عاجل

خالد هلال يكتب: إبداع بيرم التونسي من المنفي

خالد هلال يكتب : ابداع بيرم التونسي من المنفي
خالد هلال يكتب : ابداع بيرم التونسي من المنفي

أكثر‭ ‬من‭ ‬18‭ ‬عاماً‭ ‬فى‭ ‬المنفى‭ ‬قضاها‭ ‬بيرم‭ ‬التونسى‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬مصر‭ ‬عانى‭ ‬خلالها‭ ‬الأمرين‭ ‬شوقا‭ ‬للوطن‭ ‬وللأهل‭ ‬وبحثا‭ ‬عن‭ ‬لقمة‭ ‬العيش‭ ‬التى‭ ‬يقيم‭ ‬بها‭ ‬أوده‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬ينس‭ ‬هدفه‭ ‬وغايته‭

غضب‭ ‬الملك‭ ‬كثيرا‭ ‬على‭ ‬بيرم‭ ‬وأراد‭ ‬محاكمته‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يتمتع‭ ‬بالحماية‭ ‬الفرنسية‭ ‬التى‭ ‬أنقذته‭ ‬من‭ ‬حبل‭ ‬المشنقة‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬أمام‭ ‬الملك‭ ‬إلا‭ ‬نفيه‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭ ‬وإبعاده‭ ‬فصدر‭ ‬الأمر‭ ‬الملكى‭ ‬بترحيل‭ ‬بيرم‭ ‬التونسى‭ ‬إلى‭ ‬تونس‭ ‬فى‭ ‬يوم‭ ‬17أغسطس‭ ‬1919 ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬بيرم‭ ‬لم‭ ‬يتحمل‭ ‬الحياة‭ ‬فى‭ ‬تونس‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر‭ ‬فقط‭ ‬بعد‭ ‬معاملة‭ ‬البقية‭ ‬الباقية‭ ‬من‭ ‬أهله‭ ‬له‭ ‬معاملة‭ ‬سيئة‭ ‬ظناً‭ ‬منهم‭ ‬أنه‭ ‬جاء‭ ‬ليقتسم‭ ‬معهم‭ ‬ميراث‭ ‬العائلة‭ ‬مما‭ ‬اضطره‭ ‬للسفر‭ ‬إلى‭ ‬فرنسا‭... ‬

ومع‭ ‬ازدياد‭ ‬شوقه‭ ‬لمصر‭ ‬ولأهله‭ ‬ولأولاده‭ ‬مع‭ ‬تدنى‭ ‬الأحوال‭ ‬الاقتصادية‭ ‬فى‭ ‬فرنسا‭ ‬وصعوبة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬قام‭ ‬بتحريف‭ ‬جواز‭ ‬سفره‭ ‬وعاد‭ ‬متخفيا‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬يوم‭ ‬27‭ ‬مارس‭ ‬1922 . ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أمره‭ ‬قد‭ ‬افتضح‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬كتابته‭ ‬لأوبريت‭ ‬شهرزاد‭ ‬لسيد‭ ‬درويش‭ ‬فتم‭ ‬إلقاء‭ ‬القبض‭ ‬عليه‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬وتم‭ ‬نفيه‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬لفرنسا‭ ‬يوم‭  ‬25‭ ‬مايو‭ ‬1923‭ ‬ ‬وتصادف‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬يوم‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬فكتب‭ ‬قصيدة:

«وأفتكر‭ ‬الهرمين‭ ‬تجرى‭ ‬الدموع‭ ‬تانى»
يـوم‭ ‬الدبايـح‭ ‬كان‭... ‬آخـــــر‭ ‬مــواعيـــدِك
وقفت‭ ‬لك‭ ‬فرحــان‭... ‬أَنصُب‭ ‬رايات‭ ‬عيــدِك
وأفرش‭ ‬لك‭ ‬الريحان‭... ‬واسمع‭ ‬زغاريــدك
زعَق‭ ‬غُــراب‭ ‬البين‭... ‬فــصّـلت‭ ‬أكــفانـى

خـيبـةْ‭ ‬أمَــل‭ ‬ومَــرَام‭... ‬واعـــر‭ ‬ومتـعسّـر
يا‭ ‬ريته‭ ‬كان‭ ‬فى‭ ‬منام‭... ‬يصبـح‭ ‬ويتفـسّــر
أو‭ ‬حُكــــم‭ ‬بالإعــدام‭... ‬ع‭ ‬النـاس‭ ‬بيتسـطّر
ما‭ ‬كان‭ ‬تشوف‭ ‬العين‭... ‬حـالى‭ ‬اللى‭ ‬بـكّانى

ع‭ ‬السين‭ ‬يا‭ ‬مصر‭ ‬مْشِيت‭... ‬إيـّاك‭ ‬يســلّينـي
عَلِيـه‭ ‬عَبـَـد‭ ‬«جُـولييت»‭... ‬تُركى‭ ‬على‭ ‬صينى
يـا‭ ‬مــــا‭ ‬لقــــيت‭ ‬ورأيت‭... ‬جَمَــال‭ ‬ينسّـــينى
واتفكـّر‭ ‬الهـــــــرمــين‭... ‬تجرى‭ ‬الدموع‭ ‬تانى

مكث‭ ‬فى‭ ‬فرنسا‭ ‬تسع‭ ‬سنوات‭ ‬منها‭ ‬خمسة‭ ‬فى‭ ‬مرسيليا‭ ‬وأربعة‭ ‬فى‭ ‬باريس‭... ‬عاد‭ ‬بيرم‭ ‬التونسى‭ ‬إلى‭ ‬تونس‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬فى‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬1932 ‬وظل‭ ‬بها‭ ‬حتى‭ ‬شهر‭ ‬أبريل‭ ‬عام‭ ‬1937 ‬وانتقل‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭ ‬ثم‭ ‬عاد‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬يوم‭ ‬8‭ ‬أبريل‭ ‬1938 ‬متسللا‭ ‬هاربا‭ ‬من‭ ‬السلطة‭ ‬الحاكمة‭ ‬حيث‭ ‬توسط‭ ‬له‭ ‬بعض‭ ‬المحبين‭ ‬على‭ ‬رأسهم‭ ‬الشاعر‭ ‬الكبير‭ ‬كامل‭ ‬الشناوى‭ ‬ورئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬محمد‭ ‬محمود‭ ‬لدى‭ ‬الملك‭ ‬فاروق‭ ‬‭) ‬ابن‭ ‬الملك‭ ‬فؤاد)‭ ‬والذى‭ ‬أمر‭ ‬بتجاهل‭ ‬وجوده‭ ‬حيث‭ ‬بدأ‭ ‬رحلة‭ ‬إبداعه‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬فى‭ ‬مصر‭.‬


أكثر‭ ‬من‭ ‬18‭ ‬عاماً‭ ‬فى‭ ‬المنفى‭ ‬قضاها‭ ‬بيرم‭ ‬التونسى‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬مصر‭ ‬عانى‭ ‬خلالها‭ ‬الأمرين‭ ‬شوقا‭ ‬للوطن‭ ‬وللأهل‭ ‬وبحثا‭ ‬عن‭ ‬لقمة‭ ‬العيش‭ ‬التى‭ ‬يقيم‭ ‬بها‭ ‬أوده‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬ينس‭ ‬هدفه‭ ‬وغايته‭... ‬لم‭ ‬يسكت‭ ‬قلم‭ ‬بيرم‭ ‬التونسى‭ ‬ولا‭ ‬قلبه‭ ‬فأخذ‭ ‬يرسل‭ ‬أعماله‭ ‬الإبداعية‭ ‬للصحف‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬مقابل‭ ‬مبالغ‭ ‬زهيدة‭ ‬خصصها‭ ‬للصرف‭ ‬على‭ ‬أبنائه‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬المجلات‭ ‬التى‭ ‬تنشر‭ ‬أعمال‭ ‬بيرم‭ ‬التونسى‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬نفيه‭ ‬مجلة‭ ‬الشباب‭ ‬لصاحبها‭ ‬و‭ ‬رئيس‭ ‬تحريرها‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬الصدر‭.‬


كانت‭ ‬سنوات‭ ‬بيرم‭ ‬التونسى‭ ‬فى‭ ‬المنفى‭ ‬مليئة‭ ‬بالأعمال‭ ‬الأدبية‭ ‬والإبداعية‭ ‬العظيمة‭ ‬ونذكر‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬كتابه‭ ‬(السيد‭ ‬ومراته‭ ‬فى‭ ‬باريس)‭ ‬والذى‭ ‬يحكى‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬التقاء‭ ‬الحضارة‭ ‬المصرية‭ ‬بالغربية‭ ‬ومحاولة‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الأخيرة‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬العلمى‭ ‬أو‭ ‬أسلوب‭ ‬الحياة‭ ‬العصرى‭.

.. ‬وكان‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬الصادر‭ ‬عام‭ ‬1923م‭ ‬مطالبة‭ ‬بيرم‭ ‬بضرورة‭ ‬إصدار‭ ‬بطاقة‭ ‬الشخصية‭ ‬لكل‭ ‬فرد‭ ‬مصرى‭ ‬حتى‭ ‬يسهل‭ ‬التعرف‭ ‬عليه‭ ‬والتعامل‭ ‬معه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬السلطات‭ ‬والشركات‭ ‬وخلافة‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬شيخ‭ ‬الحارة‭ ‬المنتشر‭ ‬آنذاك‭.‬


كما‭ ‬كتب‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬تواجده‭ ‬فى‭ ‬فرنسا‭ ‬الأوبريت‭ ‬الرائعة‭ ‬(ليلة‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬ليلة)‭ ‬لفرقة‭ ‬عزيز‭ ‬عيد‭ ‬وفاطمة‭ ‬رشدى‭ ‬عام‭ ‬1929‭ ‬والتى‭ ‬عرضت‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬على‭ ‬دار‭ ‬الأوبرا‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬1931‭ ‬و‭ ‬قدمت‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬خمس‭ ‬دورات‭ ‬خلال‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬السنوات وعرضت مؤخراً ‭  ‬باسم‭  ‬(ياما‭ ‬فى‭ ‬الجراب‭ ‬يا‭ ‬حاوى)‭ ‬بطولة‭  ‬النجم‭ ‬الرائع‭ ‬يحيى‭ ‬الفخرانى‭ ‬والمطرب‭ ‬محمد‭ ‬الشرنوبى‭ ‬والمطربة‭ ‬كارمن‭ ‬سليمان،وعرضت‭  ‬دون‭ ‬تغيير‭ ‬حرف‭ ‬واحد‭ ‬مما‭ ‬كتبه‭ ‬بيرم‭ ‬التونسى!!


كما‭ ‬كتب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأزجال‭ ‬التى‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬المجتمع‭ ‬وتنميته‭ ‬ومن‭ ‬أشهر‭ ‬هذه‭ ‬الأزجال:
حاتجن‭ ‬يا‭ ‬ريت‭ ‬يا‭ ‬اخـوانا‭ ‬مارحتش‭ ‬لنـدن‭ ‬و‭ ‬لاّ‭ ‬باريـز
دى‭ ‬بلاد‭ ‬تمدين‭ ‬و‭ ‬نضافة‭ ‬وذوق‭ ‬ولطافة‭ ‬وحاجة‭ ‬تغيظ
بعد‭ ‬تسع‭ ‬سنوات‭ ‬قضاها‭ ‬بيرم‭ ‬التونسى‭ ‬فى‭ ‬فرنسا‭ ‬عاد‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬لتونس‭ ‬فى‭ ‬آواخر‭ ‬عام‭ ‬1932‭ ‬عاد‭ ‬ليتصدى‭ ‬للعمل‭ ‬الصحفى‭ ‬والأدبى‭ ‬والذى‭ ‬كان‭ ‬مصدر‭ ‬رزقه‭ ‬الوحيد‭ ‬فى‭ ‬تونس‭ ‬حيث‭ ‬تولى‭ ‬رئاسة‭ ‬تحرير‭ ‬جريدة‭ ‬الزمان‭ ‬عام‭ ‬1933‭ ‬ثم‭ ‬جريدة‭ ‬(السرور)‭ ‬عام‭ ‬1935 ‬ثم‭ ‬جريدة‭ ‬(الشباب)‭ ‬عام‭ ‬1936‭ ‬وأخيرا‭ ‬جريدة‭ ‬(السردوك) وهى‭ ‬تعنى‭ ‬(الديك‭ ‬باللهجة‭ ‬التونسية)‭ ‬عام‭ ‬1937.


أربع‭ ‬سنوات‭ ‬تقريبا‭ ‬لبيرم‭ ‬التونسى‭ ‬فى‭ ‬تونس‭ ‬أحصى‭ ‬الباحث/‭ ‬الحسناوى‭ ‬الزارعى‭ ‬فى‭ ‬كتابه‭ ‬(محمود‭ ‬بيرم‭ ‬التونسى‭... ‬الأشعار‭ ‬التونسية)‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬خمسمائة‭ ‬نص‭ ‬كتبها‭ ‬بيرم‭ ‬التونسى‭ ‬منها‭ ‬61‭ ‬نصا‭ ‬شعريا‭ ‬بالفصحى‭ ‬و12‭ ‬نص‭ ‬زجل‭ ‬باللهجة‭ ‬التونسية‭ ‬و6‭ ‬أزجال‭ ‬باللهجة‭ ‬المصرية‭ ‬وحوالى‭ ‬161‭ ‬نصا‭ ‬يترواح‭ ‬مابين‭ ‬القصة‭ ‬والموقف‭ ‬المسرحى‭.

‬و‭ ‬الخاطرة‭ ‬والمقامة‭ ‬وذلك‭ ‬بخلاف‭ ‬حوالى‭ ‬270‭ ‬مقالاً‭ ‬غير‭ ‬إبداعى‭ ‬كلها‭ ‬نشرت‭ ‬فى‭ ‬الدوريات‭ ‬التونسية‭ ‬السابق‭ ‬ذكرها‭ ‬سنسوق‭ ‬أمثلة‭ ‬لها‭ ‬خلال‭ ‬مقالنا‭ ‬هذا‭ ‬ليتطلع‭ ‬القارئ‭ ‬الكريم‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬إبداع‭ ‬بيرم‭ ‬التونسى‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬وبمختلف‭ ‬اللهجات‭... ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬تفرغ‭ ‬بيرم‭ ‬التونسى‭ ‬للصحافة‭ ‬والإبداع‭ ‬كان‭ ‬العامل‭ ‬الأكبر‭ ‬نحو‭ ‬غزارة‭ ‬إنتاجه‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬القصيرة‭.‬


ومما‭ ‬يذكر‭ ‬أن‭ ‬الاحتلال‭ ‬الفرنسى‭ ‬فى‭ ‬تونس‭ ‬كان‭ ‬يلاحق‭ ‬إبداع‭ ‬بيرم‭ ‬التونسى‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬تواجده‭ ‬فى‭ ‬تونس‭ ‬نظرا‭ ‬للدور‭ ‬التنظيرى‭ ‬والنقدى‭ ‬العام‭ ‬الذى‭ ‬لعبه‭ ‬بيرم‭ ‬كمعلم‭ ‬ومفكر‭ ‬وفيلسوف‭ ‬متحمس‭ ‬ذى‭ ‬رؤية‭ ‬نافذة‭ ‬وأسلوب‭ ‬سلس‭ ‬مما‭ ‬حدا‭ ‬لنشر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬بأسماء‭ ‬مستعارة‭ ‬مثل‭ ‬(شاعر‭ ‬الزمان‭ ‬-‭ ‬ذبانة‭ ‬خريف-‭  ‬متفرج-‭ ‬ابن‭ ‬جلا)‭ ‬دون‭ ‬بحث‭ ‬عن‭ ‬شهرة‭ ‬فلم‭ ‬يكن‭ ‬يهمه‭ ‬سوى‭ ‬توصيل‭ ‬الفكرة‭  ‬لأكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬القراء‭.‬


وهذه‭ ‬بعض‭ ‬النماذج‭ ‬مما‭ ‬كتبه‭ ‬فى‭ ‬منفاه:
المقامة‭ ‬السينمائية
(هذه‭ ‬المقامة‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬الفصحى‭ ‬والعامية‭ ‬التونسية‭ ‬فى‭ ‬جريدة‭ ‬السردوك‭ ‬14‭ ‬أبريل‭‬1937)
حدثناالأخفش‭ ‬بن‭ ‬قرعان‭ ‬قال:‭ ‬قال‭ ‬لى‭ ‬جماعة‭ ‬من‭ ‬السفهاء‭ ‬قم‭ ‬بنا‭ ‬إلى‭ ‬السينما‭.‬

 


قلت:‭ ‬وما‭ ‬السينما؟‭ ‬قالوا‭ ‬صور‭ ‬متحركة،‭ ‬وضحك‭ ‬وفذلكة‭. ‬فقلت‭ ‬يا‭ ‬قوم‭ ‬لقد‭ ‬قضيت‭ ‬حياتى‭ ‬بين‭ ‬المحبرة‭ ‬والدفتر‭. ‬وسلخت‭ ‬العمر‭ ‬بجانب‭ ‬المحراب‭ ‬والمنبر‭. ‬فلا‭ ‬تأخذونى‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬يحط‭ ‬من‭ ‬قدر‭ ‬العلماء‭ ‬الأمجاد،‭ ‬ويلحقهم‭ ‬بالسفلة‭ ‬والأوغاد‭. ‬(كطبرنات)‭ ‬الخمر‭ ‬التى‭ ‬تشوى‭ ‬الكبود‭ ‬(المرقاز)‭ ‬على‭ ‬الجمر‭. ‬


قالوا‭ ‬بل‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬هناك‭ ‬قطرة‭ ‬من‭ ‬المسكرات،‭ ‬ولا‭ ‬بادرة‭ ‬من‭ ‬المنكرات‭. ‬فقمت‭ ‬ودخلت‭ ‬معهم‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬السينما‭ ‬أناس‭ ‬كالدود،‭ ‬على‭ ‬الكراسى‭ ‬قعود،‭ ‬لا‭ ‬يتحركون‭ ‬ولا‭ ‬يتكلمون،‭ ‬وليس‭ ‬أمامهم‭ ‬ما‭ ‬يأكلون‭ ‬ولا‭ ‬ما‭ ‬يشربون‭. ‬فقلت‭ ‬فى‭ ‬نفسى‭ ‬لقد‭ ‬خسر‭ ‬والله‭ ‬أهل‭ ‬هذا‭ ‬الجيل،‭ ‬وأصبحوا‭ ‬جميعهم‭ ‬من‭ ‬المهابيل‭. ‬وما‭ ‬كاد‭ ‬يا‭ ‬قوم‭ ‬يقر‭ ‬بنا‭ ‬القرار‭ ‬حتى‭ ‬أطفأوا‭ ‬الأنوار،‭ ‬فوضعت‭ ‬يدى‭ ‬على‭ ‬(مكتوبى)‭ ‬خوفا‭ ‬على‭ ‬مالي،‭ ‬وحطرا‭ ‬ممن‭ ‬على‭ ‬يمنى‭ ‬وشمالى،‭ ‬ثم‭ ‬ظهرت‭ ‬على‭ ‬الحائط‭ ‬أشباح‭ ‬تتكلم،‭ ‬فخلتنى‭ ‬أحلم‭. ‬فقلت:‭ ‬
أعـوذ‭ ‬بالله‭ ‬مـن‭ ‬الشيطـان‭       ‬هذا‭ ‬اخـتراع‭ ‬آخـر‭ ‬الـزمــان‭ ‬
إنى‭ ‬أرى‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الجدران‭      ‬رهطا‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬والنسوان
يـرتلــون‭ ‬قــولاً‭ ‬باللســـان‭       ‬ويفـعلــون‭ ‬كبنـى‭ ‬الإنســـان
والله‭ ‬ما‭ ‬أبصر‭ ‬غير‭ ‬الجـان‭       ‬أليس‭ ‬لى‭ ‬عقل‭ ‬ولى‭ ‬عينان؟
قال‭ ‬الأخفش:‭ ‬ثم‭ ‬عاد‭ ‬النور،‭ ‬فذهب‭ ‬الشياطين‭ ‬كما‭ ‬ذهب‭ ‬أهل‭ ‬القبور،‭ ‬فقلت‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الإخوان:‭ ‬أهكذا‭ ‬يلعب‭ ‬الإفرنج‭ ‬بعقولكم،‭ ‬ويستولون‭ ‬على‭ ‬أموالكم،‭ ‬ويفرجونكم‭ ‬على‭ ‬رهط‭ ‬العفاريت،‭ ‬نستحضرهم‭ ‬بالبخور‭ ‬والكبريت،‭ ‬فقالوا:‭ ‬هذه‭ ‬ماكينات‭ ‬تدار،‭ ‬فقلت:‭ ‬وأين‭ ‬الفحم‭ ‬والبخار‭ ‬؟


قالوا‭ ‬بل‭ ‬تنار‭ ‬بالكهرباء،‭ ‬وتحرك‭ ‬بالتفريغ‭ ‬والامتلاء،‭ ‬فلم‭ ‬أزل‭ ‬أقرعهم‭ ‬بالدليل،‭ ‬ويجيبون‭ ‬بالكذب‭ ‬والتهويل،‭ ‬حتى‭ ‬يئست‭ ‬من‭ ‬إقناعهم،‭ ‬وعجزت‭ ‬عن‭ ‬إرجاعهم،‭ ‬والله‭ ‬يهدى‭ ‬من‭ ‬يشاء‭. ‬
 
توضيح:
طبرنات‭ ‬الخمر:‭ ‬الحانات
المرقاز:‭ ‬النقانق
المكتوب:‭ ‬هو‭ ‬الجيب‭ ‬فى‭ ‬الاستعمال‭ ‬الدارج‭  ‬للهجة‭ ‬التونسية‭ ‬
من‭ ‬فصحى‭ ‬بيرم‭ ‬التونسى‭ ‬قصيدة:‭ ‬محمد‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم:

اليــــوم‭ ‬الأسـعـــد‭ ‬مــولـــده
مصبــاح‭ ‬الدّهــــر‭ ‬وسيـــده
البــــدر‭ ‬البــاهــــر‭ ‬مطلعـــه
والبحــــر‭ ‬السائـــغ‭ ‬مــورده
شـهـــد‭ ‬الإنجيــــل‭ ‬بمبعثـــه
وعــن‭ ‬التــــورات‭ ‬يـــردّده
واختــال‭ ‬الدّهـــر‭ ‬بـه‭ ‬عجبـا
وحــــلا‭ ‬للعالــــم‭ ‬سرمــــده
وتــألـــــق‭ ‬سمـط‭ ‬نـبوّتـــــه
ويتيـــم‭ ‬السّمــط‭ ‬محمّـــــده
وقـضى‭ ‬أمــر‭ ‬الرحمن‭ ‬بــأن
لا‭ ‬يـرفــــع‭ ‬إلا‭ ‬مــسجـــــده
فــدعـا‭ ‬فى‭ ‬النـاس‭ ‬يوحّدهــا
صوب‭ ‬الـدّيــــان‭ ‬توحــــدّه
الـعقــل‭ ‬أســاس‭ ‬شــريعتــه
والــحــقّ‭ ‬الأبلــج‭ ‬مقصـــده
والحــرب‭ ‬يسعّــر‭ ‬غمرتهـــا
ووطيــس‭ ‬الغمرة‭ ‬يشهـــده
والـعيـــش‭ ‬تخيّـــر‭ ‬أخـشنــه
فـى‭ ‬حــيــن‭ ‬تمثّــل‭ ‬أرغــده
وبـه‭ ‬الموؤودة‭ ‬قــد‭ ‬رُحـمـت
وحــبــت‭ ‬تتعهّــدهــا‭ ‬يــــده
ويــرى‭ ‬المسكيــن‭ ‬فيكرمـــه
ويــرى‭ ‬الحيــران‭ ‬فـيرشـده
حـتّى‭ ‬خـضــع‭ ‬الـثّقـلان‭ ‬لـــه
وأتــى‭ ‬اشـقـــاه‭ ‬وأسـعـــده
وحــبــاه‭ ‬اللّـــه‭ ‬رعــايـتــــه
وبـــروح‭ ‬الـقــدس‭ ‬يؤيّـــده
وانـحـــطّ‭ ‬الكفــر‭ ‬وطـغمـتــه
وعــــلا‭ ‬الإيمـان‭ ‬وفرقـــده
لـبّيـــك‭ ‬رســــول‭ ‬الله‭ ‬لـقــــد
لـبّـاك‭ ‬الصّخــر‭ ‬وجــلمـــده
وصرفـت‭ ‬العرب‭ ‬عن‭ ‬الأوثان‭ ‬
وعمّــا‭ ‬كــانـــت‭ ‬تقصــده
ولـكــم‭ ‬طــولـبت‭ ‬بـمعجــزة
فـأتــاك‭ ‬الــحـقّ‭ ‬وأبـــنــــده
بكتـــــاب‭ ‬اللّـــه‭ ‬يــرتـّلـــــه
وبـشـــرع‭ ‬اللّــه‭ ‬تـوطّـــــده
فمضى‭ ‬الـكهّــان‭ ‬بـسجعهــم
وعـكــــاظ‭ ‬أفحـــم‭ ‬منشـــده
والنّاس‭ ‬من‭ ‬الجهـل‭ ‬انتبهـت
ومـضــت‭ ‬للخـــالق‭ ‬تعبـــده
فاهتـزّ‭ ‬العـرش‭ ‬وقـد‭ ‬سجدت
لإلـــــه‭ ‬العــــرش‭ ‬تمجّــــده
كتبها‭ ‬فى‭ ‬جريدة‭ ‬الزمان‭ ‬التونسية‭ ‬عام‭ ‬‮١٩٣٤‬
زجل‭ ‬باللهجة‭ ‬المصرية‭ ‬( ‬فى‭ ‬تونس)

وبمناسبة‭ ‬افتتاح‭ ‬الإذاعة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬مايو‭ ‬1934‭ ‬كتب‭ ‬فى‭ ‬جريدة‭ ‬الزمان‭ ‬التونسية‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬فى‭ ‬منفاه‭ ‬هذا‭ ‬الزجل‭ ‬باللهجة‭ ‬المصرية:

أرض‭ ‬الحبايب‭ ‬بعيده‭... ‬يالهفـتى‭ ‬ع‭ ‬الحبــايب
‮ ‬قالوا‭ ‬المحطه‭ ‬الجديده‭... ‬حرَر‭ ‬عليها‭ ‬العقارب
‮ ‬تحظى‭ ‬بمصر‭ ‬السعيده‭...‬عندك‭ ‬بأرض‭ ‬المغارب
جبت‭ ‬الجهاز‭ ‬أمريكانى‭... ‬بالدين‭ ‬ومبلغ‭ ‬يساوى

خليتى‭ ‬صوتك‭ ‬يشارك‭... ‬لندن‭ ‬وباريس‭ ‬وروما‮ ‬‭ ‬
‏‭ ‬يا‭ ‬مصر‭ ‬فالك‭ ‬مبارك‭... ‬يا‭ ‬قايمه‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬نومه‮ ‬
‮ ‬‭ ‬أنا‭ ‬(الرذيل)‭ ‬المعارك‭... ‬لاجلك‭ ‬عشقت‭ ‬الحكومه‭  ‬
‏‭ ‬اللى‭ ‬بنت‭ ‬لك‭ ‬محطة‭... ‬فى‭ ‬المحجر‭ ‬الزعبلاوى‭ ‬
‏‭
‬‮ ‬
يا‭ ‬مصر‭ ‬مغرم‭ ‬وجالك‭... ‬مايلتقيش‭ ‬فيه‭ ‬مجامـل
‮ ‬أحلف‭ ‬بعزة‭ ‬جمالك‭... ‬ماركونى‭ ‬بالعنـد‭ ‬عامـــل
شمّر‭ ‬ذراعه‭ ‬وبنى‭ ‬لك‭... ‬محطة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬فرامل
تحـــود‭ ‬وتفلت‭ ‬وترجـــــــع‭... ‬زى‭ ‬الحمـــار‭ ‬الحصـــاوى
يــاللـــى‭ ‬بنيــتــم‭ ‬محـطــــة‭...  ‬للدنيــا‭ ‬تسمــع‭ ‬وتحكـــــم
‮ ‬مـــالكـــم‭ ‬بــديتــم‭ ‬بغلطــــة‭...  ‬جابت‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬ريحكم
وضــاع‭ ‬أذانكـــم‭ ‬فى‭ ‬مـالطه‭... ‬إكمنه‭ ‬من‭ ‬فوق‭ ‬سطوحكـم
والله‭ ‬«الفونوغراف»‭ ‬بدالها‭.. ‬ينفـــع‭ ‬ويمنــــع‭ ‬بـــلاوى
باللهجة‭ ‬التونسية

إحدى‭ ‬قصائد‭ ‬بيرم‭ ‬التونسى‭ ‬باللهجة‭ ‬التونسية‭ ‬وفيها‭ ‬يتنبأ‭ ‬بوقوع‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬قبل‭ ‬وقوعها‭ ‬بــ‭ ‬‮٤‬‭ ‬سنوات‭ ‬وهنا‭ ‬كلمات‭ ‬القصيدة‭ ‬ويتبعها‭ ‬توضيح‭ ‬المعانى‭ ‬وفى‭ ‬آخر‭ ‬شطر‭ ‬يحذر‭ ‬من‭ ‬ضياع‭ ‬فلسطين‭ ‬قبل‭ ‬ضياعها‭ ‬بـ‭ ‬‮١٢‬‭ ‬عاماً‭.‬
بعنوان:‭ ‬الحـرب‭ ‬القـادمـة

رانى‭ ‬ننــادى‭ ‬ورانى‭ ‬خايـــف
الغول‭ ‬واقف‭ ‬وانت‭ ‬شـايـــــف
ربّــك‭ ‬صاحب‭ ‬اللّطف‭ ‬الطايف
يحـرسنـــا‭ ‬مـن‭ ‬الشيــــاطيـن
يا‭ ‬ســــلاّك‭ ‬الـــواحــلـــــــين

شاهى‭ ‬نقول‭ ‬فى‭ ‬البوليتيكه‭ ‬(1)
‏‭ ‬أمّـا‭ ‬الـهدرة‭ ‬شويّه‭ ‬ركيكه(2)‭ ‬
‏‭ ‬أمّـــالــــه‭ ‬نـقومـو‭ ‬ثـمّـيكه(3)
نــتافهمو‭ ‬واحنــا‭ ‬رايضـــــين
يا‭ ‬ســــلاّك‭ ‬الـــواحــلـــــــين

الدنيا‭ ‬شطــرين‭ ‬مقســــومـــه
كومينيزم(4)‭ ‬وحالته‭ ‬مشومـه
والفاشيزم(5)‭ ‬وجه‭ ‬البومه(6)
وإحنا‭ ‬بـيـنـاتهـــــم‭ ‬لـثـنـيـن
يا‭ ‬ســــلاّك‭ ‬الـــواحــلـــــــين

روسيا‭ ‬بمطارق‭ ‬ومناجـل(7)
سلعتهــا‭ ‬بــارود‭ ‬و‭ ‬مكاحــــل(8)
فـيها‭ ‬تسعين‭ ‬مليون‭ ‬راجــل
يحـكـم‭ ‬فـيـهــا‭ ‬سـتـــــالـيـن
يا‭ ‬ســــلاّك‭ ‬الـــواحــلــــين

‏‭ ‬طيّاراتهم‭ ‬كيف‭ ‬الصّابه(9)
وكى‭ ‬تخَرِّجْ‭ ‬موسكو‭ ‬يا‭ ‬بابا
طــيّــــــارة‭ ‬ولاّ‭ ‬دبـــابـــــه
ألــف‭ ‬تـخرّجـهــا‭ ‬برلـيــــن
يا‭ ‬ســــلاّك‭ ‬الـــواحــلـــــين

كيف‭ ‬يتقابلوا‭ ‬خـــلات‭ ‬الدنيـا
وهـــاهـو‭ ‬هـتـلــر‭ ‬فى‭ ‬ألمانيا
قـاعــــد‭ ‬يتسلّـح‭ ‬بالكيميــــــا
من «كلور»‭ ‬و «قليسيرين»(10)
يا‭ ‬ســــلاّك‭ ‬الـــواحــلـــــين

وإحنا‭ ‬معـــاهـم‭ ‬يا‭ ‬عــاليهـــم
كيــف‭ ‬لـرنب‭ ‬بين‭ ‬رجلـيهــــم
يفنــونا‭ ‬ربّى‭ ‬يهـــديـهــــــــم
وإحنا‭ ‬قلالّه‭ ‬(11)‭ ‬و‭ ‬مليونين
يا‭ ‬ســــلاّك‭ ‬الـــواحــلـــــين

قـــلالّة‭ ‬وربى‭ ‬يلطـــف‭ ‬بينـــا
كارهم‭ ‬(12)‭ ‬من‭ ‬توه‭ ‬يراضونا
الهنــد‭ ‬أحــوالها‭ ‬ملـعــونــــه
والجابون‭ ‬(13)‭ ‬حاجته‭ ‬بالصين
يا‭ ‬ســــلاّك‭ ‬الـــواحــلـــــين

ستّميت‭ ‬مليـــون‭ ‬خّـــــدّامــه
تابعين‭ ‬طوكيو‭ ‬و‭ ‬يوكوهامــا
هــاك‭ ‬الـوقت‭ ‬تقوم‭ ‬القيامـــة
ويـجوّعـــــوا‭ ‬الأروبـيـــــيـن
يا‭ ‬ســــلاّك‭ ‬الـــواحــلـــــين

السّــلعة‭ ‬تـــوّلى‭ ‬مــرميّــــــه‭  ‬(14)
‏‭ ‬بالصوردي(15)‭ ‬تشرى‭ ‬سوريّة(16)
وتــزيــد‭ ‬تاخـــذ‭ ‬فـوقهــا‭ ‬هـديّــــة
مـنـقـالـه(17)‭ ‬والاّ‭ ‬طـاجـيـن(18)
يا‭ ‬ســــــــــلاّك‭ ‬الـــواحــلـــــين

والكسوة‭ ‬بحق‭ ‬التشييته(19)
والماكله‭ ‬ماليه‭ ‬المرميته(20)
كان‭ ‬بوخبزة(21)‭ ‬والنّازيته(22)
اللّـى‭ ‬بــاش‭ ‬يبقــــاو‭ ‬غــالييـن
يا‭ ‬ســـــــــلاّك‭ ‬الـــواحــلـــــين

وإذا‭ ‬تقوم‭ ‬فى‭ ‬الدنيــا‭ ‬قــيّرة‭ ‬(23)
خـير‭ ‬باش‭ ‬نهلك‭ ‬فرد‭ ‬مرّة‭ ‬(24)
وتــــولّى‭ ‬لنــا‭ ‬إنـــقـلـطــــرا(25)
مـسـكينة‭ ‬كيف‭ ‬فلسطـــيـن‭ ‬(26)
يا‭ ‬ســــــــــلاّك‭ ‬الـــواحــلـــــين

جريدة‭ ‬الشباب ‭ ‬6/11/1936

تفسير‭ ‬بعض‭ ‬الكلمات‭ ‬بالعامية‭ ‬التونسية
1-البوليتيكه:‭ ‬السياسة
2-الهدرة‭ ‬شويّه‭ ‬ركيكه:‭ ‬أن‭ ‬الكلام‭ ‬فى‭ ‬السياسة‭ ‬صعب‭ ‬و‭ ‬ثقيل‭ ‬بعض‭ ‬الشىء
3-نقومو‭ ‬ثميّكه:‭ ‬ننهض‭ ‬وقتها
4- كومينيزم:‭ ‬الشيوعية‭ ‬من‭ ‬اللفظ‭ ‬الفرنسى‭ ‬ communisme
5-‭ ‬الفاشيزم:‭ ‬الفاشية‭ ‬من‭ ‬اللفظ‭ ‬الفرنسى‭ ‬(fachisme
6-وجه‭ ‬البومه:‭ ‬مثل‭ ‬وجه‭ ‬طائر‭ ‬البوم‭ ‬و‭ ‬يقال‭ ‬عن‭ ‬الذى‭ ‬منظره‭ ‬يبعث‭ ‬التشاؤم‭ ‬
7-روسيا‭ ‬بمطارق‭ ‬ومناجل:‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬شعار‭ ‬الشيوعية‭ ‬(المطرقة‭ ‬و‭ ‬المنجل)
‏8-‭ ‬مكاحل:‭ ‬ج‭ ‬مكحلة‭ ‬أى‭ ‬البندقية
9-الصّابه:‭ ‬وفرة‭ ‬المحصول‭ ‬الفلاحي
‏10-‭ ‬«كلور»‭ ‬و«قليسيرين»:‭ ‬مواد‭ ‬كيميائية‭ ‬تستعمل‭ ‬لصنع‭ ‬المتفجرات
‏11-‭ ‬وإحنا‭ ‬قلالّه:‭ ‬ج‭ ‬قِلِّيل‭ ‬أى‭ ‬مسكين‭ ‬أو‭ ‬غلبان‭ ‬(إحنا‭ ‬غلابة)‭ ‬
‏12-‭ ‬كارهم:‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬عليهم
‏13-‭ ‬الجابون:‭ ‬اليابان


‏14-‭ ‬السّلعة‭ ‬توّلى‭ ‬مرميّة:‭ ‬أى‭ ‬السلع‭ ‬تصبح‭ ‬موجودة‭ ‬بكثرة
‏15-‭ ‬الصوردى:‭ ‬هو‭ ‬قطعة‭ ‬نقود،‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬العملة‭ ‬وقتها‭ ‬وهنا‭ ‬بمعنى‭ ‬ثمن‭ ‬رخيص
‏16-‭ ‬سوريّة:‭ ‬قميص
‏17-‭ ‬مُنقاله:‭ ‬الساعة‭ ‬و‭ ‬تنطق‭ ‬(مُنْجَالَه)‭ ‬بالجيم‭ ‬المصري
‏18-‭ ‬طاجين:‭ ‬وعاء‭ ‬من‭ ‬الفخار‭ ‬أو‭ ‬الحديد‭ ‬يطهى‭ ‬فيه‭ ‬الخبز
‏19-‭ ‬الكسوة‭ ‬بحق‭ ‬التشييته:‭ ‬يعنى‭ ‬البدلة‭ ‬تسوى‭ ‬سعر‭ ‬تنظيف‭ ‬و‭ ‬تلميع‭ ‬الحذاء
‏20-‭ ‬المرميته:‭ ‬الطنجرة
‏21-‭ ‬بوخبزة:‭ ‬ماركة‭ ‬من‭ ‬النبيذ‭ ‬(الكحول)‭ ‬مستخرج‭ ‬من‭ ‬التين‭ ‬من‭ ‬انتاج‭ ‬شركة‭ ‬(بوخبزة،‭ ‬يهودى‭ ‬تونسى)‭.. ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬الفترة
‏22-‭ ‬النّازيته:‭ ‬نوع‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬النبيذ‭ ‬مستخرج‭ ‬من‭ ‬حبوب‭ ‬البسباس‭ ‬واسمه‭ ‬بالفرنسى‭ ‬(Anisette)‭ ‬مثل‭ ‬‭ ‬Ricard‭ ‬او‭ ‬Pernod
‏23-‭ ‬قـيّرة:‭ ‬حرب‭ ‬من‭ ‬اللفظ‭ ‬الفرنسى‭ ‬guerre
‏24-‭ ‬فرد‭ ‬مرّة:‭ ‬مرّة‭ ‬واحدة
25-انقلطرا:إنجلترا‭ ‬
26-هنا‭ ‬إشارة‭ ‬وتكهّن‭ ‬صائب‭ ‬فى‭ ‬خصوص‭ ‬الحرب‭ ‬التى‭ ‬دمرت‭ ‬فى‭ ‬بدايتها‭ ‬بريطانيا‭ ‬وأصبحت‭ ‬تشبه‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬الأوجه‭ ‬فلسطين‭ ‬التى‭ ‬اغتصبها‭ ‬ودمرها‭ ‬الأعداء‭ ‬بتخطيط‭ ‬و‭ ‬تواطؤ‭ ‬من‭ ‬بريطانيا‭ ‬نفسها!!!!

اقرأ ايضا | بيرم التونسي: الأمير والسلطان