سمير صبري.. صاحب أول فيلم يتم تصويره تحت الماء

سمير صبري.. صاحب أول فيلم يتم تصويره تحت الماء
سمير صبري.. صاحب أول فيلم يتم تصويره تحت الماء


سمير صبري فنان متجدد دائما يحب المغامرة ويخاطر حتى يظهر بعمل جديد مختلف عن النمطي والمألوف وأمام رتابة الموضوعات السينمائية وتكرارها خطرت له فكرة فيلم جريئة وجدية، قال لنفسه: لم لا نصور فيلما مصريا كاملا تحت الماء نظهر فيه ثروات مصر الحقيقية؟


ولم يهدأ له بال حتى عثر على القصة وعرضها على المخرج نادر جلال، أنتجها بنفسه لأنه ليس هناك منتج يحب المغامرة بأمواله وصور فيلم «جحيم تحت الماء» كمغامرة مجنونة من سمير صبري، بحسب ما نشرته مجلة الكواكب 1989.


حينها قال سمير صبري: منذ ثلاث سنوات كنا في هوليود أثناء جولة فنية قمنا بها لسداد ديون مصر واستضفنا المخرج العالمي مصطفى العقاد وأثناء العشاء سألته: كيف تصورون أفلامكم تحت الماء؟ فكانت إجابته بأن أفلام جيمس بوند تصور في حمام سباحة مغلق والكاميرا تكون خارج الماء وتصور أفلامهم بهذه الطريقة.. اختمرت في ذهني فكرة أننا في البحر الأحمر نمتلك كنوزا عظيمة جدا.


وأضاف: لقد قرأت  في نفس الوقت مقالة أمريكية عن الشعب المرجانية وعن البحر الأحمر ويقول كاتبها إن المصريين يملكون هرما رابعا بعد الأهرامات الثلاث ولا يعرفون قيمته وهو قاع البحر الأحمر فيه الشعب المرجانية، وفيه يمكن ممارسة رياضة الغطس التي يمارسها الألمان والأمريكان لأن منطقة البحر الأحمر منطقة لا يوجد مثلها في كل بلاد العالم.


ولهذا بدأت البحث عن قصة فيلم تدور أحداثها حول الماء فقرأت قصة قصيرة لكاتب أمريكي اسمه سورنتون وايلدر تدور أحداثها في أعماق البحر، فقلت لنفسي لم لا أخذ هذه الفكرة ونطوعها إلى فيلم في البحر الأحمر.

 ثم عرضت الفكرة على المخرج نادر جلال وهو المخرج الوحيد الذي يجيد رياضة الغطس تحت الماء، ومع تصوير مدير التصوير سعيد شيمي الذي يعشق هواية الغطس تحت الماء، فاجتمعنا نحن الثلاثة على فكرة مجنونة وهي تصوير أول فيلم مصري تحت الماء وأحضرنا الفكرة الأجنبية واستعنا بالسيناريست صلاح فؤاد لتمصير الأحداث ومسايرتها للواقع الذي نعيش فيه.


وعندما بدأت الفكرة تظهر على الورق بدات أفكر كيف نصور الفيلم تحت الماء، لابد أن تكون هناك كاميرا مخصوصة لهذا فتحدثت مع المخرج العالمي مصطفى العقاد مخرج فيلم الرسالة وعمر المختار وقلت له نريد أن نصور تحت الماء كيف نفعل هذا؟ فقال لي ممكن تحضروا عندي في لندن لتصوير المشاهد الخاصة بالغطس تحت الماء.

فقلت له إذا حضرنا عندك وصورنا فلا تظهر الثروات ولا الجمال الموجود في قاع البحر الأحمر من اللون والشكل والمياه القائمة بذاتها.


قلت لسعيد شيمي: إننا مصريون وقادرون على كل شيء ولا يصح أن تستعين بمدير تصوير من الخارج يصور لنا أفلامنا، نحن قادرون على عمل أي شيء ولهذا فكر سعيد في أن يعمل غلافا للكاميرا يغلفها بغلاف معين ويستطيع التصوير بها تحت الماء.


الفيلم صادفته صعوبات كثيرة وما خفي كان أعظم فبعد أن تأكدنا من صلاحية الكاميرا للتصوير تحت الماء سافرنا أنا والمخرج والمصور إلى البحر الأحمر لكي نعاين أماكن التصوير وعملنا تجربة تصوير تحت الماء في منطقة شرم الشيخ بعد أن استعنا بأيمن طاهر وهو خبير غطس عامل ابن الفنان صلاح طاهر ليكون معنا أثناء التصوير وصورنا في الغردقة دهب نويبع شرم، ومن أهم الصعاب التي قابلتنا تحت الماء هي أنه كان لابد أن نتعلم أنا وليلى علوي مبادئ الغطس تحت الماء لأننا رفضنا الدوبلير فبدأ أيمن طاهر يعلمنا الغطس. 

وعندما غطست فوجئت بعالم جديد عالم منفرد عن عالمنا الذي نعيش فيه عالم غريب ألوان الشعب المرجانية، ألوان الصخر شعرت بإيمان فظيع وقلت في داخلي سبحان الله ما هذه المناظر الطبيعية.

في أول نزولي فوجئت بسمكة كبيرة فظيعة جدًا تأتي عندي فأشرت لهم كي يخرجوني من الماء فخرجت وكنت خائفا للغاية بل كنت مرعوبا فضحك  مدير التصوير وقال لي: لا تخف من هذه السمكة اسمها نابليون وهي من النوع الأليف جدا التي تحب الإنسان وشجعوني.

ليلى علوي أيضا أصبحت من السباحات العاشقات للغطس تحت الماء، ولقد تخوف عادل أدهم من الغطس ورفض بالثلث مبدأ الغطس.. والتجربة كانت مثيرة جدا وأكدت لي أننا نمتلك هرما رابعا.

المصدر : مركز معلومات أخبار اليوم

اقرأ أيضا |رائد التمثيليات محمود السباع .. اكتشف «يوسف وهبي» في الكوميديا