د. هبة جمال الدين تكتب: الإلحاد والإبراهيمية

د. هبة جمال الدين
د. هبة جمال الدين


يتردد مؤخرا في وسائل الإعلام الكثير من دعوات الهرطقة والكفر والإلحاد. لضرب الثوابت والتشكيك في الأديان خاصة الدين الإسلامي. كحالة التشكيك من أحد أبرز الإعلاميين مثيري الجدل والخلاف، ومدعي الثقافة والنضج الفكري وتشكيكه للإسراء و المعراج. رغم النص القرآني الواضح وضوح الشمس.
فعلي القارئ الكريم الوقوف والتدبر، هل لم يقرأ النصوص القرآنية التي تناولت تلك المعجزة الشريفة؟، وان قرأ فلماذا إذا لم هذه الزوبعة؟، ولماذا الان؟ 
كي أجيب علي هذه التساؤلات ساحلق بالقاريء لمشاهد أخرى طرأت مؤخرا:
_ ظهور مدعي النبوة نشأت مجد النور، وقبله المدعية غادة التي تسمي نفسها الرسولة غادة السعوديه. وفتاوي مخالفة من أحد الدعاة الذي تبرأ منهم الأزهر الشريف حيث حلل المثلية الجنسية، وأعلن تغير الحج من مكة لسيناء، وقصر الصيام علي الأغنياء فقط.  هذا يضاف إلى
فتاوي زواج القاصرات وغيرها من الفتاوي الشاذة. والإهانة المتكررة للمؤسسات الدينية ورموز الدين. والتهجم علي رسولنا الكريم افضل وخير البشر من قبل شرذمة نكراء
 وارتباط الإهانة بالدفاع عن اليهود بل وتبرأتهم.
 ومع هذه المشاهدات كي تكتمل الصورة، يمكن قراءة ذلك بمعزل عن موجة الإلحاد التي تنتشر بالتدريج داخل الوطن العربي. فنجد صفحة ملحدون عرب تروج لعبارة " الاسلام انتشر بالسيف وسينتهي بالفيس". كإعلان عن الحرب المشتعلة عن الدين الاسلامي. 
فلماذا الإسلام الان؟
لأنه بلا أية تحيزات لديني الذي اعتز به، سيكون هو الأكثر انتشارا وفقا للتقارير المستقبلية التي ترصد التغير في إعداد اتباع الديانات في العالم، فأصدر مركز بيو Pew تقرير يشير إلى أن عام ٢٠٥٠ سيشهد زيادة كبيرة في إعداد المسلمين بالعالم حيث من المتوقع أن يصل إلي ٨,٨ مليار نسمة ليكون الديانة الاكثر انتشارا في العالم. الأمر الذي ترفضه الصهيونية العالمية العدو الأول الأسلام. 
فجاءت الحرب الممنهجة من هذه الشرذمة من المدعين والملحدين، تحت إدعاء الثقافة والتنوير وهم أبعد ما يكون، هم مجرد أدوات لتشويه الدين والتشكيك فيه، لذا علينا التدبر في كم المنابر الإعلامية المفتوحة أمام هؤلاء الإعلاميين. فالإعلامي صاحب واقعة التشكيك في الاسراء علي سبيل المثال، لديه برنامج اذاعي وبرنامجين تليفزيونين، ويؤلف كتب، وافلام سينمائية ، وروايات وخلافه فكيف بل ومتي يأتي كل هذا الإلهام؟، وكيف يتم الاختراق المجتمعي وما حصانته والإصرار علي وجوده بكل هذا القدر من الإلحاح؟
 وكي لا اشخصن الأمر.
فلابد أن أذكر أن ما يتم هو أمر ممنهج ومدروس بدقة شديدة، فهو جزء من صفقة القرن الابراهيمية.
 فالأبراهيمية تقوم علي تنحية المختلف عليه، وإعادة تأويل النص الديني. الأمر الذي يتم ألان عبر إثارة البلبلة في ثوابت الدين والأحكام القطعية. لتكون مختلف عليها، وإعادة تفسير النص وفقا لمعاني سرية يدعي تأويلها المنافقين، كتفسير قبول المثلية الجنسية الأمر الذي تصدي له الأزهر الشريف.

هنا قد يسأل البعض سؤالا مهما ما علاقة ذلك بالالحاد؟، فالإلحاد يتم تضمينه عبر المسار المفتوح للمواطن العالمي والصوفية الروحية الصهيونية، فالشخص لا يلزم أن يكون مسلم أو مسيحي أو يهودي أو ملحد، فهو وما يؤمن به من فكرة بينه وبينها مسار مفتوح، والغاية العليا ليس الأديان وانما بقاء الكوكب. فالاستدامة ستجب الدين.
والإلحاد يا سادة هو أحد أهم الأدوات لاختراق المجتمعات لتغير الثوابت، والهوية والقبول بهوية جديدة تقبل بأخوة أنسانية تحترم الملحد والمثلي والمتزوجة علي غير دينها، كمسلمة أو مسيحية من يهودي أو ملحد. فالجميع تجمعهم إخوة إنسانية إبراهيمية.
 وهذا هو توقيت المسيخ وأتباعه من الدجالين ، لاعتناق افكار جديده مرفوضة ومنبوذة.

وتذكروا أن الإعلامي المذكور كان يروج اللإبراهيمية وما يسمي بالديانة الابراهيمية علي قناة فضائية شهيرة قبل تصدي الأزهر للأمر. 
وبعد موقف الازهر ثم الكنيسة،  كان عليه اختيار مدخل جديد للتجارة والاختراق وإكمال المخطط المدعوم صهيونيا،
 ألا إن مناعة الشعب المصري كانت بالمرصاد له ولامثاله من السماسرة، وجاء الأزهر الشريف واقفا شامخا متصديا لهذا الخرف والادعاء.

د هبة جمال الدين مدرس العلوم السياسية بمعهد التخطيط القومي

وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية