لا ينكر أحد ان جهاز الشرطة المصري تعرض لخسائر فادحة في الافراد والمعدات والمنشآت في أثناء أحداث يناير 2011 ، وتعرضت سيارات وأقسام الشرطة لعمليات تخريب ممنهج على يد الاخوان الارهابيين الذين استغلوا ضبابية المشهد في هذا التوقيت واندفعوا كالذئاب الجائعة تصفي حساباتها القديمة مع الشرطة التي طالما وجهت لهم الصفعة تلو الاخرى وأجهضت عشرات المخططات التدميرية للجماعة الملعونة منذ تأسيسها عام 1928.
ولذلك اعتبرالاخوان شأنهم شأن كل الخارجين على القانون جهاز الشرطة عدوهم الاول والتاريخي على مر العصور.
وبذلت الدولة جهود كبيرة في إعادة بناء جهاز الشرطة من جديد ولم تبخل في تسليحه بأحدث التقنيات المتوافرة في أجهزة الأمن العالمية ، وبالفعل تجاوزت المنظومة الامنية في مصر فترة النقاهة سريعا واستردت عافيتها من جديد وكان الاختبار الصعب في التصدي لأعمال العنف التي ارتكبها عناصر الاخوان في أعقاب ثورة 30 يونيو والاطاحة بدميتهم محمد مرسي من قصر الاتحادية.
ونجح رجال الشرطة في الامتحان بتفوق وقدموا أرواحهم فداءا لاستقرار الوطن وتحريره من قبضة عصابة اجرامية كانت ستعود بمصر للوراء عشرات السنين.
وكانت هذه اللحظة الفارقة من عمر الوطن دليلا دامغا ان الشرطة المصرية عادت قوية كما كانت دائما وربما أقوى عشرات المرات بعد أن استوعبت كل الدروس والتجارب التي مرت بها انطلاقا من المقولة الخالدة "الضربة التي لا تقصم ظهرك تقويك".
ولم يقتصر التطوير الذي شهدته وزارة الداخلية على المنشآت والمعدات فقط بل امتد الى الافراد أنفسهم وأصبح هناك أسلوب جديد وايجابي في التعامل داخل أقسام الشرطة والادارات الخدمية المختلفة مثل المرور والجوازات والاحوال المدنية وغيرها.
ومن الأدلة الملموسة على تغير العقيدة السائدة داخل جهاز الشرطة عودة الشعار التاريخي الجميل "الشرطة في خدمة الشعب" الى صدارة المشهد من جديد.
وشاهدنا سيارات الشرطة تجوب شوارع المحافظات ومكتوب عليها جملة بديعة يستحق صاحبها الثناء والتقدير وهي " شرطة الشعب".
جملة بسيطة ولكنها شديدة الذكاء وتعبر عن حالة من التلاحم بين الشعب وشرطته .. نعم هي شرطة الشعب ودرعه وسيفه ، وستبقى دائما مصدر الأمن والأمان وفزاعة كل مجرم جبان.