عقل ومنطق

د. طارق والتابلت.. إلى أين؟

عبدالعزيز العدس
عبدالعزيز العدس

على مدار عامين متتاليين عانت الأسر المصرية مع د. طارق شوقى وزير التربية والتعليم خاصة فى مسألة تقرير أجهزة التابلت بديلا عن أساليب التعليم طبقا لتطور التكنولوجيا قبل أن يتناسى عدم ملاءمة ذلك مع البنية التحتية للبلاد لتواكب ذلك التغيير.


 ولو كنا ممن ينظر بعين الاعتبار إلى تجارب الأمم فلقد غاب عن القائمين على العملية التعليمية انه منذ حوالى ١٤ عاما اتخذت دولة نيجيريا ذلك المسار مبكرا لكن التجربة لم تؤت ثمارها مع ذلك البلد الإفريقى الذى أتاح لتلاميذ المرحلة الابتدائية أجهزة الكمبيوتر المحمولة من قبل إحدى المؤسسات الخيرية فى الولايات المتحدة..


لكن الأمر لم يسر كما أرادت نيجيريا بأن يهدف المشروع إلى تحسين التعليم لدى تلاميذ الابتدائى حيث بدأوا فور استلامهم تلك الأجهزة عام ٢٠٠٧ بالبحث عن المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت..


 تلك التجربة تثبت غياب الخطط المدروسة فى الوزارة عندما تريد تطبيق أساليب تعليم جديدة بكل عناية ومعرفة جوانبها من كل ناحية قبل اتخاذها وسيلة وعدم جعل أبنائنا لتجارب ثبت فشلها من قبل..


ذلك الأمر كان سيوفر على الدولة مليارات الجنيهات صرفت فى سبيل ذلك المشروع الذى تحدثت عنه الوكالة الرسمية بنيجيريا أنه جعل الطلاب يسيئون استخدام الأداة التكنولوجية فى تحميل الصور والمواد الإباحية..


ولعل الوقائع المتكررة لسقوط الشبكة لضعف الإنترنت خلال الامتحانات خير دليل على عدم مناسبة تلك الطريقة للبلاد ومحاولات تسارع الطلبة على فك شفرة الأجهزة من أجل استخدامها فى اللهو واللعب.
ولقد أثبتت أزمة كورونا  أن الطرق التقليدية هى أجدى وأفضل  للتعلم وأن التعليم عن بعد قد يصلح كمكمل ومساعد للتعليم التقليدى فى حالات معينة خاصة مع المواد النظرية ذات الكثافة الطلابية والتى يمكن التعامل معها بسلاسة مع الأخذ بالاعتبار ضرورة عقد الاختبارات فى قاعات الدراسة.