فتاة القناطر وصاحب المصنع.. هددني بالصور المفبركة واستحق مصيره

فتاة القناطر.. وصاحب المصنع
فتاة القناطر.. وصاحب المصنع

«إللي تحسبه موسى يطلع فرعون»، مثل شعبي دارج يتردد علي ألسنة المصريين، نستخدمه حين نصادف شخصًا سيئًا أو مخادعًا؛ ولكن رضا الفتاه التي لم تكن قد بلغت من عمرها 20 عامًا لم تدرك منذ البداية أن ذلك المثل سينطبق على من ظنته شخصًا جيدًا، خاصة وهو الذي مد لها يد المساعدة لكن في الواقع كان يمد لها يده ليغرقها، فبحكم صغر سنها انخدعت جراء تمثيله لها دور الرجل الطيب والجدع، ليتحول هذا الحمل الوديع في مشهد مخيف إلى ذئب مخادع يتخذ كل الوسائل مهما بلغت قذارتها في سبيل الفتك بفريسته، دون أن يردعه ضمير أو أخلاق بها ودون حتى أن يراعي أنها ابنة بلدته، لكنها في المقابل أيضًا اخطأت هي الأخرى حينما انساقت وراء شيطانها وخططت مع زوجها لارتكاب جريمة قتل وكان أمامها أن تلجأ إلى القانون ليقتص لها؛ ما هي حكاية رضا؟، وكيف قادها عقلها إلى نهايتها المحتومة؟!، هذا ما سوف نجيب عنه في السطور التالية.


رضا فتاه في بداية العقد الثالث من عمرها، هادئة لطيفة ومطيعة، تعيش مع أسرتها البسيطة بمركز القناطر الخيرية التابع لمحافظة القليوبية، كانت حياتها تتميز بالبساطة والهدوء ولكن ضيق الحال والظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها عائلتها أجبرتها على الاعتماد على ذاتها وضرورة البحث عن عمل مناسب لتساعد أسرتها وتعينهم على تحمل مصاعب المعيشة ولما لا والعمل عبادة، فقررت أن تبحث في قريتها عن عمل مناسب لها كفتاة، حتى أرشدها أحد أفراد قريتها إلى أحد الأشخاص ابن بلدتهم ويدعى (رمضان.م) فهو لديه مصنع ويعمل لديه العديد من أبناء القرية بنات وأولاد، لم تكد رضا تسمع الخبر حتى ذهبت مسرعة إلى صاحب المصنع المزعوم لتطلب منه العمل لديه، فوافق الرجل على الفور مدعيًا بأنه يحب مساعدة أبناء بلدته وصدقته رضا، شعرت الفتاة براحة كبيرة في مقابلته، أو كما ظنت ذلك، المهم أنها وجدت عملًا مناسبًا تجني منه المال، وصاحب العمل رجل طيب يعاملها معاملة جيدة وكأنها ابنته أو شقيقته.
...
 توالت الأيام ولم يكن يشغل بال رضا سوى العمل ومساعدة أسرتها بما تحصله من راتب، ولكن ذلك لم يبعد عن بالها حلمها البسيط؛ فهي كباقي الفتيات تحلم باليوم الذي تلبس فيه الفستان الأبيض وتحاصرها الزغاريد والأغاني، ولم يتأخر هذا الحلم؛ أعجب بها أحد شباب قريتها تقدم لخطبتها لم تتمالك نفسها من الفرحة،وافقت عليه وأصبحت تعد الأيام حتي تنتقل إلى عش الزوجية فحينما أخبرها زوجها بأن تترك العمل لم تبدِ أي معارضة، ذهبت إلى صاحب المصنع الذي تعمل به، وأخبرته بسلامة نية بأنها ستترك العمل في المصنع لديه، لأنها ستتزوج فقدم لها صاحب المصنع التهنئة مبديًا ًسعادة كبيرة بهذا الخبر ظنتها صفحة في حياتها من الكد والكفاح واغلقتها بالزواج، في البداية عاشت رضا حياة هادئة مع زوجها فلم يعكر صفو زواجهما شيئا ولما لا فهو حلمها الذي انتظرته أن يصبح حقيقة يومًا ما، فكانت تتمنى ألا ينتهي هذا الحلم الجميل أبدا ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن؛ فجأة انقلبت حياتها رأسًا على عقب دون أن يكون لها أي ذنب أو تتوقع هذا السيناريو السيئ، فوجئت بمجهول يتصل بها يهددها بصور فاضحة مفبركة لها إذا لم توافق على رغبته الدنيئة، كاد أن يُغشى عليها من هول الصدمة فلم تكن تدري من هذا الشخص وماذا يريد منها وما الذي سيحدث لها إن نشر هذه الصور غير الحقيقية وهي بنت الريف؟ 


كاد الخوف أن ينتزع قلبها من بين ضلوعها فلو رأى أحد من أهل قريتها هذه الصور ستكون نهايتها بين الناس وسيطلقها زوجها وربما لن يصدقها أحد، انتظرته حين اتصل بها مرة أخرى، طلبت منه أن يخبرها من يكون فسمح لها أن تقابله حتي أتت الصدمة الكبرى؛ فذلك النذل هو رب عملها السابق (رمضان.م) الذي ارتدى قناع البراءة يوم أن وافق على التحاقها بمصنعه، ظنته رجلًا طيبًا يحب الخير للجميع وهو الذي هنأها بزواجها فلم تصدق عينيها، ولم تصدق حتى أذنيها عندما هددها بأنها إذا لم ترضخ له وتسمع كلامه سيفضحها بين أهل القرية، لتغادر مسرعة رافضة تصديق ما يحدث لها، ليعيد اتصاله بها وتهديده لها فظلت تتوسل له وتترجاه بألا يفضحها فهي تعتبره كأخيها الكبير وهي مازالت عروسًا جديدة وإذا رأى زوجها تلك الصور المفبركة سيطلقها على الفور، ولكن هيهات أن يهتم بها أو بتوسلاتها، حتى لم تأخذه أي مشاعر عطف أو ندم تجاهها فكل همه أن تحقق له رغباته الشيطانية، ظلت رضا على موقفها رافضة أن تخون زوجها، فحاولت مرارًا وتكرارًا أن تتوسل له وتقنعه بأنها لن تستطيع أن تخون زوجها ولكنه واصل تهديده لها وملاحقتها في كل مكان متوعدا إياها بفضحها زاعمًا لها أنه يحبها والأجدى لها أن تطلب الطلاق من زوجها فسوف ينتظرها رغد من العيش، فلم تستطع أن تتحمل كل ما تتعرض له من ضغوط فقررت أن تخبر شقيقها وزوجها بما حدث  منذ البداية.
...
رفض زوجها أن يتخلى عنها فاتفقوا جميعًا- وهذه كانت غلطة رضا- على أن تستدرجه الزوجة لمقابلته وعندما يأتي يأخذون منه الهاتف بالقوة ويرحلون، بالفعل اتصلت به وأخبرته بأنها تريد مقابلته وعندما حضر لمقابلتها كررت طلبها بأن يحذف تلك الصور أمامها فرفض ذلك قبل أن تنفذ طلبه وتنشأ علاقة محرمة بينهما، فلم يجد شقيقها وزوجها مفرًا من التدخل لأخذ الهاتف منه فعندما أقبل شقيقها لأخذ الهاتف منه رفض وظل يقاوم فتدخل زوجها «ع.ص»بعد أن أخذته الحمية وطعنه طعنة نافذة في صدره أودت بحياته على الفور، ليتم القبض على المتهمين الثلاثة، ويمثلون بعدها أمام محكمة جنايات شبرا الخيمه برئاسة المستشار أيمن عفيفي، لتقضي المحكمة بالسجن المشدد عشر سنوات للزوجين، و 5 سنوات سجنًا للمتهم الثاني شقيق الزوجة.

اقرأ ايضا | صاحب مصنع يتخلص من عامل بسبب خلافات بينهم بأكتوبر