سلامًا معلم الأجيال

وداعاً.. الأب الروحى

جلال دويدار
جلال دويدار

جلال دويدار الأب الروحى لأجيال عملت وتعمل فى «الأخبار».. تعلمنا الصحافة على يديه فكان الأستاذ والأب وستظل سيرته ومسيرته العطرة حية بداخلنا حتى نلتقى.


عام ١٩٩٤ كنت طالباً فى السنة الرابعة بكلية إعلام جامعة القاهرة قسم صحافة، واستدعانا الراحل العظيم د.فاروق أبوزيد عميد الكلية مع أربعة من الزملاء، ليخبرنا أنه رشحنا للعمل فى «الأخبار» بعد أن طلب منه رئيس التحرير الأستاذ جلال دويدار إرسال أفضل ٥ طلاب إليه.. جاءت الفرصة منحة إلهية تقديراً للاجتهاد فى الدراسة بدون واسطة أو سابق معرفة، بعدها كنا داخل مكتب الراحل العظيم فى «الأخبار» ليقوم بتوزيعنا على أقسام الجريدة ويمنحنا نصائحه الذهبية.


بعدها تواصلت المسيرة تحت قيادة الراحل العظيم.. علمنا قيمة الصحافة وأهميتها.. علمنا قيمة الكلمة والمهنية والاحترام ونقل نبض الشارع، كيف أن الصحافة جسر حقيقى ينقل الخبر الحقيقى للقراء وينقل آلام القراء وشكاواهم للمسئولين.. علمنا أن الصحفى لا يراعى إلا ضميره والحقيقة ووطنه.. عفيف اللسان حسن المظهر لا يخشى فى الحق لومة لائم.
جلال دويدار أستاذ الأجيال خاض معارك المهنة لا يحمل إلا قلمه ولا يبحث إلا عن الحقيقة ولا يجامل فى الحق.. علمنا أن الأخلاق والالتزام يسبقان الكفاءة، وأن الاحترام سلاح الصحفى لطالما دافع عنا ما دمنا على صواب وعندما نخطىء كان ينصح ويرشد ويعيدنا لجادة الصواب.


كان يفرح لنجاحنا ولكنه يعصمنا من الغرور.. وعندما حصلت على جائزة التفوق الصحفى ٣ سنوات متتالية فى بداية حياتى الصحفية.. نصحنى قائلاً ما تفتكرش إن صحفى الجوايز ما يشتغلش.. عايز تحافظ على النجاح تشتغل أكثر.
الانتماء للأخبار كان درسه الأول والانتماء للوطن كان درسه الأهم.


رحم الله أستاذنا الكبير وستظل دروسه وكلماته حية بداخلنا.. اللهم تغمده بواسع رحمتك.. وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.. وألهمنا وأسرته ومحبيه الصبر والسلوان.