على غرار فيلم شارع الحب.. معاناة فرقة «حسب الله» ومصادرة آلاتها

معاناة فرقة «حسب الله» ومصادرة آلاتها
معاناة فرقة «حسب الله» ومصادرة آلاتها

 أخذت مصلحة الضرائب تطارد فرقة حسب الله، وتهددها بالحجز على آلاتها الموسيقية وبيعها في المزاد للعلني، وتطالبهم بالشرائع المستحقة عليهم منذ عام 1939.

 

لكن كانت قد انقرضت وعندما يعد لها وجود، وما تبقى من أفرادها لم يعد له كيان، ونسوا كل شيء عن الموسيقى، ودفنوا حياتهم بين مواخير السبرتو الأحمر.

 

فكان لمجلة آخر ساعة هذا التحقيق  للوقوف على قصة مصلحة الضرائب مع فرقة حسب الله؛ حيث داخل شارع محمد علي ومقابلة هؤلاء الناس، تبين أن مصلحة الضرائب  على أن موسيقى «حسب الله» لا تزال حية، رغم أن قائدها حسب الله نفسه توفي منذ 19 عاما آنذاك أي عام 1936 وبقي تلاميذه وصبيانه، وأفراد فرقته القديمة.

 

أصبح هؤلاء بعد رحيله كجماعات من المرتزقة، وهم يتشممون أماكن الأفراح في الأحياء، ثم يشكلون من أنفسهم فرقا تذهب لإحيائها، بينما تقول مصلحة الضرائب إن الفرقة تملأ شارع محمد علي، ففي هذا الشارع وحده 75 متعهدا، احترفوا تقديم هذه الفرق للأفراح، ووراء هؤلاء المتعهدين نحو 350 موسيقار يكسبون أكثر مما تكسبه الراقصات والعالم.

 

بينما كشفت المجلة عن أن كل واحد من هؤلاء المتعهدين يمتلك مجموعة من الآلات الموسيقية كالزمامير والطبول والصاجات النحاسية، ويمتلك أيضا مجموعة من الملابس القديمة، وهو يؤجر البذلة في اليوم الواحد بقرش صاغ، أما الآلة الموسيقية يتراوح إيجارها مابين قرش أو قرشين.

 

وأما عن هؤلاء الموسيقيين الذين ينتشرون في شارع محمد علي يطلقون عليهم اسم «القناصة»، ومهمة هؤلاء القناصة أن يتعرفوا على أماكن الأفراح ومواعيدها، ثم يبدأ دور المايسترو الشعبي ويسمونه "الأسطى" ويذهب إلى الحانات ليتخير أفراد الفرقة التي ستعمل معه، وكلهم من السكارى، وبعد أن يكتمل العدد يصحبهم إلى أحد المتعهدين، ويستأجر لكل واحد منهم بذلة وآلة موسيقية، ثم يبدأ طابور فرقة السكارى إلى الفرح!


وأثناء جولة آخر ساعة اكتشفت أن "حسب الله" له ابن يعمل موسيقيا في شارع محمد علي، وكان أسطى لإحدى الفرق الشعبية، والذي حاول أن  يعيش معتمدا على الشهرة العريضة التي خلفها له والده، لكنها كانت محاولة يائسة حيث احترف هذه المهنة في وقت ماتت فيه موسيقى حسب الله.

 

ونسيها الناس، ثم جاءت مصلحة الضرائب واضطر أن يعمل عند رجل كان صبيا لأبيه، وأخذ يتسكع في شارع محمد علي حتى إذا شم رائحة فرح أسرع إليه مع فرقة المعلم الذي يعمل معه.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم