رحلة قصيرة

«مقعدك يا أبى»

زينب على درويش
زينب على درويش

زينب على درويش

«مقعدك يا أبى»

بخطوات ثابتة، اتجه نحو مكتبة والده، وجلس على مقعده، وكأنه جلس فى قلب كهف، يا له من كرسى عظيم، كيف كان يجلس عليه، فلم نره الا وهو يملؤه بكل شموخ وكبرياء، ماذا كان يقرأ، ونظر إلى أرفف المكتبة، لم ير سوى انوار تخرج من بين الكتب، حزن وقال، ليتنى استحق الجلوس على مقعدك يا ابى.


«اطراف أصابعها»


اطراف أصابعها، يخرج منها نور، لعله من كثرة التسبيح على يديها، أو كتابة ما يرضى الله ورسوله، أهو من صلاحها، ام من نسبها الشريف، لا ندرى، لكن ما نعرفه أنها كفوف طاهرة، ناعمة، لم نر مثلها، نتمنى جميعا، أن نظل بجوار اطراف أصابعها.


«كالملوك»


وضع الحنة فى كفوفه، والورود تحت اقدامها، اجلسها على العاج، نثر المسك على فراشها، ألبسها اللؤلؤ والمرجان، اطعمها مما تشتهيه انقى النفوس، سألته هل استحق كل هذا؟ وقف وأمسك، بيدها وقال: هل تسألين يا من خلقت، لتعيش كالملوك، أن صلاح نيتك، فتح لى الأبواب المغلقة.


«مظاهر الحياة»


 تحنطت مظاهر الحياة، توقفت منذ ان قرأت رسالته التى تركها بجانبها، «سأرحل ولن اعود»، إلى أن رأت فى منامها من يقدم لها يدا عليها قلب ينبض، عندما فتحت عيونها، وجدته يقف أمامها باكيا، ويضع يده على قلبه ويقول، خرجت من الجنة بإرادتى، هل تسمحين بدخولى مرة أخرى؟ قالت له: دخول الجنة يأتى بعد الحساب.


«السماح متاح»


تأثرت بحرارة كوب الشاى الذى أحرق شفتيها، تألمت للحظات، وتذكرت مدى شدة حرارة النار، التى ممكن أن تحرق ذلك الجسد، الذى تعرى أمام القريب والغريب، أغمضت عيونها حتى تهدأ مما أصابها، وتمنت أن تمحى ما فات، من العمر، قال دليلها: اطلبى السماح فالوقت مازال متاحا.