مدينة داخل فقاعة طبية.. ثلج صناعى عالى الجودة.. طاقة متجددة بنسبة 100%

استعدادات ضخمة لـ «دورة أولمبية» خضراء ونظيفة

الاستاد الوطنى الذى أعدته بكين لاستضافة حفل افتتاح الأولمبياد الشتوية «بكين ٢٠٢٢»
الاستاد الوطنى الذى أعدته بكين لاستضافة حفل افتتاح الأولمبياد الشتوية «بكين ٢٠٢٢»

كتبت : رشا صبيح 

استعدت العاصمة الصينية بكين بشكل جيد لاستضافة منافسات دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2022، حيث اتجهت أنظار العالم لمشاهدة العرس الرياضي.


واستعدادا للحدث، نظمت جامعة بكين دورة تدريبية للمتطوعين بدورة بكين 2022  حيث شهدت العاصمة الصينية كرنفالا شعبيا للتزلج على الجليد. فيما قامت الجهات المنظمة بتزيين وتجميل محطات القطارات فى الصين بشعار دورة الألعاب الأولمبية 2022 وتم الانتهاء من جميع ملاعب المنافسة الـ12، وتم تسليم قرى الرياضيين فى مناطق المنافسة الثلاث، بالتحديد وسط العاصمة بكين وحى يانتشينج شمال غربى العاصمة ومدينة تشانججياكو.

انطلق، يوم الأربعاء الماضي، مسار تتابع الشعلة الأولمبية فى العاصمة الصينية قبل يومين على افتتاح الأولمبياد.  وحمل أكثر من ألف شخص الشعلة عبر المناطق التى ستشهد المنافسات، ومرت الشعلة بالقصر الصيفى فى بكين وجزء من سور الصين العظيم قبل أن تشق طريقها إلى حفلة الافتتاح فى ملعب «عش الطائر» اليوم الجمعة.


وتم الكشف عن تصميم ميداليات أولمبياد بكين 2022 أكتوبر الماضي، وتحمل أشكالا مستوحاة من علم الفلك الصينى التقليدي، وذلك لأن الدورة تقام بالتزامن مع احتفالات رأس السنة الصينية.


كذلك وعدت الصين العالم بتقديم دورة «خضراء ونظيفة»، تتسق مع الجهود الدولية للحفاظ على البيئة، حيث يقول المنظمون إنهم أعطوا أولوية لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى وتقليل الموارد المستخدمة.


ووعدت بكين بأن جميع أماكن المنافسة ستغطى «بثلوج عالية الجودة»، على الرغم من أن المدينة لم تشهد سوى أيام قليلة من تساقط الثلوج فى السنوات الأخيرة. لذلك، وللمرة الأولى، سيتم استخدام ثلج اصطناعى بنسبة 100٪.


وتتطلب عملية إنتاج الثلج الصناعى الكثير من الطاقة والموارد على حدٍ سواء. وتشير التقديرات إلى أنه تم استخدام 49 مليون جالون (222.8 مليون لتر) من المياه. وتقول بكين إن المياه المستخدمة تمثل أقل من 2٪ من إمدادات المياه المحلية. وتقول أيضًا إن مدافع الثلج المستخدمة تحتاج إلى طاقة أقل بنسبة 20٪ من تلك المستخدمة فى الألعاب السابقة.


كذلك أكدت الصين على استخدام الطاقة المتجددة بنسبة 100٪، حيث قام المنظمون على مدار 6 سنوات، ببناء مشاريع جديدة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية لتوفير طاقة نظيفة كافية، ليس فقط للألعاب، ولكن لبكين بأكملها.

 

ووفقاً لأرقام الحكومة الصينية  فأنه بحساب مقدار الفحم الذى تم توفيره، سيتم تجنب 12.9 مليون طن من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون.


على صعيد التحديات التى تواجهها بكين فى هذه الدورة، يأتى فى مقدمتها تفشى فيروس كورونا، ولمواجهة ذلك أقام منظمو الألعاب فقاعات صحية محكمة للغاية، كما أنها اتخذت اجراءات غاية فى الصرامة لمنع الاحتكاك بين المشاركين والجمهور لمنع تفشى الفيروس. 


وتفرض الإجراءات الصارمة المتبعة عدم إمكانية الزائرين دخول أو مغادرة الفقاعة الأولمبية والتى تحتوى على أماكن الإقامة ونظام مخصوص للانتقال الى  المسابقات، إضافة إلى الفنادق المحصنة والمنشآت التى ستستقبل المنافسات، والاختبارات اليومية لمكافحة «كوفيد-19» لنحو 60 ألف شخص يعيشون فى الفقاعة، والارتداء الإجبارى للأقنعة.

كذلك سيتم استخدام الروبوتات لتقديم القهوة والمشروبات والوجبات فى بعض مؤسسات تقديم الطعام.
المطاعم خارج الفقاعة ممنوعة بالطبع على المشاركين فى الألعاب.

لكن الدولة صنعت مدينة داخل الفقاعة. تبلغ مساحتها أكثر من 400000 قدم مربع، حيث تتولى الروبوتات وأجهزة الكمبيوتر تنظيف الأرضيات وقياس درجات الحرارة ومسح الاشخاص عند نقاط التفتيش.


يذكر ان  بكين نجحت بشكل كبير فى الحد من عدد الإصابات بفيروس كورونا ومتحوراته  داخل حدود البلاد من خلال «سياسة صفر اصابات».

واستخدمت الأجهزة الرقمية لتتبع وتعقب الإصابات، وفرضت سيطرة مركزية مشددة للغاية لفرض الإغلاق.

وفى عام 2020، كانت السياسة الصينية من بين أكثر السياسات فاعلية فى العالم، وساعدت الصين على أن تكون الاقتصاد الرئيسى الوحيد الذى شهد نموًا ملحوظاً فى هذا العام.


اقرأ أيضا | الرئيس السيسي يصل الصين لحضور افتتاح أولمبياد «بكين 2022»