أبرزهم خيرى شلبي وفاروق شوشة.. بيرم في عيون الآخرين

خيرى شلبى و فاروق شوشة: بيرم فى عيون الآخرين
خيرى شلبى و فاروق شوشة: بيرم فى عيون الآخرين

من كتاب «بيرم فى عيون الآخرين» الذى أعده الأستاذ محمد رامز – أحد أحفاد بيرم – سوف نقدم مقتطفات مما قاله عدد من أبرز الكتاب والشعراء والمفكرين بالساحة الثقافية المعاصرة عن العملاق بيرم التونسى:
بيرم التونسى هو الشاعر المصرى الأول فى القرن العشرين، فإن كان أحمد شوقى الشاعر العروبى، فإن بيرم شاعر مصرى خالص، يكتب باللغة المصرية، عن هموم مصرية، عن السياسة المصرية، وعن الفقر المصرى، فكان مصريا حتى النخاع؛ فمن يريد دراسة شخصية مصر، عليه أن يقرأ أزجال بيرم.

كان شوقى أمير شعراء الفصحى  يقول: «لا أخاف على الفصحى إلا من أزجال بيرم»، ولم يحسن الكثيرون فهم مقولة شوقى، وظنوها هجوماً عنيفاً من شوقى على فن بيرم الذى يسيء إلى الفصحى ويهددها، بينما عبارة شوقى – فى جوهرها – تحمل تقديراً لعامية بيرم، التى يراها مكافئة لبلاغة الفصحى ومنافسة لإبداعها.

فبيرم التونسى هو الريادة الحقيقية والأب الروحى فنياً لكل المبدعين الذين حملت كتاباتهم تسمية العامية.

عبد الرحمن الأبنودى: 
لم يكن عمنا بيرم زجالاً فقط ولا كاتب أغانيات،  كما يحب البعض أن يلخصه تلخيصا متعسفاً، وإنما كان كاتب حوارات أفلام بدوية، من الطراز الأول، وكتب مسرحيات كلاسيكية أشبه بالتراجيديا الإغريقية لا نعرف عنها هنا فى مصر شيئاً، كما لا ننسى اهتمامه بفن السيرة، وبالذات السيرة الهلالية.

 


فؤاد قاعود:
إن بيرم التونسى هو أكبر الشعراء الذين ظهروا فى النصف الأول من القرن العشرين على أرض مصر
لقد كان بيرم شاعراً لمرحلته ولمراحل أخرى جاءت بعده، مثلما كان سيد درويش فى مجال الموسيقى.


د. على مصطفى مشرفة:
لو قيس فن بيرم بمقياس الفن الأوروبى لوجب أن يكون فى مقدمة شعراء العالم، من كبارهم لصغارهم، مثل سبنسر واليوت بل وشكسبير.  


رشدى صالح:
إن بيرم كان يمكن أن يكون رساماً كبيراً.. فالكلمات تخرج من فمه كأنها عذارى جميلات.. يلبسن أفخر الثياب.


أم كـلثـوم:
كنت أحب أقعد معاه، كان رجل عالم كبير ومتصوف، وكان قارئاً كثيراً جداً، يعنى لما الواحد يقعد معاه يستفيد.


صلاح جاهين :
جايـه عــروس الشـعر م البغـالـه
بمـــلايــه لــف وكــــف متحنــى
شافت صوان وحبال وناس شغاله
وانا بابـكى جنب البـاب ومستنـى
والشمس تقطر حـزن ع الصبحيه
مين اللى مات يا شاب يا بو دموع
قالت عــروس الشـعر للمـوجــوع
مين اللى مات يا شب، قل لى يا خويا
قالت عروس الشعر، ليكون أبويا..
وجنازته ماشيه آهه فى شارع السد
والنعش عايم فى الدموع فى عينيا


د. محمد زكريا عنانى:
إن بيرم التونسى وعلى الرغم من كل ما كُتب عنه، من مؤلفات، ورسائل علمية، لا يزال معينا لا ينضب للعديد من الدراسات.
فإنه بتنوع الفنون التى تناولها والموضوعات التى عالجها، والبيئات التى تقلب فيها، يمثل ظاهرة هامة، من ظواهر إبداعنا الحديث، يمكن من خلالها أن تنقسم صورة العصر بكل ما حفل به من أحداث سياسية، وتحولات اجتماعية، واقتصادية، وفكرية، وأدبية.


محمد البحيرى: 
نعم حياة بيرم ملحمة الألم والتحدى، ولا مكان للمأساة فيها،فلا ينبغى أن يتحدث النقاد عن مأساة بيرم، وإنما عن ملحمته. إنه عاش تجارب وجودية مبكيه، فلم يبك، وتجرع الآلام، فضحك وأضحك الناس.
إنه بهذا، يحفظ كرامة الإنسان وقيمته وعظمته وشرفه، فى أحلك فترات الضعف والإشكال، والضحك تفاؤل، والتفاؤل سمة النضال الأساسية، إن أخطأته، انقلب إلى يأس، فهزيمة.


محمد مكيوى: 
الأغنية عند بيرم دفقة وطنية، قضية، وفكر، ومحصول لفظى من واقع الحياة، كما أن بيرم خرج بالأغنية من دائرة الجمود إلى الحركة، ومنحها نبض الحياة، وكان من الرواد الأوائل فى المسرح الغنائى، وأغانى السينما، القائمة على الديالوج و الإسكتش، والغناء الجماعى الذى يدخل فى باب الأوبريت، وإذا كان معظم مؤلفى الأغانى يجمعهم إيقاع واحد، وتدور معظم أغانيهم حول الهجر، الشجن، السهر. فبيرم كان مختلفا فى صوره وتركيباته، وثورته الوطنية، ونظرته للمجتمع، حتى فى العاطفة، كان له رأى آخر.


لقد قدم لنا بيرم نبضات قلبه ومشاعره فى أكثر من 600 أغنية، ومجموعة من الأوبريتات والإسكتشات والمسرحيات والبرامج الغنائية والمنولوجات والملاحم إلى جانب أغانى الأفلام والإذاعة والحفلات.


كل هذا الانتاج الضخم، يتطلب منا وقفة طويلة لنعاود البحث والدراسة فى هذا التراث العظيم.

حسن درويش : 
كانت أوبريت «شهرزاد» التى عهد الشيخ سيد درويش بأزجالها إلى توأم روحه الوطنى السكندرى المولد بيرم التونسى، لتبدا أول علاقة له بالمسرح الغنائى.
وكان إسناد سيد درويس مسئولية أزجال تلك الرواية، دليلا ثابتا لا يحتاج إلى برهان آخر، على إيمان سيد درويش بوطنية وثورية وعبقرية بيرم التونسى التى توافقت مع وطنية وثورية وعبقرية سيد درويش، فكان ثمرة هذا اللقاء، إحدى الدرر المشعة فى جبين  المسرح الغنائى المصرى.


كان للظروف القاسية التى مرت ببيرم فى فترة منفاه، والتى لم يمر بها فنان مصرى، لا من قبل ولا من بعد، أثر كبير فى مجالات تأليفه للمسرح الغنائى، مما أدى ببيرم إلى الاتجاه إلى مواضيع بعيدة عن السياسة، فقام بنظم مواقف مسرحية « ليلة من ألف ليلة»، مستوحاة من ليالى ألف ليلة وليلة الأسطورة، وكذلك مسرحية «عقيلة»، ومسرحية «قسمت» لعزيز عيد وفاطمة رشدى حين قابلاه بفرنسا.

 


لما عاد بيرم من منفاه للمرة الثانية، ساومته الحكومة على أن يبعد بموضوعاته عن الشعب وآماله، فأعاد بيع رواياته، وكذلك قام بتأليف «أوبريت عزيزة ويونس» مستوحاة من التراث الشعبى، كما قام بنظم رواية «سفينة الغجر» للمطربة ملك، وألف لها تمثيليات غنائية من فصل واحد مثل رواية «مايسة» وتميز بيرم فى تلك الحقبة بالتأليف باللغة البدوية.

اقرأ ايضا | خالد هلال يكتب: إبداع بيرم التونسي من المنفي