ليلة بكت فيها قناl حزن في "الترامسة" بعد مصرع 5 شباب في حادث تصادم

مصرع 5 شباب في حادث تصادم
مصرع 5 شباب في حادث تصادم

كتب: أبو المعارف الحفناوي
صراخ وعويل هز أرجاء قرية الترامسة، داخل كل منزل بالقرية، بعدما سيطرت عليها ملامح الحزن، الجميع يهرول هنا وهناك قاصدين بيوت الضحايا، شوارع القرية اكتست بالسواد، بكاء الجميع وسط صراخ النساء على فقد الأحباب، مشاهد يملؤها الحزن، وأعين كلها دموع وصرخات تخرج من القلب، على فقد الأسرة عائلها الوحيد، لقد ترملت نساء وتيتم أطفال، كنا هناك نشاطر الجميع الأحزان ونرصد بالكلمة والصورة ما الذي جرى في قرية الترامسة إحدى القرى التابعة لمحافظة قنا.


هنا في قرية الترامسة التابعة لمركز قنا، كان الأمر يبدو على ما يرام، داخل منازل ضحايا لقمة العيش، ففي احد البيوت كان الأطفال ينتظرون والدهم يوميًا بعد عودته من العمل، وهناك أسرة تنتظر عائلها الوحيد الذي يكدح من أجل توفير حياة كريمة لهم وكان سندًا لوالده من ذوي الاحتياجات الخاصة، وزوجة تنتظر مولودا من زوجها الذي تزوجته منذ قرابة سنة، وفتاة تنتظر خطيبها الذي ذهب للعمل لتجهيز عش الزوجية، وأسرة تقف بجانب ابنها وتسانده بعد أن شق طريق العمل والاعتماد على النفس.


وبالرغم من شقاء العمل، والذهاب بشكل يومي للعمل في صيانة أبراج المحمول، إلا أن الفرحة بالعمل وتوفير لقمة العيش كانت سائدة، لتخطيط مستقبل أفضل، وحياة يحلمون بها، وسرعان ما تحول ذلك، إلى كابوس فحلاوة اللمة الحلوة، تحولت في لحظة إلى ألم الفراق الذي من الصعب نسيانه.


الضحايا
هنا في القرية، التي رسم بداخلها 5 شباب، كل ملامح الفرحة، كانوا يقفون مع الجميع، في كافة المناسبات، كانوا نموذجًا للأصدقاء الذين يجمعهم العمل والخير، وحب الغير، كان مشهودًا لهم بحسن الخلق والمحبة وبر الوالدين والعمل من أجل الحياة، كانوا يحبون الجميع ويحبهم الجميع، وهذا ظهر في مشاهد عدة كانت تتمثل في الحشد الذي جمع خطبة أحدهم منذ شهر ونصف مضى، وظهر في توديع المواطنين لهم في ليلة بكت فيها القرية بأكملها حزنًا على فراقهم.


أهالي القرية، لم تجف أعينهم من الدموع، منذ وقوع الحادث الأليم، الذي راح ضحيته خيرة شبابهم، واكتست القرية وصفحات السوشيال ميديا بالسواد، الذين تداول أصحابها صورا لضحايا الحادث الذي وقع في اسنا بمحافظة الأقصر، بين سيارة ملاكي كان يستقلها الضحايا الخمسة، وتريلا.


أحد الضحايا؛ المهندس عبد الرحيم صديق، 33 عاما، متزوج ومعه 3 أبناء، كانوا بمثابة الدافع القوي له، بأن يكدح ويعمل بجد، لتوفير حياة كريمة لهم، كان منزله عبارة عن فرح يومي، يتمثل في علاقته بأسرته التي كانت عنده اهم ما في الدنيا، المهندس المحبوب، كان يعول أسرته، فهو السند الوحيد لهم، الأب كان مضرب المثل في حب أطفاله، أبا وأخا وصديقا لهم، كون المهندس المحبوب، مجموعة من الشباب، يعملون معه في صيانة أبراج المحمول، فتح باب رزق لهم، يحبهم ويحبونه، ومن شدة ترابطهم صاروا روحًا واحدة،  فعلاقة الأخوة والمحبة التي كانت تجمعهم بجانب علاقة العمل كانت سببًا في ذلك.


أما عبد الرحمن، الضحية الثانية في الحادث، هو شاب محبوب للجميع، منذ حوالي شهر ونصف قبل وفاته، تمت خطبته على فتاة، أقام لها حفل خطوبة كبير، في مظهره يشبه بحفل زفاف كبير ولما لا وهي الخطيبة والحبيبة وقريبا ستصبح زوجته ورفيقة حياته، حضره العديد من المواطنين،  رقص الجميع، وحملوه على الأكتاف، وقال البعض «اومال يوم فرحك هيحصل ايه لما الخطوبة كده»، لم يتخيل البعض أن هذه كانت فرحته الأخيرة في الدنيا، ونعاه الجميع بعد وفاته «عريس في الجنة ياعبد الرحمن».


ضحايا الحادث الباقين، شاب متزوج منذ قرابة سنة، وآخر يكافح من أجل أن يكمل نصف دينه، وثالث كان سندًا لأسرته ووالده من ضعاف السمع.
وشيع المئات من أهالي قنا، جثامين، 5 ضحايا، بعد أن لقوا مصرعهم في حادث مروري بالأقصر،  اثناء ذهابهم للعمل، ووسط صراخ وعويل السيدات، وبكاء المئات من الأهالي،و5 نعوش، حملت جثامين الشباب المتوفين، تم دفن الجثث في المقابر وسط حزن من الجميع، وخيم الحزن على قرية  بقنا، بعد سماعهم خبر مصرع 5 من أبناء القرية في حادث مروري بإسنا محافظة الأقصر.


الحادث

وكانت الأجهزة الأمنية تلقت بلاغًا، بمصرع 5 أشخاص وإصابة آخر، بسبب تصادم  سيارة نقل ثقيل تريلا بأخرى ملاكي على الطريق الصحراوي الغربي بقرية النمسا في اسنا جنوب الأقصر.


وأسفر الحادث  عن مصرع ،،عبد الرحيم صديق محمود» 33 سنة، «ياسر عرفات رضي بسطاوي» 33 سنة، «عبد الرحمن محمد علي» 23 سنة، «وليد صلاح صبري» 20 سنة، «وليد علي صديق» 19 سنة، مقيمين بمحافظة قنا، وإصابة سائق التريلا «وائل ماهر كامل السيد» 37 سنة مقيم ببنها، بكدمات وسحجات وجروح واشتباه كسور وارتجاج ونزيف بالمخ.


لم يختلف الأمر كثيرًا، فبعد يومين من وقوع الحادث الأليم الذي خيم بأحزانه ليس فقط على أهالي الترامسة، وقع حادث آخر في دار السلام بسوهاج، راح ضحيته 3 من أهالي قرية الشعانية بنجع حمادي، منهم سائق يعمل منذ قرابة 20 عامًا لنقل الركاب من نجع حمادي للقاهرة.


قرية الشعانية التابعة لشرق نيل مدينة نجع حمادي شمالي محافظة قنا، أكتست بالحزن والسواد على فراق 3 من أبناء القرية، وهم محمد نبيه صادق، وعطيته دعبوس، وهاني عاطف شرقاوي، واصابة أخرون، وذلك بعدما انقلب ميكروباص كان يقلهم بالقرب من مدينة دار السلام التابعة لمحافظة سوهاج.
ودفع مرفق الاسعاف بمحافظة سوهاج، بـ 8 سيارات سعاف لسرعة نقل الجثث والمصابين لمستشفيات جرجا والبلينا وسوهاج الجامعي، فيما انتقلت قوة أمنية من مركز شرطة دار السلام لمعاينة موقع الحادث.

أهالي قرية الشعانية بمركز ومدينة نجع حمادي، أنتظروا ضحاياهم، وذلك من اجل تشييع جثث ضحاياهم لمثواها الأخير، وسط تعازي عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.