معرض الكتاب يحتفي بالمجموعة القصصية «إذا رجت الأرض»

جانب من الندوة
جانب من الندوة

تمت مناقشة المجموعة القصصية "إذا رجت الأرض" للكاتب إسماعيل فتح الباب، الصادرة عن سلسلة الكتاب الأول التي يصدرها المجلس الأعلى للثقافة، فى إطار احتفال الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 53 بالفنون الأدبية التي صدرت خلال عام 2021.

شارك فى المناقشة الكاتب الدكتور السيد نجم والروائي هشام علوان والناقدة الدكتورة نعيمة عاشور وأدارها الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف. 
أكد ناصف على أأن سلسلة الكتاب الأول هي الإصدار الثالث من إصدارات سلسلة الكتاب الأول خلال عام 2021، تحت رعاية الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، وأمانة الدكتور هشام عزمي أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، وإشراف الدكتورة غادة طوسون رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية.


وأشار ناصف إلى تنوع الإصدارات بين الفنون الأدبية المختلفة كالشعر والرواية والمسرحية والمجموعات القصصية والدراسات الأدبية المتنوعة، ومعرفًا بإيجاز لكل منها على حدة من حيث تصنيفها الأدبي ومادتها وعددها.
وأشار أيضًا إلى بدايات نشأة سلسلة الكتاب الأول التي تعود إلى عام 1957م في إصدارها الأول، أما إصدارها الثاني فكان بقرار عودتها من خلال الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق عام 1996 وأدار تحريره الأستاذ منتصر القفاش وإشراف فني الأستاذ هشام نوار في أول إصدار له بعنوان: "صحراء على حدة" مجموعة قصصية لعاطف سليمان.
وبمناسبة إصدار العدد الأول من الإصدار الثالث فقد قام الصالون الثقافي تحت إشراف جودة رفاعي رئيس الإدارة المركزية للنشر بدعوة السلسلة لمناقشة المجموعة القصصية الأولى في الإصدار الجديد "إذا رجت الأرض".


 وعرض ناصف رؤيته حول بعض قصص هذه المجموعة التي تتماس مع الألم النفسي والوطني وتوضح بصمة كاتبها وناقش الكثير من قضاياها التي تتصل بالشهيد الذي يقدم روحه فداء للوطن وبالحرية والقضية الفلسطينية وغيرها من القضايا المهمة. 


وأشاد الكاتب الدكتور السيد نجم  بموهبته الأدبية وإجادة أفكارها التي تناولتها بالمجموعة القصصية، من خلال طرح الأحداث اليومية لإبداء الرأي في بعض القضايا والمشكلات المعاشة.

وأوضح نجم أنه نجح في المعالجة الفنية لإنتاج نصوص متميزة أكثر خصوصية، ومنوهًا إلى غلبة توظيف الفكرة غير التقليدية التي تعالج المشكلة الاجتماعية أو النفسية أو الوطنية، كما في قصة اغتيال وغيرها، مع رسمه الشخصيات من الداخل، في غير نمطية تتسم بالوعي والتطلع للأفضل، وتدعو لتفكيره مع فكرة القصص في أغلبها، وقد ختم نجم مناقشته بتأكيد أن معالجة أفكار القصص تأتي مناسبة لرؤية القاص بلا إيغال أو تفريط، وتأكيده الخاتمة غير التقريرية لأغلب القصص. 


وأكدت الناقدة الدكتورة نعيمة عاشور في كلمتها أن أهمية هذه المجموعة تأتي من الربط بين الظواهر اللغوية والبنى الاجتماعية التي تؤثر بدورها على بنية الخطاب القصصي للكشف عن علائق منهجية ترتبط بالمجتمع لإثبات العلاقة بين النص والسياق.

ووجهت الناقدة عدة مسائل أحيانًا تجيب عنها المجموعة وأحيانًا تغيب الإجابة تأكيدًا من الكاتب لقدرة القارئ على استكشافها. 


وقدمت عدة تساؤلات تتحدد لدى الناقد منها : ما التفسير أو التفسيرات التي يقدمها المشاركون الاجتماعيون لسياق الحال؟ وعلى أي نمط أو أنماط يعتمد خطاب المجموعة القصصية؟ وكيف تنسج مع بعضها في النص؟ وما الرؤى ووجهات النظر التي أراد المؤلف أن يكشف عنها بشأن العالم الاجتماعي الأوسع؟ وعلام يعتمد النص من قواعد أو مبادئ صوتية او مفرداتية أو دلالية أو الصور الذهنية والأطر ذات العلاقات النصية للنصوص؟


فمن وجهة نظر أكثر اتساعًا ترى الناقدة أن ضروب الخطاب والأساليب في المجموعة النصية هي في الوقت نفسه عناصر نصية وعناصر اجتماعية وهي منظمة في النص في شكل مجموعة من العلاقات تتيح المزج بين ضروب خطاب وأساليب مختلفة تنفصل وتنسج بعضها بطرق معينة في نطق خطابية حتى يتحكم الاجتماعي بالمتغير اللغوي حتى تكشفت العلاقات الداخلية بين نصوص المجموعة والعلاقات الخارجية فيما بينها. 


وتناول الكاتب والناقد هشام علوان في كلمته تعدد أفكار قصص المجموعة في أطروحاتها، والتزمت بإبراز المعاناة الإنسانية للمهمشين في الحياة، والتعبير عن آلامهم، كما في قصة (النبتُ المستحيل) التي تتناول قضية زواج القاصرات، وما يسببه ذلك من وجعٍ نفسي وجسدي للفتيات الصغيرات، وانتهاكٍ بشع لبراءتهن، مشيرًا إلى إجادته في التعبير عنها في وصفه لتلك الحالة المُزرية.


وتطرق علوان مناقشًا لفكرة الحرية كما في (قصة اغتيال) عن فنان يحلم بوطن حر، متسلحًا برسوماته التي يعبر بها عن أحلامه التي تشبه الطيور المحلقة إلى البعيد.
ووقف أمام نوع آخر من الحرية مشيرًا إلى القضية الفلسطينية، ومعاناة الفلسطينيين مع المحتل.


وقد لمس علوان جانبًا آخر مهمًّا تناولته المجموعة، في قصة (إذا رُجتْ الأرض)، وهو عنوان المجموعة القصصية ولها روحها الخاصة لما جاء عن أهمية موضوعها الذي يلمس الوطن، عن هذا الجندي البطل المجند الذي فقد ساقه في إحدى العمليات العسكرية ضد الإرهاب، وفي يوم تكريمه يصر أن يقف انتباهًا على ساق واحدة ويؤدي التحية العسكرية للقائد، كأنه لم يخسر ساقه في القتال وفيه ما فيه من براعة الصورة والتركيب، ومشيرًا أيضًا إلى انسيابية اللغة وسلاستها.

 

اقرأ أيضا : 3 آلاف طفل مشارك في فعاليات معرض الكتاب .. والحضارة المصرية تتصدر المشهد