صباح الفن

جزء ثالث لـ «علا»

انتصار دردير
انتصار دردير

من يشاهد مسلسل «البحث عن علا» الذى يعرض حالياً عبر منصة «نتفليكس»، سيفاجأ بأن علا عبد الصبور العالقة فى ذاكرته من خلال كوميديا «عايزه أتجوز»، لم تعد تلك الفتاة البسيطة التى تبحث عن عريس، بل أخذتها الحياة إلى عالم جديد حقّقت خلاله حلمها وتزوّجت وأسّست عائلة، ثم تداعى كل شيء مع طلاق زوجها لها.


المسلسل الذى يتألف من ست حلقات، كتبته غادة عبد العال ومها الوزير، اللتان أخذتا علا إلى واقع تخلّت فيه عن حياتها العملية والاجتماعيّة ثم انهار، وأنّها تقف أمام خيارين، إمّا أن تستسلم أو تعطى نفسها فرصة ثانية.


منذ البداية نلمس أن الطلاق أزمة وجودية وهناك صعوبة فى تقبله، ومعرفة السبب الحقيقى وراء قرار الزوج، خصوصاً حينما لا يكون القرار مشتركاً، فتبدأ مرحلة لوم الذات ثم تحويل ذلك إلى نجاح. 


فى العمل تكسر هند صبرى الصورة النمطية فى المسلسلات التى تناقش هذا الموضوع، لتقدم تغييرات جوهرية تنقلها من مرحلة لأخرى بنضج ومعالجة عميقة، تنجح من خلالها فى تقديم أجمل أدوارها، المرأة التى تنكسر وتنهض وتكابر وتضعف، مبهجة بتفاصيلها، وما تبثه من طاقات إيجابيّة.


صحيح أن الأمور فى الحقيقة والواقع لا تبدو بهذه البساطة التى عرضها المسلسل، حيث لم يسلّط الضوء على حجم المآسى التى تدور فى محاكم الأسرة، كما سوق لصورة الزوج «الجنتل» أثناء الطلاق الذى يلتزم تجاه أطفاله وطليقته ماليًا دون مساومات، وهذا استثناء نادر لواقع أكثر مرارة، لكن أراد صنّاع العمل أن يقدّموا قصّة مبهجة، بعيداً عن ذرف الدموع، واستعادة مأساة الأمهات الباحثات عن حضانة أولادهن، اليائسات من تغيير القوانين.


أثرى المسلسل حلقاته بحضور ضيوف مميزين، يسرا وشيرين رضا وخالد النبوى وفتحى عبد الوهاب، واستخدامه لموسيقى وأغنيات فرق بديلة، مثل «دعسوقة»، و«مسار إجباري»، وتميز بحوارات واقعية ومعبرة، جمعت علا بوالدتها، أو مع المشاهدين، ونجح فى تقديم موهبتين نادية ابنه علا، وصديقتها زينة.


وقدم المخرج هادى الباجورى عملاً رائعاً تقنياً، فى مسلسل كنّا نتمنى لو طالت حلقاته، إلا أنّ القليل الذى قاله أفضل من المط والتطويل، رغم أنّه كان لدى علا الكثير لتقوله بعد، وهو ما ننتظره فى جزء ثالث.