بعد نشره بمجلة الجمعية الأمريكية للعلاج الإشعاعى

بحث بمستشفى 57357 يطور نظام العلاج لبعض أورام المخ الخطيرة

د.محمد سعد زغلول
د.محمد سعد زغلول

 

نجح فريق من الباحثين بمستشفى ٥٧٣٥٧ فى تطوير نظام علاجى جديد لبعض أورام جذع المخ ، يختصر جلسات العلاج الإشعاعى لأقل من النصف، مع تحقيق نفس النتائج ونفس درجة التحسن، وهو ما يوفر على المريض وأهله الجهد والوقت ،ويسهم فى خفض وقت العلاج وتلقيه بالمستشفى ، ويسمح بخفض قوائم الانتظار وعلاج عدد أكبر من المرضى.
تم نشر البحث هذا الأسبوع بمجلة
International  journal of radiation oncology.biology. Phisics
التابعة للجمعية الأمريكية للعلاج الإشعاعى ، والتى تعد من أهم المجلات العلمية العالمية فى مجال العلاج الإشعاعى.

إقرأ أيضاً | الرعاية الصحية: إدخال تقنية العلاج الإشعاعي «IMRT» بالنصر التخصصي في بورسعيد

ويقول دكتور محمد سعد زغلول رئيس قسم العلاج الإشعاعى بمستشفى ٥٧٣٥٧ ورئيس الفريق البحثى إن البحث تناول أحد أنواع أورام جذع المخ ويسمى الورم الدبقى الجسرى المنتشر أو DIPG ، وهو ورم سريع الانتشار يبدأ فى جذع المخ، ويتداخل مع جميع المراكز الحساسة بالجسم كالنظر والسمع والكلام والبلع والحركة والتوازن والتنفس ، وهو ما يجعل من الصعب استئصاله جراحيا ، وبالتالى يصعب علاجه، ولا يوجد له علاج حتى الآن سوى العلاج الإشعاعى، حيث يتلقى المريض ٣٠ جلسة علاج إشعاعى تسهم فى تحسين الأعراض خلال فترة بقاء المريض على قيد الحياة، لكنه لا يعد علاجاً شافياً للمرض.

وفى إطار سعى البحث العلمى للتخفيف عن مرضى هذا النوع من الأورام  ، نشرنا عام ٢٠١٤ بحثا قارنا فيه بين علاج المرضى بـ ٣٠ جلسة علاج إشعاعى، مقارنة بعلاجهم بـ ١٣ جلسة مكثفة فقط ، وقد تم إجراؤه على ٨٠ مريضا ، ووجدنا أن النتائج لم تختلف بل أن الأعراض تتحسن أسرع عند خضوع المريض لـ ١٣ جلسة مكثفة فقط ، بما يوفر على المريض وأهله الألم والجهد والوقت .

وقد كان بحثنا الجديد امتدادا للبحث السابق ، بهدف تأكيد النتائج السابقة على نطاق أكبر، حيث تناول البحث عينة عشوائية كبيرة تضم  ٢٥٣ حالة ، وقسمناها إلى ٣ مجموعات من حيث عدد جلسات العلاج الإشعاعى، ومن خلال المتابعة الطويلة ، أثبت الفريق البحثى أن نتائج العلاج باستخدام ١٣ جلسة إشعاع فقط ، كانت تتساوى مع نتائج العلاج بـ ٣٠ جلسة إشعاع ، بل ووجدنا أن معدل التحسن فى الأطفال المرضى أقل من ٥ سنوات كان أفضل وأسرع ، عند علاجهم بـ ١٣ جلسة إشعاع مكثفة، مقارنة بالثلاثين جلسة.

وعن أهمية هذه النتائج ، يقول د.محمد سعد زغلول، إنه سيترتب على هذا البحث تغيير البروتوكول العلاجى لمرضى هذا النوع من أورام جذع المخ الخطيرة (الورم الدبقى الجسرى المنتشر)، ليصبح ١٣ جلسة إشعاع مكثفة فقط بدلا من ٣٠ جلسة، وهو ما يخفف على المريض وأهله، ويسهم فى خفض وقت تلقى العلاج  فى المستشفى ، بما يسمح باستقبال عدد أكبر من المرضى.
ويقول إن مستشفى ٥٧٣٥٧ يستقبل سنويا حوالى ٧٠ حالة من مرضى الورم الدبقى الجسرى المنتشر ، وهم يمثلون أكثر من ثلث حالات هذا النوع من الأورام على مستوى مصر .

وعن إمكانية التوصل لعلاجات أخرى تسهم فى تحسين نتائج العلاج لهؤلاء المرضى وزيادة فترة بقائهم على قيد الحياة ، يقول إن هذا المرض يحدث نتيجة خلل فى أحد الجينات ، وتحرى العديد من الأبحاث حاليا فى مجال العلاج المناعى لمحاولات إصلاح هذا الجين .

ويؤكد أن من أهم مشكلات هذا المرض هو عدم اكتشافه مبكرا، حيث لا يكتشف عادة قبل ظهور الأعراض التى تعكس وصوله لمرحلة متأخرة، وهى عدم التوازن مع القىء، وإصابة العين بالحول، والضعف فى وظيفة أو أكثر من وظائف الجسم، ويتم التشخيص بالرنين المغناطيسي.
الفريق البحثى ضم نخبة من أطباء المستشفى من تخصصات العلاج الإشعاعى والبحث العلمى والأشعة التشخيصية وجراحة المخ والأعصاب وأورام الأطفال.