بسم الله

شهيد العلم

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

فى هدوء تام رحل الشاب ، 39 سنة ،شهيد البحث العلمى ، لم يكن مشهورا ، لكنه كان يجاهد فى دراساته وأبحاثه العلمية كى يحقق لنا الغذاء الآمن من البكتيريا والآفات التى تصيب التربة الزراعية ، الشهيد بإذن الله الدكتور أحمد إبراهيم السيد بمعهد الأراضى والمياه والبيئة ، الغريب أن أحداً لم يشعر به من المسئولين بمركز البحوث الزراعية ولا المركز القومى للبحث العلمى ولا وزارتى البحث العلمى والزراعة.

لم أتشرف بمعرفة الدكتور الشهيد أحمد ، لكن الصديق الدكتور أيمن على عمر أستاذ إدارة الأعمال حكى قصته ، والذى نعاه بحزن شديد ، قال:كان باحثاً بمركز البحوث الزراعية ، توفي شهيداً للواجب البحثى بـمعهد الأراضى والمياه والبيئة ، حيث أصيب بعدوى بكتيرية نتيجة عمله فى بحث خاص بعزل سلالة من أنواع البكتيريا الموجودة فى التربة ، والتى يمكن استخدامها كأحد أنواع المكافحة الحيوية لأعداء النباتات من الأمراض والآفات ، والتي لم يسجل من قبل ضررها على الإنسان ، أثرت العدوى على جهازه المناعي ، وتدهورت حالته وأصبح لا يستجيب لأى نوع من أنواع العلاج ليتمكن منه المرض.

استمر شهيد البحث العلمى الزراعى يعانى أشد المعاناة الجسمانية والمالية التى استمرت لأكثر من عام حتى وافته المنية بعد صراع مرير مع المرض الذى نهش بنيانه الجسدى وحوله إلى هيكل عظمى ،دفع الدكتور أحمد حياته ثمناً لأن يتمتع ملايين المصريين بغذاء صحى آمن ونظيف خالٍ من متبقيات المبيدات التى دمرت جميع عناصر البيئة والإنسان ، شهيد البحث العلمى الزراعى هو رب لأسرة مكونة من زوجة وطفلين مازن وياسين وهما فى المرحلة الابتدائية ، ومعاشه لأسرته لا يتعدى الـ ٩٠٠ جنيه ! ما أكثر النماذج والحالات المماثلة لمأساة الفقيد وأسرته ، وما أكثر المطالبات والشكاوى بتحسين وضع الباحثين وتحسين معاشاتهم لأسرهم من بعدهم .

آن للمسئولين النظر فى تحسين المستوى المعيشي للباحثين العلميين ، وأن تهتم الدولة بالبحث العلمي والعملية التعليمية برمتها ،ورفع بدل العدوى لهم لأنه للأسف صفر ، لعل قضية د. أحمد تدق ناقوس الإحساس بالمسئولية لدى المسئولين بالحكومة بتقدير ما يقوم به الباحثون للبشرية جمعاء.
دعاء : اللهم اجبر خاطر أسرة شهيد البحث العلمى