اجتمع أفراد البعثة اليابانية في سبعينيات القرن الماضي وذهبوا إلى منطقة تبعد كيلومتر ونصف جنوب هرم منقرع ووقفوا في صف واحد حول كومة من الرمال على شكل هرم ووسطها عود من البردي وفي خشوع أخذوا يتمتمون بترانيم لا أحد يعرف معناها إلا أفراد البعثة أنفسهم ولكنهم يقولون نحن ندعو الآله يبارك عملنا .
وأتت هذه الجماعة لتقول لنا: أيها المصريون اسمحوا لنا أن نبني لكم هرما جديدا لنسجل للدنيا من جديد أن الذين بنوا الأهرامات أناس من مصر وأناس من اليابان وأنه لا فرق بين الحضارتين سوى أن أهرامات الجيزة عمرها خمسة آلاف سنة والهرم الياباني عمره خمسون يوما .
حكاية بناء هرم رابع بدأت عندما طلب التلفزيون الياباني بناء هرم صناعي في مصر قاعدته 16 مترا وارتفاعه 11 مترا وأن يكون على مقربة من الأهرمات الثلاثة وادعوا أنهم يريدون تنفيذ كل خطوة قام بها القدماء المصريين في عملية البناء هكذا قالوا لعلهم يصلون إلى شيء يريح قلوب الناس عن معجزة بناء الأهرمات وهم على حق.
إن هرما واحدا هو هرم خوفو يحمل في بطنه حوالي ثلاثة ملايين كتلة حجرية حجم كل منها متر مكعب لو شيد بها جدار حول فرنسا كلها فإنه يرتفع ثلاثة أمتار، وقد رصد التلفزيون الياباني 3 ملايين دولار لبناء هذا الهرم، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في 11 مارس 1978.
إذن لماذا التلفزيون ولماذا الهرم ولماذا الإصرار على أن يكون في مصر وبالذات بجانب الأهرمات؟.. إنها عمية تجارية فقد أعد التفزيون الياباني مشروعا تجاريا عالميا مدته 3 ساعات يصور مراحل بناء الهرم منذ تقطيع الكتل الحجرية إلى آخر قطعة توضع فوق القمة ولهذا كان إصرار البعثة اليابانية على أن يوضع هرمهم في حضن أحد الأهرامات لمزيد من الدعاية للبرنامج؟
لكنهم فشلوا في تجربتهم وطلبت هيئة الآثار المصرية أن تتوقف التجربة فورا لأن بناء الأهرمات إعجاز ووراءه سر كبير فحجرة دفن الملك خوفو وحدها عجيبة وغريبة.. سقفها مكون من تسع كتل من الجرانيت من حجر أسوان شيدت على ارتفاع 40 مترا من سطح قاعدة الهرم.
وفوق رأس الحجرة 100 متر من الكتل الحجرية ولم يحدث بها تصدع أو انهيار منذ خمسة آلاف سنة وليست مشكلة نقل الكتل الحجرية هي الوحيدة التي واجهت البعثة ولكنهم احتاروا عندما أرادوا تحديد قاعدة هرمهم واعتقدوا أن قدماء المصريين شيدوا فوقها الأهرامات واهتدى تفكير البعثة إلى طريقة غريبة هي أنهم حفروا قناة غريبة حول القاعدة ووضعوا بداخلها الماء بعد أن بطنوها بالإسمنت ثم قاموا بتسوية القاعدة طبقا لسطح الماء نفسه ولتفعل البعثة اليابنية ما تريد لعها في النهاية تزاداد إيمانا بعظمة الحضارة المصرية القديمة .
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
