وكيل الأزهر الأسبق: رسالة الفن تغيير السلوكيات للأفضل وليس هدم القيم

الشيخ عبد التواب قطب -- مسلسل خامس الخلفاء الراشدين
الشيخ عبد التواب قطب -- مسلسل خامس الخلفاء الراشدين

الاسلام دين الفطرة السليمة، التى تنجذب إلى الكون متناغمة معه والى الوجود مستأنسة به ومستنبطة منه كل معانى الجمال فى الكون..

والنفس مؤلفة من ذلك كله فى نسق يتواءم مع ما أبدعه الله سبحانه وتعالى، فكيف يعبر الفن عن القيم الجميلة وينشر السلوكيات الحميدة دون إسفاف؟


يقول فضيلة الشيخ عبد التواب قطب وكيل الأزهر الأسبق:


شاء الله سبحانه وتعالى أن  تكون هذه الأمة هى خير أمة أخرجت للناس قال تعالى: «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر»، فجميع فصائل الأمة تتكاتف وتعمل لترسيخ هذه المعانى الطيبة والمفاهيم الفاضلة ومن هذه الفصائل الفن فهو يخاطب العقل والاحاسيس فى النفس البشرية.


  ويضيف: من هنا كان للفن رسالة أيضا فى المجتمع مثل جميع المجالات ورسالته التأثير فى غرس القيم وتغيير سلوك البشر للأحسن والأفضل، فالإسلام لا يحارب الفن كما يدعى البعض، ولا يعادى الجمال، بل إننا نجد القرآن العظيم ينوه عن ذلك فى مواضع كثيرة، فقد بين سبحانه وتعالى أنه خلق الكون فى جمال وبث فيه من آياته الباهرة ما يدهش العقول.

قال تعالى: «أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت»، ودعا الناس إلى تأمل جمال السماء الدنيا فقال تعالى: «إنا  زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب»، وفى السنة النبوية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله جميل يحب الجمال)، فالفن له دور ومسئولية كبرى فى النهوض بالأمة والبعد عن الرذائل والتمسك بالأخلاق التى نادى بها الإسلام ومنها خلق الحياء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الإيمان والحياء قرناء فإذا رفع أحدهما رفع الآخر).


ويؤكد: أن من أهداف الفن ورسالته تثقيف المواطن والارتقاء بمشاعره مع المتعة الذهنية والاستفادة العقلية عملا بالقاعدة التى تقول:(حسنه حسن وقبيحه قبيح)، أما إن خرج عن ذلك فلا يعد فنا.

وقد رأينا موضوعات ناجحة هادفة بدون مخاطبة الغرائز والشهوات، ودون عرض للمنكرات بأسلوب وحوار راق دون ابتذال أو اسفاف مثل مسلسلات عمربن عبد العزيز وإمام الدعاة عن الشيخ الشعراوي، ومسلسل الامام عبد الحليم محمود وغيرها كثير طرحت أفكارا اجتماعية وانسانية أسهمت فى حل مشكلات كثيرة وقضت على كثير من السلبيات فى المجتمع. فغاية الأمر هى أن الإسلام يجعل الأولوية للمبدأ الأخلاقى على المبدأ الجمالي، فيجعل المبدأ الثانى مترتب على المبدأ الأول، فالجمال مترتب على قيم الأخلاق، وهذا مبدأ الاسلام أمام جميع الفنون.


ويؤكد: قدم لنا القرآن نموذجا رائعا عند مناقشة العلاقة بين الزوج وزوجته بأسلوب راق نظيف قال تعالى: «نساؤكم حرث لكم» وايضا فى قصة سيدنا يوسف عليه السلام كانت الإشارة الخاطفة دون تفصيل أو تجسيد: «ولقد همت به وهم بها» وهذا لم  يتناف مع عظمة الهدف وجلاله ولا مع جمال الأثر، ولفضيلة الشيخ حسنين مخلوف رأى يقول فيه :(إن أشكال الفن المختلفة كلها وصور تقديمها تخضع للمقاييس الإسلامية.

فما هو منها فى حدود ما تبيحه الشريعة فهو حلال وما فيه خروج على الشريعة من تبذل وإثارة فهو حرام ولا فرق ببن فن وفن فقد يثاب القائمون به إن خدموا دينهم وأمتهم وفى المقابل يكون حراما ويجزى القائمون به جزاء إفسادهم فى الأرض إذا تجاوزت هذه الوسائل فى شكلها ومضمونها حدود الدين والاخلاق).

إقرأ أيضاً|«العقيدة الصحيحة في مواجهة العقائد الفاسدة» محاضرة لخريجي الأزهر