خلال ساعات.. 10 أفلام تتنافس على جائزة الأفضل في حفل «الأوسكار»

حفل جوائز “الأوسكار
حفل جوائز “الأوسكار

إنچى ماجد

خلال ساعات ينطلق حفل جوائز “الأوسكار”، لعام 2022، وأهمها بالطبع جائزة أفضل فيلم، والتي يتنافس عليها 10 أفلام، هي “Belfast”  و “Coda”و”Don’t Look Up” و”Drive My Car” و”Dune” و”King Richard” و”Licorice Pizza” و”Nightmare Alley” و”The Power of Dog” ، وأخيرا”West Side Story” .
لكل فيلم منهم نقاط قوة وضعف، ويطمح صناع كل عمل أن ينتهي به الحال ليكون الفائز الأكبر في ليلة “الأوسكار”، وبدءا من هذا الأسبوع سنتناول كل عمل من الأفلام العشرة لإثبات سبب استحقاق كل واحد منهم للفوز بالجائزة الكبرى.

‏West Side Story

إخراج:
يحمل توقيع عملاق الإخراج الأمريكي ستيفن سبيلبرج 
أبطال العمل:
أنسيل إيلجورت – راشيل زيجلر – ريتا مورينو – مادي زيجلر 
ما قصته:
هو نسخة جديدة من المسرحية الموسيقية الكلاسيكية الشهيرة التي صدرت عام 1957 وحملت نفس الاسم، لكن سبقت هذا الفيلم نسخة سينمائية أصلية صدرت عام 1961، وقام ببطولتها ناتالي وود وريتشارد بايمر، أما نسخة 2021 فجاءت معدلة قليلا عن نسخة 1961، فالأحداث تدور في فترة الخمسينيات من القرن الماضي، حول قصة حب محرمة بين “توني” و”ماريا”، وهما مراهقان ينتميان إلى عصابتين متنافستين، هما “جيت” و”شارك”، ويعكس عداء العصابتين الصراع العرقي بين البيض واللاتيينين للسيطرة على الحي الغربي في حي “مانهاتن”، ليدفع الحب ثمن ذلك العداء.

ما نقاط قوته؟

تعد النسخة السينمائية لعام 1961 من أكثر الأفلام التي اقتبست من مسرحيات موسيقية شهرة وقوة على الإطلاق، وقد تم ترشيح الفيلم لـ11 جائزة “أوسكار”، فاز منها بـ10 جوائز، أبرزها أفضل فيلم وأفضل إخراج، وأفضل ممثلة مساعدة للممثلة البورتوريكية ريتا مورينو، عن أدائها لشخصية “أنيتا”. 


تعد إعادة تقديم تلك التحفة الكلاسيكية خطوة شديدة الجرأة، لكن الصناع المسئولين عن خروجه إلى النور، المخرج ستيفن سبيلبرج والكاتب توني كوشنر مع المصور السينمائي يانوش كامينسكي، هم أيضا من العمالقة في مجالهم، وقد نجحوا في الاختبار الصعب بحصول الفيلم على 43 جائزة، ومنافسته على 172 جائزة أخرى. 


لماذا يجب أن يفوز؟

‏West Side Story”” من الأفلام التي تحب أن تشاهدها، كما تستمتع وأنت تتابع أحداثها، والجميل أن حتى من يعرفون المسرحية عن ظهر قلب سيشعرون خلال مشاهدة الفيلم وكأنهم يختبرون شيئا جديدا لا يعلموا عنه شيئا.


الممثلة الصاعدة راشيل زيجلر تقدم في أول عمل سينمائي لها دور البطولة بلعب شخصية “ماريا فاسكويز”، وهي بالمناسبة إحدى أفضل المواهب المكتشفة منذ فترة طويلة، أيضا الممثلة الشابة أريانا ديبوز من أقوى الممثلين حضورا وقوة في الفيلم، وجاء أداءها لشخصية “أنيتا” شديد التميز، لتنجح في أن يرتقي أداءها إلى مستوى الأداء الأسطوري للممثلة ريتا مورينو - بطلة نسخة 1961، كما أن الإضافات الجديدة الأنيقة للسيناريو جعلت القصة مازالت مطلوبة ومحل مشاهدة، حتى إن كانت تدور أحداثها منذ عقود بعيدة.


أين يمكن أن تشاهد الفيلم؟: الفيلم متاح للعرض على منصة Disney Plus””. 

‏Belfast

إخراج:
يحمل توقيع المخرج البريطاني كينيث براناه
أبطال العمل:
جيمي دورنان – كاترينا بالف – جود هيل – كيران هايندز 
ما قصته:
في عام 1969 في عاصمة أيرلندا الشمالية، بلفاست، تدور الأحداث حول الصبي المحبوب “بادي”، وهو صبي نموذجي يبلغ من العمر 9 سنوات، إنه معجب بزميلة معه في الفصل، يحب سرقة بعض الحلوى من حين لآخر، ويتلقى الحكمة الدنيوية من أجداده الرائعين، كما يتنصت على والديه أثناء خلافهما بشكل رائع حول المال، لكن تصاعد العنف الطائفي بين البروتستانت والكاثوليك يمزق المجتمع، ويهدد بإلقاء ظلال طويلة على مستقبل الأسرة، والقصة مقتبسة عن تجارب كينيث براناه الشخصية في فترة طفولته.


ما نقاط قوته؟

“بلفاست” هو قطعة فنية أصيلة تنطبق عليها بالضبط مقاييس “الأوسكار”، ولا عجب أنه يعتبر أحد المرشحين الأوائل لنيل جائزة أفضل صورة، فالفيلم بمثابة ذكرى شخصية وعاطفية من فنان محبوب، هو كينيث براناه، الممثل والمخرج الذي يذكرنا بعمالقة التمثيل على مسارح لندن، فعلى مدار الثلاثين عاما الماضية حصل براناه على 8 ترشيحات لـ”الأوسكار”، هي أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثل وأفضل فيلم قصير وأفضل سيناريو مقتبس وأفضل ممثل مساعد وأفضل سيناريو أصلي.


وعن “بلفاست”، فهو قصة بالغة تقوم على خلفية الإضطرابات الإجتماعية والسياسية، كما أنها قصة اقتبسها كينيث من حياته الواقعية، حيث تتميز بمشاهد متعددة لوجه طفل يتألق ببهجة على شاشة السينما، ومن مميزات الفيلم القوية كذلك وجود النجمة البريطانية جودي دينش - التي لديها أيضا 8 ترشيحات لجوائز “الأوسكار”، وفوز واحد،كما أن الفيلم يأتي باللونين الأبيض والأسود، وهي من العناصر التي تمنحه ثقلا فنيا زائدا، ناهيك عن الطفل المعجزة الذي يقوم ببطولته جود هيل. 


لماذا يجب أن يفوز؟

فيلم “بلفاست” هو فيلم تتحدث جميع عناصره عن الإخلاص.. إخلاص مخرجه الذي يسعى جاهدا لتكريم الزمان والمكان اللذان يعنيان الكثير له، فجوهر الفيلم يطرح المعضلة المؤلمة التي عاشها براناه في طفولته: “هل يجب على الأسرة أن تتخلى عن المنزل الذي تحبه وعن المجتمع الذي يحدد ملامحها؟.. أم عليها البقاء والمخاطرة بالتعرض للقتل على يد مثيري الإضطرابات؟”.


ورغم جدية الإطار العام للفيلم، إلا إنه جاء عملا ترفيهيا ممتعا، مع روعة أداء جميع أفراد طاقمه التمثيلي، من كاترينا بالف وجيمى دورنان - اللذان لعبا دور والدي “بادي” - ومعهما العملاقة جودي دينش وكيران هايندس - اللذان لعبا شخصيتي الجدين الحكيمين.


مشهد لا ينبغي أن تفوته 

كيران هايندس هو ممثل من مدينة بلفاست يتمتع بموهبة عالية شديدة التميز قدمها في أدوار ما بين التراجيديا والكوميديا، ويلعب في الفيلم شخصية الجد الحنون للطفل “بادي”، وهي الشخصية التي ترشح عنها لجائزة “الأوسكار” أفضل ممثل مساعد، وإنه لأمر رائع أن نرى كينيث براناه وهو يمنحه دورا جديرا بإبراز موهبته اللامعة، وهو ما لفت أنظار العالم إليه بالفعل، لتكون النتيجة منافسته على جوائز “الأوسكار” التي يتم الكشف عنها بعد أيام قليلة، فهو يستحق ذلك الترشيح بحق، وكل المشاهد التي ظهر بها بالفيلم تعد من أجمل لحظات العمل وأكثرها إبداعا.


أين يمكن أن تشاهد الفيلم؟
يمكن مشاهدة الفيلم عبر منصات “Amazon” و”Apple” و”Vudu”. 

‏Dune

إخراج: 
‏Dune”” يحمل توقيع المخرج الكندي دينيس فيلنوف 
أبطال العمل:
زندايا – تيموثي شالامت – ريبيكا فيرجسون – أوسكار إيزاك – جيسون موموا 
ما قصته:
من خلال اقتباس النصف الأول من رواية الكاتب فرانك هربرت التاريخية، تدور أحداث فيلم “Dune” لفيلنوف حول سقوط عائلة أتريدس القوية، وهي عائلة أرستقراطية أرسلتها إمبراطورية قوية إلى كوكب “أراكيس” الصحراوي لتكون بمثابة الأسرة الحاكمة، ويتتبع الفيلم الشاب “بول أتريدس” في رحلته إلى أرض جديدة، حيث تتعرض عائلته للخيانة ويتم نفيهم، وطوال الوقت يشعر “بول” بأن القدر يخبئ له شيئا عظيما، وأنه في عمق الصحراء قد يجد القوة التي يحتاجها للإنتقام لعائلته والمطالبة بإرثه.


ما نقاط قوته؟

سرعان ما أصبح دينيس فيلنوف أحد أهم رائدي السينما الراقية المميزة، بعدما قدم مشاريع سينمائية طموحة للغاية، مثل الجزء الأخير من فيلم “Blade Runner”، وأفلام فيلنوف عبارة عن عروض سينمائية لم ينافسه فيها أحد من قبل، فهو يقدم اللون السينمائي الذي يجعل الناس يؤمنون بالشاشات الكبيرة، وضرورة الذهاب إلى صالات السينما بدلا من متابعة الأفلام عبر شاشات التليفزيون، وسيكون من الجرأة القول أن دينيس يحاول الفوز بجوائز من خلال أفلام الخيال العلمي، وفي الوقت الذي يكون من النادر أن تحقق سينما الخيال العلمي إنجازات كبرى على مستوى الجوائز.

لماذا يجب أن يفوز؟

كانت كلمة السر في النجاح الكبير لذلك الفيلم ومنافسته على 10 جوائز “أوسكار”، هو طموح صاحبه المخرج الكندي العبقري الذي جعل من “Dune” عملا رائدا سيسير على دربه عدد لا يحصى من أفلام الخيال العلمي في العقود المقبلة، وهذا لم يحدث مع النسخة السينمائية التي قدمها المخرج ديفيد لينش عام 1984، لأنه لم يستطع نقل المكانة الهائلة للرواية بشكل صحيح، فرواية فرانك هربرت مترامية الأطراف وكثيفة التفاصيل، ولا يمكن استيعابها في فيلم واحد، وهو ما يفسر قرار فيلنوف بتقسيمها إلى جزءين. 


أما “Dune” فهو خير دليل على قوة وتميز فيلنوف ومعاونيه - مثل المصور السينمائي جريج فرايزر - في تقديم القصص المرئية القوية، حيث يعتمدون على جمال الصورة بقدر ما يعتمدون على الحوار أو السيناريو لجذب المشاهدين إلى عوالمهم المبنية بعناية.


مشهد لا ينبغي أن تفوته 

يعد وجود النجم جيسون موموا في دور “دنكان إيداهو” من أجمل العناصر بالفيلم، فالفيلم يتناول قصة خيال علمي جادة، وبها العديد من التفاصيل والأحداث.. وشخصية “إيداهو” - وهو بطل المبارزة بالسيف - هي الموجه ”بول اتريدس”، فكانت شخصيته أشبه بنسمة منعشة وسط إعصار قوي، وبالمناسبة لا يعتبر دوره كوميدي تماما، لكنه يثير الضحكات لجمال شخصيته المكتوبة، “إيداهو” رجل جيد فيما يفعله.

أين يمكن أن تشاهد الفيلم؟

يمكن مشاهدته من خلال شرائط الفيديو المنزلي، كما أنه متاح عبر المنصات الرقمية مدفوعة الأجر.

‏Drive My Car

إخراج:
يحمل توقيع المخرج الياباني ريوسوكى هاماجوتشي، وهو مقتبس عن قصة قصيرة للكاتب الياباني الشهير هاروكي موراكامي.
أبطال العمل:
ريكا كيريشيما – توكو ميورا – هيديتوشي نيشيجيما  
ما قصته:
يتعامل المخرج المسرحي الشهير يوسوكي كافوكو بهدوء مع شعور كبير بالذنب والإرتباك بعد رحيل زوجته بشكل غامض عن الحياة، وأثناء اختبار هذه المشاعر بمفرده، يغادر كافوكو منطقة “تويكو” للإقامة في “هيروشيما”، حيث من المقرر أن يقدم نسخة مسرحية جديدة من رواية “العم فانيا”، مع مجموعة ممثلين متعددي الجنسيات يتحدثون لغات مختلفة.


عندما تم تعيين امرأة شديدة الهدوء كسائقة له خلال التجهيز للعرض المسرحي، يقاوم يوسوكي في البداية، لكنه في النهاية يشكل رابطة معها ومع الممثل الشاب تاكاتسوكي، ومع اقتراب مسرحيته أكثر فأكثر من العرض الأول، تبدأ الشخصيات الثلاثة في الكشف عن أسرار مدمرة.


ما نقاط قوته؟

كان “Drive My Car” من الأعمال المحببة للغاية لدى كبار النقاد في عام 2021، حيث فاز بجوائز أفضل صورة من اتحادات النقاد في نيويورك ولوس أنجلوس وتورنتو وبوسطن، بالإضافة إلى “الجمعية الوطنية لنقاد السينما”.

حظي فيلم المخرج هاماجوتشي السابق “عجلة الحظ والفانتازيا” باحتفاء كبير أيضا، وهو الفيلم الذي تناول 3 قصص عاطفية قوية، ليلقي الثناء النقدي الكبير على حرفة مخرجه السينمائية، بنجاحه على سرد القصص بشكل لا تشوبه شائبة، يعد موراكامي أيضًا اسما هاما هنا، فقد تم الإشادة بمؤلف كتاب “The Wind-Up Bird Chronicle” و” 1Q84” على نطاق واسع، بإعتباره أحد أعظم الروائيين الأحياء في العقود الثلاث الأخيرة. 

لماذا يجب أن يفوز؟

من بين جميع الأفلام المتنافسة على جائزة أفضل فيلم يأتي “Drive My Car” ليكون المرشح الأكثر طموحا لهذا العام، فقد صنعه هاماجوتشي بعناية فائقة جعلت كل مشهد على حدة بمثابة قطعة فنية بارزة، بدءا من صراعات “يوسوكي” المهذبة لرفض “ميساكي”، دون أن يكون وقحا معها، إلى استضافته لتجارب أداء “تاكاتسوكي” للمسرحية الجديدة، وغيرها من المشاهد التي لا تدل سوى على الحرفية العالية لمخرج الفيلم. 

ويجدر القول أن الصورة الكبيرة التي تجمع كل هذه القطع معا هي الجاذبية الحقيقية للفيلم، الخيوط التي تربط علاقة “يوسوكي” و”أوتو” بسلوك “تاكاتسوكي” الأناني، وتحديق “ميساكي” بعينيها، والذي يمتد لألف ياردة، يجتمعان معا في سلسلة من الحوارات الخلابة التي تجلب المشاهدين إلى حالة من التركيز الحاد لمعرفة ما سيحدث لاحقا.

أيضا الأداء التمثيلي لأبطال العمل يعد من بين الأفضل لهذا العام، وأخص بالذكر بطل الفيلم هيديتوشى نيشيجيما، والذي برع في تجسيد شخصية رجل يقاتل حتى لا يغرق في خسارته التي لا تحصى وسط شعوره بالذنب، ويجب الإشارة إلى أن “Drive My Car” ليس من نوعية الأفلام التي اعتادت الأكاديمية المانحة لجوائز “الأوسكار” على الإعجاب بها، فهو فيلم درسه صناعه بعناية قبل أن يخرجوه إلى النور، مما يجعله يبدو وكأنه هدية، خاصة عندما تبدأ الشخصيات أخيرا في الكشف عن الأشياء التي كانوا يخفونها.


مشهد لا ينبغي أن تفوته 

تتمثل إحدى الأدوات الخاصة ﺒ”يوسوكي”، والتي يقدمها في مسرحياته، أنه يجعل ممثليه يتحدثون لغات مختلفة - وعادة ما تكون لغات لا يتحدثون بها في الواقع - ولم يشرح “يوسوكي” هدفه من خلال هذا الأسلوب، لكنها واحدة من العديد من الأشياء التي يجب على المشاهدين التحلي بالصبر بشأنها، حتى يكتشفون بأنفسهم السر وراءها، وبسبب تلك التفصيلة الدرامية كنا أمام مشاهد مذهلة، تؤكد على أننا أمام مخرج ياباني سيصنع المجد في عالم السينما.


أين يمكن أن تشاهد الفيلم؟ Drive My Car”” متاح للعرض على منصةHBO Max” “.