شرطة الشعب

أحمد الإمام
أحمد الإمام

لا‭ ‬ينكر‭ ‬أحد‭ ‬ان‭ ‬جهاز‭ ‬الشرطة‭ ‬المصري‭ ‬تعرض‭ ‬لخسائر‭ ‬فادحة‭ ‬في‭ ‬الافراد‭ ‬والمعدات‭ ‬والمنشآت‭ ‬في‭ ‬أثناء‭ ‬أحداث‭ ‬يناير‭ ‬2011‭ ‬،‭ ‬وتعرضت‭ ‬سيارات‭ ‬وأقسام‭ ‬الشرطة‭ ‬لعمليات‭ ‬تخريب‭ ‬ممنهج‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الاخوان‭ ‬الارهابيين‭ ‬الذين‭ ‬استغلوا‭ ‬ضبابية‭ ‬المشهد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬واندفعوا‭ ‬كالذئاب‭ ‬الجائعة‭ ‬تصفي‭ ‬حساباتها‭ ‬القديمة‭ ‬مع‭ ‬الشرطة‭ ‬التي‭ ‬طالما‭ ‬وجهت‭ ‬لهم‭ ‬الصفعة‭ ‬تلو‭ ‬الاخرى‭ ‬وأجهضت‭ ‬عشرات‭ ‬المخططات‭ ‬التدميرية‭ ‬للجماعة‭ ‬الملعونة‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭ ‬عام‭ ‬1928‭.‬

ولذلك‭ ‬اعتبرالاخوان‭ ‬شأنهم‭ ‬شأن‭ ‬كل‭ ‬الخارجين‭ ‬على‭ ‬القانون‭ ‬جهاز‭ ‬الشرطة‭ ‬عدوهم‭ ‬الاول‭ ‬والتاريخي‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العصور‭.‬

وبذلت‭ ‬الدولة‭ ‬جهود‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬جهاز‭ ‬الشرطة‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬ولم‭ ‬تبخل‭ ‬في‭ ‬تسليحه‭ ‬بأحدث‭ ‬التقنيات‭ ‬المتوافرة‭ ‬في‭ ‬أجهزة‭ ‬الأمن‭ ‬العالمية‭ ‬،‭ ‬وبالفعل‭ ‬تجاوزت‭ ‬المنظومة‭ ‬الامنية‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬فترة‭ ‬النقاهة‭ ‬سريعا‭ ‬واستردت‭ ‬عافيتها‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬وكان‭ ‬الاختبار‭ ‬الصعب‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لأعمال‭ ‬العنف‭ ‬التي‭ ‬ارتكبها‭ ‬عناصر‭ ‬الاخوان‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬ثورة‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬والاطاحة‭ ‬بدميتهم‭ ‬محمد‭ ‬مرسي‭ ‬من‭ ‬قصر‭ ‬الاتحادية‭.‬

ونجح‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬الامتحان‭ ‬بتفوق‭ ‬وقدموا‭ ‬أرواحهم‭ ‬فداءا‭ ‬لاستقرار‭ ‬الوطن‭ ‬وتحريره‭ ‬من‭ ‬قبضة‭ ‬عصابة‭ ‬اجرامية‭ ‬كانت‭ ‬ستعود‭ ‬بمصر‭ ‬للوراء‭ ‬عشرات‭ ‬السنين‭.‬

وكانت‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬الفارقة‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬الوطن‭ ‬دليلا‭ ‬دامغا‭ ‬ان‭ ‬الشرطة‭ ‬المصرية‭ ‬عادت‭ ‬قوية‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬دائما‭ ‬وربما‭ ‬أقوى‭ ‬عشرات‭ ‬المرات‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استوعبت‭ ‬كل‭ ‬الدروس‭ ‬والتجارب‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬المقولة‭ ‬الخالدة‭ ‬‭"‬الضربة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقصم‭ ‬ظهرك‭ ‬تقويك‭"‬‭.‬

ولم‭ ‬يقتصر‭ ‬التطوير‭ ‬الذي‭ ‬شهدته‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬على‭ ‬المنشآت‭ ‬والمعدات‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬امتد‭ ‬الى‭ ‬الافراد‭ ‬أنفسهم‭ ‬وأصبح‭ ‬هناك‭ ‬أسلوب‭ ‬جديد‭ ‬وايجابي‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬داخل‭ ‬أقسام‭ ‬الشرطة‭ ‬والادارات‭ ‬الخدمية‭ ‬المختلفة‭ ‬مثل‭ ‬المرور‭ ‬والجوازات‭ ‬والاحوال‭ ‬المدنية‭ ‬وغيرها‭.‬

ومن‭ ‬الأدلة‭ ‬الملموسة‭ ‬على‭ ‬تغير‭ ‬العقيدة‭ ‬السائدة‭ ‬داخل‭ ‬جهاز‭ ‬الشرطة‭ ‬عودة‭ ‬الشعار‭ ‬التاريخي‭ ‬الجميل‭ ‬‭"‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الشعب‭"‬‭ ‬الى‭ ‬صدارة‭ ‬المشهد‭ ‬من‭ ‬جديد‭.‬

وشاهدنا‭ ‬سيارات‭ ‬الشرطة‭ ‬تجوب‭ ‬شوارع‭ ‬المحافظات‭ ‬ومكتوب‭ ‬عليها‭ ‬جملة‭ ‬بديعة‭ ‬يستحق‭ ‬صاحبها‭ ‬الثناء‭ ‬والتقدير‭ ‬وهي‭ ‬‭"‬‭ ‬شرطة‭ ‬الشعب‭"‬‭.‬

جملة‭ ‬بسيطة‭ ‬ولكنها‭ ‬شديدة‭ ‬الذكاء‭ ‬وتعبر‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التلاحم‭ ‬بين‭ ‬الشعب‭ ‬وشرطته‭ .. ‬نعم‭ ‬هي‭ ‬شرطة‭ ‬الشعب‭ ‬ودرعه‭ ‬وسيفه‭ ‬،‭ ‬وستبقى‭ ‬دائما‭ ‬مصدر‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬وفزاعة‭ ‬كل‭ ‬مجرم‭ ‬جبان‭.‬