مصطفي الرزاز يكتب : جابرعصفور : رائد‭ ‬تنويرى

مصطفي الرزاز يكتب : جابرعصفور : رائد‭ ‬تنويرى
مصطفي الرزاز يكتب : جابرعصفور : رائد‭ ‬تنويرى

كان‭ ‬آخر‭ ‬ما‭ ‬قرأت‭ ‬لجابر‭ ‬عصفور‭ ‬بجريدة‭ ‬الأهرام‭ ‬رثاء‭ ‬لرفيق‭ ‬عمره‭ ‬معينه‭ ‬وسنده‭ ‬وعقله‭ ‬أخيه‭ ‬الحبيب‭ ‬ونصيحه‭ ‬الدكتور‭ ‬فوزى‭ ‬فهمى‭ ‬الذى‭ ‬أبلغ‭ ‬بوفاته‭ ‬عقب‭ ‬عودته‭ ‬من‭ ‬المستشفى‭ ‬فكانت‭ ‬صدمته‭ ‬مهولة‭ ‬واليوم‭ ‬وياللهول‭ ‬ننعى‭ ‬الناعى‭ ‬فتنقشع‭ ‬أمام‭ ‬عيوننا‭ ‬الباكية‭.‬بانوراما‭ ‬عبقرية‭ ‬لسيرة‭ ‬هذا‭ ‬العصفور‭ ‬العظيم‭ ‬الذى‭ ‬حلق‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬حياتنا‭ ‬الثقافية‭ ‬بطاقة‭ ‬استثنائية‭ ‬على‭ ‬اقتحام‭ ‬أوكار‭ ‬البيروقراطية‭ ‬والتطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬فى‭ ‬عقر‭ ‬دارهم‭.‬


إنه‭ ‬فارس ‬أسطورى‭ ‬بعث‭ ‬لأدوار‭ ‬تكاد‭ ‬تكون‭ ‬مستحيلة‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬سلسلة‭ ‬التنوير‭ ‬التى‭ ‬أصدرها‭ ‬فى‭ ‬خضم‭ ‬الهجمة‭ ‬الإرهابية‭ ‬التى‭ ‬روعت‭ ‬المصريين‭ ‬كافة‭ ‬ونهشت‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬غير‭ ‬القليل‭ ‬منهم،‭ ‬فأظلمت‭ ‬عالمهم‭ ‬بدعوة‭ ‬إرساء‭ ‬قواعد‭ ‬الإيمان (‬الصحيح‭( ‬القتل باسم‭ ‬الرب.

‬وإحلال‭ ‬الكراهية‭ ‬الهستيرية‭ ‬محل‭ ‬السماحة‭ ‬والأمان‭ ‬وراحة‭ ‬البال‭ ‬التى‭ ‬كفلها‭ ‬رب‭ ‬العباد‭ ‬لرعيته،‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬الثمانينيات‭ ‬صدرت‭ ‬مجموعته‭ ‬التنويرية‭ ‬الجسورة‭ ‬فكانت‭ ‬تفنيداً‭ ‬للشرود‭ ‬القاتل‭ ‬وتنويراً‭ ‬عاما‭ ‬يرد‭ ‬على‭ ‬الافتراءات‭ ‬والانحرافات،‭ ‬ويدعم‭ ‬الثقة‭ ‬فى‭ ‬الناس‭ ‬وربما‭ ‬يحول‭ ‬دون‭ ‬إنزلاق‭ ‬أبرياء‭ ‬إلى‭ ‬معسكر‭ ‬الغل‭ ‬والكراهية‭.‬

عرفته‭ ‬منذئذ‭ ‬وكان‭ ‬قد‭ ‬تقلد‭ ‬منصب‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للثقافة‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬حزينة‭ ‬من‭ ‬البيروقراطية‭ ‬والشكلانية‭ ‬وشلت‭ ‬قدراته‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬الدور‭ ‬المأمول‭ ‬منه‭.‬

لم‭ ‬ينتقل‭ ‬عصفور‭ ‬من‭ ‬استغراقه‭ ‬فى‭ ‬قاعات‭ ‬المحاضرات‭ ‬والتنظير‭ ‬والكتابة‭ ‬التحليلية‭ ‬والنقدية‭ ‬إلى‭ ‬ديوان‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬كمنصب‭ ‬مرموق‭ ‬ولكنه‭ ‬أتى‭ ‬بعنفوان‭ ‬شبابى‭ ‬وحركية‭ ‬وافق‭ ‬غير‭ ‬محدود‭ ‬للتغيير‭ ‬والتطهير‭ ‬وبناء‭ ‬منظومة‭ ‬متفجرة‭ ‬بالطاقة‭ ‬المتجددة‭.‬

طالت‭ ‬جهوده‭ ‬تركيبة‭ ‬لجان‭ ‬المجلس‭ ‬ودولابه‭ ‬التنفيذى‭ ‬وارتباطاته‭ ‬مع‭ ‬المراكز‭ ‬القومية‭ ‬لأطياف‭ ‬الفنون‭. ‬فنفض‭ ‬عنها‭ ‬معالم‭ ‬الركود‭ ‬وضخ‭ ‬فيها‭ ‬روحا‭ ‬وكوادر‭  ‬جديدة‭ ‬قادرة،‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬روح‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬التحدى‭ ‬والاقتحا.‭ ‬

ومعها‭ ‬المؤسسات‭ ‬المرتبطة‭ ‬والتابعة‭ ‬المعنية‭ ‬بالرقابة‭ ‬على‭ ‬المصنفات‭ ‬الفنية‭ ‬والأدبية،‭ ‬وأكاديمية‭ ‬الفنون‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬العظيم‭ ‬فوزى‭ ‬فهمى‭ ‬وفريق‭ ‬التنوير‭ ‬بالأكاديمية،‭ ‬وأكاديمية‭ ‬الفنون‭ ‬المصرية‭ ‬بروما‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الخلايا‭ ‬النائمة‭ ‬لوزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬وللحقل‭ ‬الثقافى‭ ‬بفعالياته‭ ‬الشاردة‭ ‬المهمة‭.‬

كان‭ ‬مصدر‭ ‬قناعة‭ ‬كبيرة‭ ‬للوزير‭ ‬فاروق‭ ‬حسنى‭ ‬الذى‭ ‬أيده‭ ‬فى‭ ‬التغيير‭ ‬الراديكالى‭ ‬لما‭ ‬تجمدت‭ ‬أوصاله‭ ‬من‭ ‬خلايا‭ ‬العمل‭ ‬الثقافى‭ ‬الرسمى،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬الركود‭ ‬سمة‭ ‬عامة‭ ‬فى‭ ‬البلد‭ ‬الذى‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬قياداته‭ ‬تكترث‭ ‬بالعمل‭ ‬الثقافى‭ ‬بأبعاده‭ ‬النقدية‭ ‬والتنظيرية‭ ‬وتنمية‭ ‬الروح‭ ‬الإبداعية‭ ‬وتبنى‭ ‬المبدعين‭ ‬عبر‭ ‬القطر‭. ‬لم‭ ‬تكن‭  ‬الدولة‭ ‬لتعطى‭ ‬أهمية‭ ‬لذلك‭ ‬وكانت‭ ‬مرتاحة‭ ‬لذلك‭ ‬الأداء‭ ‬البيروقراطى‭ ‬الغارق‭ ‬فى‭ ‬الفساد،‭ ‬وانتهاز‭ ‬الامتيازات‭ ‬والغوص‭ ‬بجسارة‭ ‬لا‭ ‬تحسد‭ ‬عليها‭.‬

أقول‭ ‬بكل‭ ‬ثقة‭ ‬إن‭ ‬جابر‭ ‬عصفور‭ ‬اقتحم‭ ‬ذلك‭ ‬الركود‭ ‬المخملى‭ ‬والأداء‭ ‬الشكلى‭ ‬بجسارة‭ ‬وجهد‭ ‬مصحوب‭ ‬بالود‭ ‬والدهاء‭ ‬الديبلوماسى‭ ‬لتسويغ‭ ‬مساعيه‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬نافذة‭ ‬بلا‭ ‬معوقات‭ ‬تذكر‭.‬

كانت‭ ‬تلك‭ ‬مرحلة‭ ‬ترتيب‭ ‬البيت‭ ‬وتأهيله‭ ‬الجديد،‭ ‬بالتوازى‭ ‬مع‭ ‬النشر‭ ‬الجسور‭ ‬الذى‭ ‬أكد‭ ‬به‭ ‬مصداقيته،‭ ‬فالتف‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬عيون‭ ‬الثقافة‭ ‬المبعدون‭ ‬أو‭ ‬المنسحبون‭ ‬أو‭ ‬الذين‭ ‬هاجروا‭ ‬اختياريا‭ ‬إلى‭ ‬فرنسا‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬مراكز‭ ‬التنوير،‭ ‬فنشطت‭ ‬لجان‭ ‬المجلس‭ ‬واتسع‭ ‬نطاقها‭ ‬وتكثفت‭ ‬حواراتها‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬مهام‭ ‬رفيعة‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الثقافى‭ ‬المحلى‭ ‬وتمثيل‭ ‬الإبداع‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬المحافل‭ ‬المرموقة‭ ‬عالمياً،‭ ‬ثم‭ ‬بدأ‭ ‬فى‭ ‬تنفيذ‭ ‬مخططه‭ ‬الواثق‭ ‬فى‭ ‬إعادة‭ ‬لم‭ ‬شمل‭ ‬المثقفين‭ ‬والمبدعين‭ ‬العرب‭ ‬حول‭ ‬بؤرة‭ ‬القاهرة‭ ‬المتوهجة‭. ‬ فدعا‭ ‬شعراء‭ ‬من‭ ‬وزن‭ ‬محمود‭ ‬درويش‭ ‬لإلقاء‭ ‬أشعاره‭ ‬العميقة‭ ‬والثورية‭ ‬الاستشرافية‭ ‬حول‭ ‬الإنسان‭ ‬والقضية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

دعاه‭ ‬مرات‭ ‬عديدة‭ ‬حتى‭ ‬شعرنا‭ ‬أنه‭ ‬واحد‭ ‬منا‭ ‬نستمع‭ ‬إليه‭ ‬ونشاركه‭ ‬نقاشات‭ ‬وتأملات‭ ‬ودعيا‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬نقاد‭ ‬الفن‭ ‬والأدب‭ ‬ومؤرخيه‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬ليشاركوا‭ ‬فى‭ ‬المؤتمرات‭ ‬والندوات‭ ‬ويلقونا‭ ‬المحاضرات‭ ‬الطليعية‭ ‬ويتحدثوا‭ ‬عن‭ ‬أوجه‭ ‬الإبداع‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬اليوم‭ ‬ويتأملونا‭ ‬النماذج‭ ‬المصرية‭ ‬المتحققة‭ ‬إبداعيا‭.‬

ثم‭ ‬أقدم‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬البرامج‭ ‬حيوية‭ ‬ومستوى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجموعة‭ ‬المؤتمرات‭ ‬الاستثنائية‭ ‬التى‭ ‬تبناها‭ ‬المجلس‭ ‬فى‭ ‬عهده‭ ‬مؤتمرات‭ ‬الرواية‭ ‬والشعر‭ ‬العربية‭ ‬التى‭ ‬شارك‭ ‬فيها‭ ‬عيون‭ ‬وثقات‭ ‬ومبدعون‭ ‬ومنظرون‭ ‬ونقاد‭ ‬من‭ ‬أنحاء‭ ‬الوطن‭ ‬العربى‭ ‬و‭ ‬‮«‬الدياسبورا‮»‬‭.‬

والمؤتمر‭ ‬الفريد‭ ‬عن‭ ‬أبى‭ ‬حيان‭ ‬التوحيدى‭ ‬وما‭ ‬تمخض‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬طروح‭ ‬ومناقشات‭ ‬ومنشورات‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‭ ‬جعلت‭ ‬التوحيدى‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬ديوان‭ ‬الثقافة‭ ‬والفكر‭ ‬المصريين‭ ‬وفى‭ ‬قاعات‭ ‬الدرس‭ ‬وأطروحات‭ ‬الماجستير‭ ‬والدكتوراه‭ ‬فى‭ ‬الجامعات‭ ‬المصرية‭.‬

ومؤتمرات‭ ‬عن‭ ‬العلاقات‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬أطياف‭ ‬الإبداع‭ ‬فى‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلى‭ ‬والمسرح‭ ‬والسينما‭ ‬والشعر‭ ‬والأدب،‭ ‬استهدفت‭ ‬تفعيل‭ ‬الحوار‭ ‬وتنشيط‭ ‬الذائفة‭ ‬وشيوع‭ ‬المفردات‭ ‬فيما‭ ‬بين‭ ‬أرباب‭ ‬تلك‭ ‬المجالات‭ ‬الإبداعية،‭ ‬وتأمل‭ ‬قضايا‭ ‬الهوية‭ ‬والمصطلح‭.‬

وكان‭ ‬مؤتمر‭ ‬مستقبل‭ ‬الثقافة‭ ‬العربية‭ ‬احترافيا‭ ‬بامتياز‭ ‬شارك‭ ‬فيه‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬المثقفين‭ ‬وأصحاب‭ ‬القرارات‭ ‬الثقافية‭ ‬فى‭ ‬الوطن‭ ‬العربى‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬المقاطعة‭ ‬العربية‭ ‬الرسمية‭ ‬لمصر،‭ ‬فالتأمل‭ ‬شمل‭ ‬المثقفين‭ ‬حول‭ ‬القضايا‭ ‬المحورية‭ ‬فى‭ ‬القاهرة‭ ‬كان‭ ‬كبيراً‭ ‬فى‭ ‬أحلامه‭ ‬ورؤاه‭ ‬وأدائه‭ ‬فشهدت‭ ‬الثقافة‭ ‬والآداب‭ ‬والفنون‭ ‬زخماً‭ ‬حيوياً‭ ‬وانجازاً‭ ‬متصاعداً‭ ‬ومتراكماً‭ ‬بقوة‭ ‬واستنارة‭ ‬لم‭ ‬تعطله‭ ‬تلك‭ ‬الفعاليات‭ ‬الحيوية‭ ‬المتتابعة‭ ‬عن‭ ‬كونه‭ ‬استاذاً‭ ‬قديراً‭ ‬وناقداً‭ ‬أدبياً‭ ‬فريداً‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬فواصل‭ ‬نشر‭ ‬مقالاته‭ ‬ورأس‭ ‬تحرير‭ ‬مجلات‭ ‬ثقافية‭ ‬كبرى‭ ‬كمجلة‭ ‬فصول‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬يتولى‭ ‬بنفسه‭ ‬تخطيط‭ ‬مجالات‭ ‬الإعداد‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬الكتاب‭ ‬لمعالجة‭ ‬الجوانب‭ ‬المتعددة‭ ‬لكل‭ ‬موضوع‭ ‬.

وانتدب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬للتدريس‭ ‬كأستاذ‭ ‬زائر‭ ‬فى‭ ‬كبرى‭ ‬الجامعات‭ ‬الأمريكية‭ ‬ومنها‭ ‬جامعة‭ ‬هارفارد‭ ‬المرموقة،‭ ‬فى‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬الذى‭ ‬واصل‭ ‬فيه‭ ‬مهام‭ ‬المجلس‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬أوكل‭ ‬إليه‭ ‬المتابعة‭.

‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬الراحل‭ ‬فوزى‭ ‬فهمى،‭ ‬وتولى‭ ‬إدارة‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لدار‭ ‬الكتب‭ ‬والوثائق‭ ‬القومية‭ ‬فى‭ ‬مهمة‭ ‬نهضية‭ ‬بقدراتها‭ ‬ومهمة‭ ‬أخرى‭ ‬مشابهة‭ ‬فى‭ ‬إدارة‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لقصور‭ ‬الثقافة‭ ‬ثم‭ ‬أسس‭ ‬المركز‭ ‬القومى‭ ‬للترجمة‭ ‬الذى‭ ‬ولد‭ ‬عملاقاً‭ ‬بأدائه‭ ‬المدهش‭ ‬وحصاد‭ ‬انجازه‭ ‬الممتاز‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتولى‭ ‬حقيبة‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬بعد‭ ‬ثورة‭ ‬يناير‭ ‬ومرة‭ ‬أخرى‭ ‬بعدها،‭ ‬وكان‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬محورى‭ ‬فى‭ ‬اللجنة‭ ‬الرفيعة‭ ‬من‭ ‬المثقفين‭ ‬ورجال‭ ‬الأزهر‭ ‬لإعداد‭ ‬وثيقة‭ ‬الأزهر‭ ‬المرموقة‭.‬

وفى‭ ‬الوفود‭ ‬الثقافية‭ ‬بالهند‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬كان‭ ‬نجما‭ ‬بثقافته‭ ‬ومحاوراته‭ ‬وجهوده‭ ‬التنظيمية‭ ‬مع‭ ‬الصفات‭ ‬الشخصية‭ ‬المتميزة‭ ‬بالايجابية‭ ‬والود‭ ‬الجميل‭.‬

وفى‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬كانت‭ ‬مقالاته‭ ‬بالأهرام‭ ‬خصوصاً‭ ‬بمثابة‭ ‬مدرسة‭ ‬نقدية‭ ‬ومنظور‭ ‬فكرى‭ ‬مضىء‭ ‬متبنيا‭ ‬مواقف‭ ‬مهاجما‭ ‬أحوال‭ ‬رآها‭ ‬معطوبة،‭ ‬منظراً‭ ‬عن‭ ‬الثقافة‭ ‬والمثقف،‭ ‬مستعيداً‭ ‬دروساً‭ ‬ومواقف‭ ‬من‭ ‬رحلته‭ ‬الثقافية‭ ‬والمهنية‭ ‬الطويلة‭ ‬الحافلة‭ ‬بضمير‭ ‬المخلص‭ ‬البناء‭. ‬كان‭ ‬علمانياً‭ ‬واضحاً،‭ ‬يدعو‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬للدولة‭ ‬المدنية‭ ‬وللنظر‭ ‬فى‭ ‬الحاضر‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬المستقبل‭ ‬ويعلى‭ ‬العقل‭ ‬على‭ ‬الاتباع‭ ‬ـ‭ ‬العقلى‭ ‬على‭ ‬النقل.‬

وكان‭ ‬يناهض‭ ‬ملامح‭ ‬التخلف‭ ‬والنكوص‭ ‬بالقيم‭ ‬الرفيعة‭  ‬للعقل‭ ‬المصرى‭ ‬والإنسانى‭. ‬صاحب‭ ‬رسالة‭ ‬مرئية‭ ‬وملموسة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬عرفه‭ ‬أو‭ ‬تعامل‭ ‬معه‭ ‬مباشرة‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭.

اقرأ ايضا | شعبان يوسف يكتب : جابر عصفور التفكير خارج الصندوق