قلب مفتوح

الحكومة ونبض الناس

هشام عطية
هشام عطية

القطيعة مع التاريخ جريمة، كارثة أن نصاب  بحالة زهايمر قومى فلا نتذكر أنه قبل أحداث ثورة يناير ٢٠١١ بقليل كانت هناك حكومة تتدعى أنها وصلت بنسب النمو إلى ما يزيد على ٧٪، وصدّق على كلامها اقتصاديون كبار ومؤسسات دولية، ولكنها على ما أتذكر ارتكبت جريمة «الغبن» فى توزيع عوائد التنمية على محدودى الدخل فلاقت مصيرها المحتوم!!.


لا أحد ينكر أن حكومات ما بعد ثورة ٣٠ يونيو حققت لمصر ما يشبه المعجزات وفى مقدمتها حكومة د. مصطفى  مدبولى والذى أثار فى مؤتمر صحفى عالمى عقده منذ أيام نقطة غاية فى الأهمية وهى ان الحكومة تتابع نبض الشارع، وهى فضيلة ربما غابت عن حكومات أخرى.


اعترف رئيس الوزراء  بارتفاع نسب التضخم وارتفاع الأسعار، مشيرا إلى أن العالم يشهد أوضاعا صعبة لم يشهدها منذ ١٠٠ عام أدت إلى زيادة التضخم فى أعتى اقتصاديات العالم بنسب غير مسبوقة قال: إن تحريكا لأسعار الخبز تلوح قريبا.


من المؤكد أن الحكومة التى تستشعر نبض الناس تعلم تمام العلم أن النفوس تنطوى على غضب من غلاء مستعر كشف رداء الستر  عن الكثير من أبناء الطبقة المتوسطة وألقى  بهم فى دوامات المعاناة.


أعتقد أنه مع اعتراف رئيس الوزراء المجتهد د. مدبولى بجوائح كثيرة تحاصر المصريين من غلاء وتضخم وكورونا ليس من الملائم الحديث عن تحريك أسعار بعض السلع فى هذه الفترة شديدة الصعوبة التى تأخذ بخناقنا جميعا.


وبالمناسبة ليس ملائما أن ينتهز د. شاكر وزير الكهرباء كل الفرص ليصقع المصريين بالحديث عن زيادات فى أسعار فواتير الكهرباء التى هى فى الأساس - مش ناقصة زيادة - خلال شهر يوليو المقبل ولا أن تتحين معظم المؤسسات الفرص لترفع أسعار خدماتها أضعافا مضاعفة.


ليس لدى أدنى شك أن حكومة د. مدبولى التى صنعت الكثير للفقراء تعرف تمام المعرفة أنهم من يتحملون فواتير التغيير القاسية وان المصريين بوجه عام تجرعوا مرارة الإصلاح الاقتصادى بصبر الأنبياء حبا فى وطنهم وفى رئيسهم السيسى الذى لا يترك أى مناسبة  إلا ويشيد بالشعب المصرى وتضحياته من أجل الحفاظ على تراب وطنه واستقراره.. ويبقى أن الرفق بالفقراء فى زمن الجوائح أصبح فرض عين على الجميع!.