروبل الروسى كما قررت موسكو من جانبها ردا على العقوبات الاقتصادية التى فرضت عليها.

جاء هذا الاعلان فى الوقت الذى طلب فيه بوتين الاسراع فى بحث اجراءات تطبيق القرار ليتم اعتمادها ومع تأكيد جديد بأن روسيا لن تقبل من الدول غير الصديقة إلا الدفع بالروبل، وأن من رفض ذلك عليه أن يتحمل العواقب لأن روسيا لن تضخ الغاز والبترول بالمجان!!
الموقف صعب على الطرفين..

روسيا غير مستعدة لخسارة المصدر الأول لإيراداتها من الصادرات البترولية رغم مضاعفة الصين لمشترياتها منها. وهى ايضا حريصة على ابقاء ورقة الغاز والنفط فى يدها بالنسبة لأوروبا التى تمثل الشريك التجارى الأهم لها.

وعلى الجانب الآخر فإن أوروبا ستدفع ثمناً فادحاً اذا حدثت «القطيعة البترولية» بينها وبين روسيا. فهى لن تجد بسهولة البديل عن غاز وبترول روسيا، واذا وجدت فبأسعار مضاعفة وبعد سنوات عديدة.

والنتيجة كما قال وزير اقتصاد المانيا «روبرت هابيك» قبل ايام: إن الأمر لايتعلق بإطفاء الانوار مبكراً، بل بانهيارات فى الشركات وبطالة كبيرة وخطر يهدد بترنح الاقتصاد الاوروبى ومعاناته من الركود الحاد لسنوات!


هل تحدث القطيعة الكاملة بآثارها الوبيلة على الجانبين..

أم أن المخاطر سوف تدفع الجميع نحو التهدئة وايقاف الحرب؟


فى انتظار الاجابة ستواصل أسعار الغاز والبترول صعودها المجنون، وسيكون على دول العالم أن تتحمل المزيد من فواتير صراع الكبار.. ومن أخطائهم!