نوبة صحيان

مصر بلا «مهرجان» للفواكه!!

أحمد السرساوي
أحمد السرساوي

بقلم/ أحمد السرساوي

لا يغيب عن ذاكرتى أبدا مهرجان جميل للفواكه الصيفية حضرته فى العاصمة الماليزية كوالالمبور، منذ ١٠ سنوات حين قضينا «عشرات من الخبراء والمصدرين والمستوردين والصحفيين» يوما كاملا نتناول فيه أنواعها اللذيذة فى الهواء الطلق بإحدى المزارع الكبرى.. وشربنا أكوابا من العصائر الطازجة التى كان يتم عصرها أمامنا.

وتتفاخر دول كثيرة فى العالم بإنتاجها المتميز من الفواكه والخضراوات.. تحتفى بها فى مواسم حصادها بإقامة الكرنڤالات والاحتفالات، فتقيم المعارض وتنظم المؤتمرات وحلقات النقاش لتحسين انتاجها، ولزيادة صادراتها وتوسيع الطلب، وإعطاء الجوائز للمتميزين.

كذلك نرى فى قارات العالم الست مهرجانات لمواسم الفراولة والموز والموالح والعنب والتفاح، بل حتى للطماطم واليقطين «قرع العسل» والشعير، والمثير أن كثيرا منها قد تحول بالفعل إلى مزارات سياحية تجذب الآلاف من الزائرين سنويا.

وفى السعودية يُقيمون حاليا مهرجانا شبيها للاحتفاء بإنتاج المملكة من الحمضيات فى منطقة العلا، التى تملك ٢٠٠ الف شجرة برتقال ويوسفى وليمون.
ونحن فى مصر نملك ألذ وأفخر وأندر الفواكه والخضراوات وأكثرها تميزا، ومنها المانجو والفراولة والخوخ والتوت المصرى والبطيخ والتمور والزيتون، وبالطبع الموالح التى نملك منها الملايين من الأشجار، والعشرات من الأنواع، إضافة للخضراوات.

ومع كل ذلك لم نر فى بلادنا «بذرة» فكرة لتنظيم مهرجان واحد كبيرلأى من هذه الأصناف، «لإنبات» الـفـرص الاقتصادية ولرفع التنافسية بين المنتجين الزراعيين فى بلادنا، ولتعزيز دور التصنيع الزراعى وخلق المزيد من الفرص لنمو هذا القطاع ، بل ولإتاحة تجربة فريدة «لبراعمنا» من شباب المستثمرين فى المجال الزراعى والصناعى لتوسيع نشاطهم وإنضاج أفكارهم وابتكار حلول لمشاكلهم.

وإننى على ثقة أن الخبير المصرفى السيد القصير وزير الزراعة يمكن أن يضع يده فى أيدى كبار مستثمرينا الزراعيين والمصنعين الغذائيين لإقامة مثل هذه المؤتمرات العلمية المصاحبة لأنشطة احنفالية وكرنڤالية، ويُدعى خلالها الضيوف من مصر والخارج من رجال الاقتصاد والبنوك وتكنولوچيا انتاج الغذاء.
وأنا على يقين من نجاح الفكرة وقدرتها على مضاعفة الناتج والصادرات الزراعية والغذائية، واجتذاب الاف السائحين لو أحسنا التقاط الفكرة وتنفيذها.. وأهلا وسهلا بمهرجانات الفواكه المصرية.