فردوس محمد.. الأم المثالية تبكي من الفرح

 الفنانة فردوس محمد
الفنانة فردوس محمد

انذرفت الدموع تنهمر من عين الفنانة فردوس محمد، تبكي بكاء من فرط السعادة، عندما تلقت دعوة من مصلحة الفنون لتدعوها باسم المصلحة للاحتفال بها في عيد الأم.

 

حينها كان العام 1957 واختيرت فردوس باعتبارها أما رمزية وممثلة لمعت في هذا الدور على المسرح، والشاشة لدرجة لا تستطيع أية ممثلة أخرى أن تقف بجوارها.

 

اقرأ أيضا: في 1950.. استيراد عيد ميلاد أمهات أمريكي لمصر

 

وقالت وقتها لمجلة آخر ساعة إنها لم تتصور أنه سيجيئ اليوم الذي ترى فيه المجتمع يقابلها بهذا التقدير والاحترام، ذلك لأنها عاصرت العهد الذي كان المجتمع نفسه يحتقر الممثلة المصرية، ويعتبروها مجرد غانية أو خارجة على الأخلاق.

 

 

واختتمت قائلة: إن الشيئ الوحيد الذي يقتل أي فنان ناجح هو الغرور.

 

 

اشتهرت الفنانة فردوس محمد، بتقديم دور الأم، حتى لقبت بـ"أم السينما المصرية"، وكانت تقدمه طوال الوقت ببراعة وإبداع، وكانت تتميز بالتزامها الشديد في العمل والمواعيد.

 


ولدت فردوس محمد، في 13 يوليو 1906، بحي المغربلين في مدينة القاهرة، وتوفى والديها وهي صغيرة، فتولى تربيتها الشيخ علي يوسف مؤسس جريدة «المؤيد»، وألحقها بمدرسة إنجليزية بحي الحلمية، فتعلمت القراءة والكتابة والتدبير المنزلي وتربية الأطفال.

 


قدّمت أول عمل مسرحي لها عام 1927، من خلال مسرحية «إحسان بك»، مع فرقة «أولاد عكاشة» التي صارت واحدة من أعضائها، كما عملت مع فرق إسماعيل يس وعبد العزيز خليل ورمسيس وفاطمة رشدي. 

 


كانت بدايتها في السينما مع فيلم "ممنوع الحب" عام 1935، حينما اختارها المخرج محمد كريم لدور الأم في الأحداث، ثم قدمت شخصية أم فاتن حمامة في فيلم "يوم سعيد".

 


وصل إجمالي عدد أفلامها إلى 127 فيلما، منها: "بياعة التفاح، سفير جهنم، سيدة القطار، صراع في الميناء، إحنا التلامذة، حكاية حب، الطريق المسدود، سيدة القصر، رُد قلبي، أين عمري، شباب امرأة، ابن النيل، أبوحلموس، سلامة في خير، وعفريتة إسماعيل ياسين، وغزل البنات"، وكان آخرها فيلم "عنتر ابن شداد" سنة 1961.

 

 

ارتبطت فردوس محمد بعلاقة صداقة قوية مع كوكب الشرق أم كلثوم والفنانة زينب صدقي ودائما ما كان يلتقيان سواء في فيلا أم كلثوم في الزمالك أو في بيت زينب صدقي في الإسكندرية.

 

 

رفضت فردوس محمد العمل خلال شهر رمضان، حيث إذا اضطرتها الظروف إلى العمل في رمضان تشترط أن يكون التصوير في الفترة مابين الإفطار والسحور، حتى تتمكن من أداء الصلاة وقراءة القرآن الكريم، حيث أنها كانت ملتزمة دينيا بشدة.

 

 

لم تكن محظوظة مع الإنجاب في الواقع رغم كونها «الأم»، حيث توفى 3 أبناء لها بعد ولادتهم، حتى نصحتها إحدى صديقاتها بأنه حال إنجابها طفلًا آخر يجب أن تخفي نبأ الولادة منعًا للحسد، وتقول إن المولود توفي كالعادة، ثم تعلن تبنيها طفلًا من أحد الملاجئ.

 

 


وفي عام 1941، أنجبت «فردوس» ابنتها «سميرة»، ونفذت ما نصحتها به صديقتها، لتعلن تبنيها لها بعد 3 أسابيع من إخفاء أمر ولادتها، ويصير الأمر هكذا طيلة 17 عامًا، وحين زفاف الابنة من مدير التصوير السينمائي، محسن نصر، انهمرت دموعها بشدة، واعترفت بحقيقة ابنتها، معلنة أن العروس ابنتها، وهو ما لم يصدقه الحضور وقتها، معتبرين ما أفضت به لرفع الروح المعنوية لـ«سميرة».

 

 

توفيت في 22 سبتمبر1961، عن عمر يناهز55 عاما، بعد معاناة من مرض السرطان.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم