حازم نصر يكتب: «عاش هنا ».. بالمنصورة 

حازم نصر
حازم نصر

الدقهلية واحدة من أهم المحافظات التي أنجبت لمصر نخبة من المبدعين والمفكرين والعلماء ورجال الدين الذين أثروا الحياة السياسية والثقافية والعلمية والفنية في مصر والعالم .
ويصعب على المرء حصر هؤلاء الأعلام في مختلف المجالات والذين يزهو ويفاخر بهم  كل دقهلاوي  . 
ومن بين أهم مبادرات جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة مشروع «عاش هنا».
المشروع  يهدف لتوثيق المباني والأماكن التي عاش بها  المبدعون والعلماء والفنانون والسينمائيون وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية  عبر تاريخ مصر الحديث . 
وخلال الساعات الماضية تم لأول مرة منذ بدء المشروع  تنفيذه بمدينتي المنصورة وطلخا بعد أن تم إدراج علمين من أعلام المحافظة  ضمن المشروع .
الراحلة العالمة الدكتورة فرحة الشناوي أول عميد لطب المنصورة والراحل الشيخ مصطفى عاصي أحد رجال الدين الذين اتخذوا الاستنارة منهجا لهم وكان من أوائل من تصدوا لمحاولات جماعات الاسلام السياسي السيطرة على العقل المصري والجنوح بوسطية الإسلام وسماحته عن خطها المستقيم .
حرصت على حضور الفعاليتين فقد تابعت رحلة عطاء  الراحلة الدكتورة فرحة على مدار أكثر من ثلث قرن من الزمان .
أسرة الدكتورة فرحة ومحبيها الكثر حرصوا على الحضور استقبلت ابنتها الدكتورة دينا محسن الشربيني وشقيقتها الدكتور علا الشناوي الحضور لتواجد ابنها الدكتور شريف بالمملكة العربية السعودية وزوج ابنتها الدكتور أدهم الشرقاوي أستاذ جراحة الركبة الأشهر في إجراء جراحته المعقدة للبسطاء .
والتقيت هناك بالصديق العالم الدكتور حسن أبو العنين مدير مركز الكلى والمسالك البولية الأسبق والنائبة المتميزة والكاتبة المبدعة الدكتورة ضحى عاصي .
والكاتبة والشاعرة الدكتورة سمية عودة وكل أفراد عائلة الدكتورة فرحة ومحبيها وأعضاء مجلس إدارة المركز الثقافي الفرنسي والعاملين به . 
والحديث عن الدكتورة فرحة يظل ذو شجون  لكن يكفي فقط أن نشير إلى أنها أستاذ المناعة وأول عميدة لكلية طب للمنصورة وأول نائب لرئيس الجامعة  والمقرر الأسبق لفرع المجلس القومي للمرأة  ومؤسس المركز الثقافي الفرنسي وعضو مجلس أمناء التعليم بالمحافظة وعضو مجلس النواب .
أما عطاؤها اللامحدود فهو يفوق الحصر .
عقب انتهاء الفعالية وقيام وفد جهاز التنسيق الحضاري بوضع اللوحة الشرفية على منزل الدكتورة فرحة بحي توريل ..انتقلنا إلى مدينة طلخا .
وفي حي التجديف الهادئ كان مسكن أسرة عالم الأزهر المستنير الراحل الشيخ مصطفى عاصي .
كانت كريمته الدكتورة ضحى عاصي عضو لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب والأديبة والكاتبة المبدعة وشقيقاتها على رأس مستقبلي الحضور لوجود شقيقهم بالخارج أيضا  .
وبعد وضع اللوحة الشرفية صعدنا لمسكنه حيث تعبر كل جنباته عن أسرة مصرية تدرك قيمة الثقافة وأهمية الكتاب والبساطة والرقي في ذات الوقت .
الدكتورة ضحى وشقيقاتها نماذج مشرفة للمرأة المصرية فكل منهن تؤدي دورها في منحى مختلف من مناحي الحياة لكنهن جميعا يتسمن بالوطنية والثقافة والتحضر ولا يحتاج المرء لجهد كبير حتى يدرك أنهن صورة مشرفة لأب وأم أدركن أهمية رسالتهم في الحياة .
والحديث عن عالم الأزهر يطول لكن يكفي أن نقول  أنه كان في طليعة من خاضوا  المعركة ضد أفكار الاسلام السياسي ومواجهة التطرف الديني بكتاباته  و اهتمامه  بقضايا العدالة الاجتماعية وطرحها من وجهة النظر الاسلامية  ودفاعه عن حقوق المرأة وغيرها من  قضايا مجتمعه .
خالص التقدير للمبدعة النائبة ضحى عاصي  لدورها في خروج مشروع " عاش هنا "  من القاهرة  إلى عاصمة الدلتا وننتظر تكريم الكثير من أعلام تلك المحافظة قريبا .