البيانات الشخصية للمواطنين (١-٤)

د. حسن عماد مكاوي
د. حسن عماد مكاوي

للحياة الخاصة حرمة، وهى مصونة لا تمس. هذا ما نصت عليه المادة (٥٧) من الدستور، ومع ذلك انتشرت فى الفترة الأخيرة ظاهرة انتهاك البيانات الشخصية للمواطنين، حيث أصبح عدد كبير من المواطنين فريسة لعشرات المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكترونى التى تقتحم حياتهم الخاصة والتى يتم بثها يوميا تقريبا وفى جميع الأوقات.

فى كثير من الأحيان تجد نفسك متلقيا لرسالة هاتفية من مجهول يطالبك بسرعة التبرع لطفل مريض يحتاج إلى إجراء عملية جراحية عاجلة تتطلب مبالغ مالية كبيرة ليست فى حوزته، ثم يطالبك المتحدث المجهول بسرعة التبرع بأى مبلغ مع استعداده لإرسال مندوب إلى منزلك أو مكتبك للحصول على هذا التبرع، وعلى مدار اليوم تجد نفسك مطالبا لإحدى الجمعيات الخيرية بالتبرع لإطعام الجوعى أو كساء الفقراء، أو المساهمة فى بناء أسقف المنازل المتهالكة لأهلنا فى الصعيد، أو المساهمة بالمال لتوصيل شبكات المياه النقية فى بعض المناطق ، وعلى النقيض تتلقى مكالمات أخرى من شركات التأمين على الحياة، أو فرصة ذهبية لامتلاك شقة أو فيلا فى إحدى المدن الجديدة أو المناطق الساحلية والسياحية، وتجد نفسك محاصرا بين عشرات المطالبات والمناشدات التى ترد إليك من جمعيات أو شركات لا تدرى عنها شيئا ولا تعرف من أين حصلوا على بياناتك الشخصية.

تزداد هذه الظاهرة بشكل مرعب أثناء شهر رمضان المبارك حيث يتم حصار المواطن بالمكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكترونى وطوفان الإعلانات التلفزيونية التى تتعارض مع المعايير الإنسانية والأخلاقية.
وللحديث بقية