من حق ديفيد تشالمرز البالغ من العمر 55 عاما ، المدير المشارك لمركز العقل والدماغ والإدراك فى جامعة نيويورك ، أن يفتخر ويقول : نحن سادة العوالم الافتراضية التى نبتكرها . لأنه باختصار أحد أولئك الذين يحثوننا على أخذ الأمر على محمل الجد .
وتتجسد صورته الرمزية فجأة، بشعره الفضى الطويل ولحيته الخفيفة الأنيقة ، وهو يجلس بجوارك افتراضيا فى مطعم ، يقول : مطعمنا يتمتع «بنوعية زبائن جيدة» ، على الرغم من أنه يبدو هادئا بشكل مخيف. هو مطعم ثلاثى الأبعاد مكتمل بأطباق سوشى السلمون التى تنبض بالحياة.
واذا حركت رأسك يسارا ويمينا ترى مطعما نظيفا تماما يتميز بجدران من الطوب الأبيض والأرضيات الخشبية.
وعبر النوافذ الزجاجية ترى باحة وقوف سيارات مهجورة فى الخارج . يبدو المكان بأكمله لنا وحدنا.
هكذا يعيش الناس فى عوالمهم الافتراضية التى اخترعوها ليسيطروا على العالم فى الميتافيرس . ومن أشهر علمائهم ديفيد تشالمرز ، أحد أشهر الفلاسفة وعلماء الإدراك فى العالم .
والذى يؤمن بأن «الواقع الافتراضى هو واقع حقيقي». ويؤكد أنه » بسماعات رأس أوكولوس كويست 2 المثبتة بإحكام على وجهى ، أجد نفسى جالسا على مكتب فى وسط لندن أحدق عبر طاولة افتراضية فى صورة رمزية تشبه الحياة الحقيقية لتشالمرز، الموجود جسديا على بعد نحو 3500 ميل فى نيويورك.
منتقدو الميتافيرس استبعدوا ذلك على أنه خيال للهروب من الواقع.
ويرى أن الأمر يتطلب وقتا حتى يتكيف جسد المرء وعقله مع الواقع الافتراضى .
دعاء : رب زدنى علما وألحقنى بالصالحين .
