حادث المعدية

ضحايا الـ 40 جنيهاً.. «زينب ودعاء عروستان.. وسعيد وحيد والديه»

ضحايا المعدية
ضحايا المعدية

مع فجر كل يوم جديد يخرج هؤلاء البسطاء، بحثا عن لقمة العيش، لا يطمعون في الكثير بل فقط الحصول على قوت يومهم، يتغلبون على أحزانهم بابتسامة تخفي وراءها قسوة ومرارة الأيام.

«المكان والزمان»

فزع وحزن وكرب وركض هنا وهناك ودموع من الحسرة كانت العلامة البارزة لأهالي قرية القطا الذين لم يتركوا في جهودهم وقدر إمكانياتهم المحدودة شيء إلا وفعلوه لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه في الحادث البشع الذي شهدته المعدية بالقرية، فهرع الجميع كبارا وصغارا قبل مجيء الأجهزة الأمنية وبعد حضورها للمساعدة في إنقاذ الأحياء وانتشال الضحايا.

مع بزوغ شمس فجر يوم الإثنين، خرج 24 طفلاً من مختلف الأعمار السنية، بينهم فتيات وبالغين، جميعهم خرجوا بحثا عن لقمة العيش، في إحدى مزارع الدواجن بالطريق الصحراوي، كانوا جميعاً يستقلون السيارة الربع نقل يتزاحمون بداخلها، ويحتمون ببعضهم البعض من شدة البرد، تلك السيارة المكشوفة هي الوسيلة الوحيدة لكي يذهبوا إلى عملهم في البر الثاني من نهر النيل من المنوفية لمحافظة الجيزة، بمركز منشأة القناطر.


«أجرة اليومية»


لم يكن يعلم هؤلاء الأطفال بأن هناك مصير مجهول ينتظرهم، يمزحون ويتبادلون الضحكات، ليتغلبوا على شدة البرد، وحتى يمضي بهم الوقت حتى لا يشعرون بعناء ومشقة اليوم، يومياً يسلكون هذا الطريق وتغمرهم السعادة عندما يحصلون على اليومية التي يتقاضونها وهي من 40 لـ 60 جنيهاً أجر الطفل، أما الأكبر سناً يحصل على يومية 100 جنيه، يخرجون من منازلهم فجراً ويعودون عصراً.


«الخروج الأخير»


خرج الأطفال وانتهى عملهم في هذا اليوم  وأثناء عودتهم بدأوا في الغناء والمزاح فرحين بانتهاء يوم العمل الشاق وتقاضي أجرهم، لكن لم يكن لديهم علم بما يخفيه القدر في جعبته، ومع دخول السيارة لمعدية «القطا» التي تتنقلهم في النيل إلى البر الثاني بمحافظة المنوفية، ليكملوا طريقهم ويعودوا لمنازلهم، في دقائق معدودة، حدث مالم يكن ينتظره أحد.


«المعدية والسيارة»


لم يتحكم السائق في سيارته المحملة بأرواح الأطفال من البنات والصبية، وفجأة وجدوا أنفسهم في عرض مياه النيل، يحاولون النجاة بأنفسهم، لكن الموت يحاصرهم من كل جانب، وسط مشاعر من الخوف والهلع، وانتهى الأمر بغرق 10 أطفال منهم ونجاة 14 .

 

 

 

 

«أهالي الضحايا»


انتشر الخبر الأليم على وسائل التواصل الإجتماعي، وتلقى الأهالي الخبر المؤلم بصدمة كبيرة وخوف ورهبة، وفي دقائق معدودة التف العشرات من الأهالي كل منهم يبحث عن فلذة كبده، يسألون ولا يجدون من يجيبهم، حتى اصطدموا بالواقع الأليم، وبدأ ظلام الليل في الدخول وما زال الأطفال مفقودين في غيابات مياه النيل.


 

«الضفادع البشرية»


انتشر رجال الضفادع البشرية في عرض النيل، يبحثون عن الأطفال الضحايا وسط صراخ وعويل الأهالي، مع تواجد أمني مكثف للقيادات الأمنية، ووسط ضغوط شديدة تمكن رجال الإنقاذ من استخراج أول جثتين وهم: «زينب 16 سنة وسعيد 13 سنة»، واستمرت عملية البحث لكن دون جدوى، وقضى أهالي الضحايا ليلتهم على ضفاف النيل، ينتظرون شروق الشمس، حتى يتم استكمال عملية البحث واستخراج جثامين أطفالهم العالقين في المياه، ومع صباح اليوم الثلاثاء استمرت عملية البحث حتى خرجت باقي جثامين الضحايا، ويبقى جثمان فتاة واحدة مازال البحث جاري عنها.


«من هم الضحايا ؟»


رصدت بوابة أخبار اليوم، كواليس هامة عن بعض الضحايا وعن حياتهم، من خلال روايات ذويهم، « دعاء كان تستعد لفرحها هذا الشهر، وكانت تساعد والدها في جهازها، وهناك طفلة خرجت للعمل حتى تستطيع دفع فلوس الدرس، وسعيد مسعد هو وحيد والديه، رزقهما الله به بعد 12 سنة ولديه شقيقة واحدة اسمها أمل، واستئصلت الرحم، وزينب كانت مخطوبة وتستعد لفرحها ولديها 3 بنات أشقاء وأخ من ذوي الاحتياجات الخاصة، أما ندى هي أكبر شقيقاتها الخمس وكان لديها اليوم امتحان في دبلوم تجارة وتساعد أسرتها التي تعيش في منزل بسيط جداً، أما عن شروق وزياد في المرحلة الإعدادية ويخرجون للعمل حتى يتمكنوا من قضاء مصاريفهم. 

اقرأ أيضاً|أهالي ضحايا معدية القطا ينتظرون خروج جثامين ذويهم.. ووصول محافظ الجيزة