عاجل

فى الشارع المصرى

لن ينسى الله خيرًا قدمته

مجدى حجازى
مجدى حجازى

تواصلًا مع نفحات شهر رجب، طالعت على الـ «فيس بوك»، رواية أعجبتنى، جاء فيها:


(ذهب طالب للدراسة فى سويسرا، واستأجر غرفة لدى امرأة تبلغ من العمر 67 عامًا، كانت تعمل معلمة، وبعد التقاعد أصبحت تتقاضى راتبًا مجزيًا، لكنها تخرج للعمل مرتين فى الأسبوع، فى عمل جديد هو رعاية مسن عمره 87 عامًا.. أبدى الطالب امتنانه مما تفعله، سألها: إذا كان عملها يدر عائدًا مربحًا من المال؟!..

فأجابته: إنها لا تعمل لأجل المال بل لتكسب الوقت، وإنها تودع لنفسها وقتًا فى بنك «توفير الوقت»، على سبيل الادخار جزاء عملها، حتى يمكنها الاستفادة منه عند الاحتياج إليه..

قال الطالب: إنها المرة الأولى التى أسمع فيها عن مثل هذا البنك وطلب منها معلومات أكثر، قالت له: الحكومة السويسرية أنشأت هذا البنك فى إطار التكافل الاجتماعى، وهو معنى بخدمة المسنين والمرضى الذين لا يوجد لهم من يرعاهم أو يساعدهم من عوائلهم..

ويتيح البنك لكل راغب فى الاستفادة من خدماته أن يفتح حسابًا يسمح له كمشترك بحساب الوقت الذى يقضيه فى الخدمة الاجتماعية ويسجل فى رصيده، ويشترط فى المشترك أن يكون سليمًا صحيًا وقادرًا على العطاء والتواصل مع الاخرين والتحمل، وأن يسعى لتقديم الخدمات بنفس راضية وإخلاص..

ثم بادرها الطالب: وكيف جلب هذه المنفعة؟، قالت: عندما يطلب أحد المساهمين بالبنك المساعدة، فإن البنك يقوم بإرسال متطوع من المشتركين ليخدمه، ويخصم الوقت المستغل من حسابه، وتتعدد الخدمات لتقدم فى المستشفى أو بالبيت أو أى مكان لاحتياجها..

قال الطالب: الآن أدركت قيمة قول الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه وأرضاه، حين قال: «لن ينسى الله خيرًا قدمته، وهمًا فرّجته، وعينًا كادت أن تبكى فأسعدتها، عش حياتك على مبدأ: كن مُحسنًا حتى إن لم تلق إحسانًا، ليس لأجلهم بل لأن الله يحب المُحسن».).. «منقول»، بتصرف.


واتساقًا مع ما تقدم، أجد أن فكرة «بنك الوقت» تستحق الدعم كقيمة تعظم من قدر الثقافة الإنسانية لدى الشعوب حتى تعود بالخير على مجتمعاتها..

ولندع الله: «اللهم بارك لنا فى رجب وشعبان، وبلغنا رمضان»..

والله غالب على أمره، وتحيا مصر.