تدنى درجات القبول .. والحصول على لقب «دكتور» وباب خلفى للهجرة

لماذا يذهب طلابنا إلى جامعات أوكرانيا؟!

لماذا  يذهب طلابنا إلى جامعات أوكرانيا؟!
لماذا يذهب طلابنا إلى جامعات أوكرانيا؟!

سماسرة يخدعون أولياء الأمور بجامعات غير معتمدة ..ونقابة الأطباء  ترفض الاعتراف بخريجيها

الخبراء : طفرة  فى التعليم الجامعى تسحب البساط من جامعات الخارج

430 طالبًا يتعرضون للنصب منذ عامين ..ووزارة الهجرة حذرت من مكاتب «بيع الوهم»

لماذا يذهب الطلاب المصريون إلى جامعات أوكرانيا .. سؤال طرحته الأزمة الاخيرة، حيث فوجئنا بأن هناك الاف الطلاب يدرسون بجامعات اوكرانيا .. لم يتوقع هؤلاء الطلاب أن أرواحهم ستكون مهددة.. ..الحلم والطموح والامل فى غد يشرق مستقبلهم كان هو السبب فى تحملهم معاناة ترك الاسرة وتحمل الغربة..تكلفوا أموالا طائلة لاجل هذا الحلم أملا فى الحصد.. مواجهة دانات الحرب كانت آخر طموحهم. ، الا ان الحياة دائما تأتى بما لا تشتهى الاحلام، فكان الحصاد تبدل الحلم والطموح والامل لكابوس وخوف وترقب من ان يتبدل حلم الورقة التى يتمنون الحصول عليها ضمانا لمستقبل ومركز مرموق يفتحرون به أمام أنفسهم وينصفون بها مجهودات أسرهم الذين تحملوا مشقة الفراق بالغربة والعناء سعيا لتدبير الأموال ليتحقق هذا الحلم السعيد ، ولكنهم فوجئوا بصدمة أن هذه الشهادة والورقة قد تكون شهادة وفاة وفراق بعد ان كانت حلما بأن تصبح شهادة حياة واثبات للتميز، ويجدوا أنفسهم لا يسمعون صوتا يعلو فوق صوت الحرب، وكان العالم اتفق على ان يغتال حلمهم بطلب العلم، ووجدوا أنفسهم بصدور عارية أمام حرب تستهدف حياتهم بدلا من عقولهم ، إنهم الطلاب العالقون باوكرانيا والذين تخطى عددهم اكثر من 3243 طالبا يدرسون فى الدولة الاوكرانية الان وحياتهم مهددة بالضياع ، ومحاولات مكثفة من الدولة المصرية لإنقاذهم ، وامام هذه المحاولات ظهرت قضية التعليم فى الخارج بتساؤلات عديدة أهمها ، لماذا ذهبوا للدراسة هناك؟!، ما الدوافع التى تسبب فى ترك الجامعات المصرية سعيا فى تلك الشهادة التى قد لا تنصفهم فى الداخل المصرى ، هل هناك مشاكل بالنظام التعليمى المصري.
« فى السطور القادمة الاخبار سعت للبحث عن الاجابات ورصدت بالورقة والقلم قضية الطلاب والدراسة فى الخارج وناقشت رؤساء الجامعات والنواب للاجابة عن هذه التساؤلات.

قلة التكاليف وضعف التنسيق وحلم «البالطو» الابيض كانت السمة الرئيسية التى اكتست بها هذه الظاهرة، لقب المهندس ايضا كان له النصيب من السعى ولكن يبقى لقب الطبيب كان له نصيب الاسد، ومثال قلة التكاليف اوكرانيا صاحبة المشكلة .. فقط يكفيك من 1100 دولار الى 2400 دولار حتى تلتحق بجامعة هناك بالاضافة الى 600 دولار تعيش بهم طوال الشهر..

هذا الرقم لا تظنه كبيرا للذهاب فى دولة تصنف بالمركز 88 عالميا وفق تصنيف الامم المتحدة للدول صاحبة المراكز فى جودة التعليم.. كذا الحال ستجده بالقياس بالباقى فى الدول الاخرى التى ترفع شعار «التعليم مقابل المال»، ولكن تبقى المشكلة كيف تضمن أن ما تدفعه يتناسب طرديا مع ما تتعلمه ..


الواقع يثبت أن أكثر من 80 % من هذه التجارب بائت بالفشل إذا ما أراد الحاصلون على هذه الشهادات العودة لمصر وذلك لأسباب عديدة.. منها فشل الحاصلون عليها فى اجتياز المعادلة التى تضمن لهم العمل فى مصر ، أو ان الجامعات التى التحقوا بها غير مصنفة ومعتمدة بمصر ، أو انهم ذهبوا بالفعل لجامعات معتمدة وهم يعلمون انهم مخالفون لقواعد التنسيق المصرى حتى وان تحصلوا على شهادة تثبت ذلك ..

مثال ذلك ان نقابة الاطباء لا تقبل ان يزاول المهنة من تحصل على العلوم الطبية من الخارج وكان بالشعبة الادبية بمصر، بالاضافة إلى انها لا تقبل الا من كان فى مجموع تنسيقه اقل من 5 % من تنسيق الجامعات الحكومية فى العام الذى سافر بها، وغيرها من الاشتراطات ، التى دائما ما تخلف مشاكل وقضايا يظن من سافر انها ستكون طوق نجاة له لفرض الامر الواقع لما تعلمه حتى وان كان ضد اشتراطات الدولة.


«ادفع عشان تتظلم» اخر القصص التى تناولت قصة التعلم فى الخارج واستكمال لقصص النصب باسم الشهادة موضوع التحقيق ، حيث صدم اكثر من 430 طالبا مصريا انهم فريسة نصب على حلمهم بعد ان وجدوا انفسهم مقيدين بجامعة غير معتمدة وبلا طاقم تدريس أو معامل أو مقومات كافية للدراسة ..الصدفة فقط وقرب ظهور جائحة الكورونا كانت السبب فى اكتشاف هذه المشكلة ، ولعل المفارقة ان هذه القصة كانت ايضا فى اوكرانيا التى يعانى بها ابناء مصر من الطلاب وبالتحديد بمدينة «كيرفوجراد».

وعندما حاولوا الشكوى أخبرتهم الجامعة ألا حق لهم فى التظلم الا بعد دفع اكثر من 5 الاف دولار حتى يتسنى لوزارة الهجرة التدخل، لتقوم وزارة الهجرة بنشر تحذير بضرورة توخى الحذر حتى لا يقع الاهالى ضحايا مثل هذه الجرائم.

ولكن تبقى الحقيقة أن هذه الجريمة ليست سوى « اكلشيه» مكرر يقع المصريون فيه ضحايا حلم الشهادة، فوفق آخر الاحصائيات التى اعلنت عنها وزارة التعليم والبحث العلمى أن هناك اكثر من 30 الف طالب يدرسون خارج مصر .. 16 الفا منهم وجدوا فى روسيا الظهير الثانى للمشكلة ملاذا آمنا لاحلامهم ، بينما هناك اكثر من 3243 طالبا فى أوكرانيا والتى احتلت المركز الثالث بعد ايطاليا التى حظيت بالمركز الثانى برصيد تخطى الـ 6 الاف طالب.

 

وفى الاخير تنوعت الارقام الاخرى على جامعات من شتى دول العالم اتفقوا جميعا على الفكرة الاساسية التعلم والشهادة واختلفت وقائع النصب التى تصدرت القضية وتبقى القلة القليلة التى أنصفهم القدر بعدم الوقوع ضحايا هذه القضية ووجدوا أنفسهم فى جامعة معتمدة.


الثورة الصناعية
يؤكد د. أشرف الشيحى وزير التعليم العالى والبحث العلمى الاسبق، أن مشاكل التعليم فى الخارج قضية قديمة تظل قائمة طالما كان هناك حلم من البعض فى الدخول لتخصصات لا تتناسب مع قدراتهم لان الغالبية الكبرى من هؤلاء يسعى لتخصصات دقيقة كالطب والهندسة وفى نفس الوقت يعلمون ان مجموعهم لم يؤهلهم لذلك ولكنهم يعاندون القدر.


ويشير الى ان هذه المشكلة ستظل قائمة ولكنها بالفعل فى الطريق للحل خاصة بعد ان تغيرت خريطة التعليم العالى فى مصر واستراتيجية الدولة لحل هذه المشكلة وذلك بعد ظهور تخصصات جديدة ناهيك على سياسة الدولة فى افتتاح جامعات خاصة واهلية جديدة وايضا جامعات تتناسب مع الثورة الصناعية تتناول فى دراستها التخصصات الصناعية الجديدة.


ويوضح الشيحى أننا علينا لنساعد سياسة الدولة للحد من هذه المشكلة المساهمة فى الترويج لهذه التخصصات الجديدة بالاضافة الى تسهيل الالتحاق بشعبة علمى الرياضة لتشجيع الدراسة على دراسة التكنولوجيا التى تتصدر هذه التخصصات وايضا هى اساس سوق العمل القادم وتتصارع عليه كافة الدول.


هجرة غير مقننة
ويقول د. أحمد حمد، رئيس الجامعة البريطانية الاسبق، أن مشاكل التعلم فى الخارج كبيرة ولكن ستظل هذه المشكلة مستمرة طالما كانت تكاليف التعليم فى مصر باهظة وايضا عدم وجود سياسة تعليمية تقوم على دراسة قدرات الطالب منذ بداية التحاقه بالتعليم واكتشاف هذه القدرات ومن ثم وضعه من البداية على الطريق الذى يتناسب مع قدراته وايضا وضع خريطته التعليمية.


ويضيف حمد أن هناك سببا اضافيا فى مشاكل التعلم فى الخارج هو ان البعض ممن يسعون للتعلم فى الخارج يستغلون هذا الامر كباب خلفى للهجرة غير المقننة خاصة انهم يعلمون انه لا يوجد قيود على السفر تمنعهم من السفر من اجل التعلم.


ويرى رئيس الجامعة البريطانية الاسبق أن حل هذه المشكلة يبدأ كما ذكرنا بدراسة الطفل منذ الصغر و الاهم ان يتم وضع سياسة تعليمية تتناسب مع سوق العمل وتصبح الشهادة بالفعل هى اساس للعمل لا «برواز» يوضع على الحائط.


قدرات مختلفة
وفى نفس السياق يوضح د. جمال سامى رئيس جامعة الـ 6 من اكتوبر، أن السبب الرئيسى وراء تكرر مشاكل التعليم فى الخارج هم الاهالى الذين لا يقدرون قدرات أبنائهم فقط كل ما يشغل بالهم هو ان يصبح ابناؤهم اطباء ومهندسين دون النظر هل هم مؤهلون لذلك أم لا ومن هنا تأتى المشكلة.


ويشير الى انه بالاضافة لمشكلة الأهل تظل هذه القضية معقدة خاصة ان لها سماسرة تستغل حلم هؤلاء الاهالى وتروج لهم الاكاذيب وفى الاخير يقعون فريسة لها.


ويرى سامى ان استمرار مشاكل الاهل ثقافة لابد من حلها وتغييرها حتى يفهموا ان هناك قدرات مختلفة بين الاشخاص وان اى محاولة لفرض اى امر يفوق قدرات الشخص هو اخلال بمبدأ تكافؤ الفرص والذى سيعود بأثره السلبى على الشخص ذاته بالفشل فى النهاية فى حين احترام قدراته سيجعل له نجاحا فى مجال آخر.


احتياجات السوق
ويشير د. مجدى سبع ، رئيس جامعة طنطا الأسبق، أن السبب الرئيسى فى استمرار ظاهرة التعلم فى الخارج هى استمرار ظاهرة المجموع والتنسيق بالاضافة الى النظرة القاصرة لان النجاح يقتصر على كليات القمة فقط.


ويوضح أن بداية حل هذا الامر يبدأ بتغيير هذه الثقافة ونشر ثقافة ان للنجاح اساليب كثيرة ومتنوعة وانك قد تصبح فنيا ماهرا وتتفوق على الطبيب بشرط ان تتقن عملك بالاضافة الى اننا علينا ان نتبع ثقافة لغة السوق فى العلم بمعنى ان يتناسب ما يتم تعليمه مع احتياجات السوق حينها فقط نضمن الحد من هذه المشكلة القديمة ولم يتم حلها حتى الان.


سياسة تعليمية
وفى نفس السياق توضح سكينة سلامة، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، أن السبب الرئيسى فى استمرار سفر ابنائنا للتعلم للخارج هو اننا لا نعتمد على سياسة التعلم مقابل المال التى تتبعها الدول الاخرى بتكاليف غير مكلفة تغرى بها ابناءنا وفى الاخير ينجحون فى استقطابهم بهذه المغريات وتشير الى انها ستقوم بالتنسيق مع لجنة التعليم بطرح هذه الفكرة.

ومناقشتها وبحيث يتم وضع سياسة تعليمية شاملة سيتم التوسع فيها بزيادة عدد الجامعات الدولية بمصر وايضا ستضمن ان يحصل ابناؤنا على تعليم مثل الذى يسعون الحصول عليه بتكاليف تقارب ما يدفعونه فى الخارج بل أكثر جودة وسيضمن لهم فى النهاية قدرتهم على العمل وتطبيق ما تعلمونه على ارض الواقع.

وتوضح أن هذه الفكرة ايضا سنراعى بها ان يكون هناك تنوع فى التخصصات وايضا سنضمن ان يتم توسيعها تدريجيا حتى لا يحدث خلل فى النظام التعليمى المصرى وايضا نساهم فى حل مشاكلنا ونستفيد من تلك الاموال التى يدفعها ابناؤنا وفى الاخير يصدم معظمهم بأنهم ضحايا جرائم نصب وضياع للمستقبل التعليمي.

اقرأ ايضا | الجامعة المصرية الصينية تطلق مبادرة «فكرتك ملكك»