نسرين العسال تكتب: الفرار إلى الموت خوفا من الحياة بمذلة !!

نسرين العسال
نسرين العسال

إلى متى ستظل مواقع التواصل الأجتماعى، مادة ثرية  للجدل على كافة المستويات، خاصة فى مايتعلق بكل ماهو سلبى ، فهى للأسف أصبحت أرض خصبة، يخترق من خلالها  خصوصية الأفراد فى كل شىء ، حتى عصر التكنولوجيا الرقمية فى حد ذاته،  أدخل الكثير من المغريات ،إلى حد جعل الجميع يمتلك الفضول ، لمعرفة خبايا هذا العالم الافتراضى الخفى ،وهذا ليس فقط ! فقد أصبح هذا العصر بكل مافيه،  أداة من أدوات الابتزاز الاليكترونى ، التى يستخدمها أى شخص أو مجموعة ، تحت تهديد آخرين بفضحهم أمام أسرته أو زملاءه، مقابل مبلغ من المال.

 لكن فى حقيقة الأمر هذا الجرم، لايتوقف على طبقة بعينها ، فأحيانا  يكون الشاب من طبقة راقية ويفعل هذا الجرم المشين، من باب التسلية، أو إضاعة الوقت، وآخرين من طبقة متدنية أيضا، فهذا الجرم ليس له سقف من وجهة نظرى،  لأن فى رأيى الابتزاز  قد لا يكون الهدف منه ،الحصول على المال فقط ، فأحيانا يرجع الابتزاز إلى الانتقام، من شخص ما  أو النيل منه للتشهير به أو حتى  غيظا ، ومن ثم تتحول الى عمليه ثأر  ليس إلا !!! ولكن  مايثير الدهشة بالنسبة لى، هو  أن من يقوم بهذا الجرم  ،شباب عاديين جدا  ليس  بالضرورة  انتمائهم ،إلى جماعات كبيرة، أو شبكات مافيا على سبيل المثال،  فابأقل الإمكانيات وبأبسط الطرق، يستطيع أن يقوم الشاب تحت تأثير مخدر أو حاجته للمال  بمثل هذة  الجرائم دون رقيب ،والضحية فريسة سهلة لاتحتاج إلى مجهود فعن طريق برامج متطورة ،ونشر صور مفبركة ،وزكاء فى التعامل التكنولوجي ، يستطيع ببساطة جدا الإيقاع بالضحية .

للاسف فكرة الأبتزاز سواء عن طريق التواصل الاجتماعى ،أو إنتشار الصور ، والفيديوهات على الموبيل، أصبح أسلوب حياة  ، فايوميا  مايسىء إلى مسامعنا وأعيننا  هذا النوع من الجرائم .

 الكثير  والكثير من القصص فى هذا الاتجاه ،وأغلبها تنتهى بإنتحار الضحية، فقد يخسر حياته، وأسرته ،نتيجة أفعال لا ذنب له بها ، غير أنها جراء لحظة ضعف ،إذن لحظة ضعف تساوى الكثير ، وأحيانا أخرى يكون الضحية مخطىء بالفعل،  مما يجعله شريك فى هذا الجرم ، فقد تكون تلك شريك فى هدم كيان بأكمله، أى عمل أن كان،  أو أسرة ، فالعامل المشترك دائما هما الهدم والخراب .

هذا ما وجدناه فى قصة الفتاة  بسنت بنت الغربية عندما أستيقظت أسرتها البسيطة على مافعله معها الشباب بعد قيامهم بتركيب صور لها باستخدام برامج تقوم بفبركة الصور ووضعها على أجسام عارية ونشرها على مواقع التواصل الأجتماعى لإبتزاز الفتاة ، مما اختل توازن حياتها  فى طرفة عين، فهى لم تتحمل عواقب هذا الجرم ، و نظرة المجتمع بما فيه من  أصدقاء ، وجيران لها ، حتى المدرس أخذ يسخر منها  فقد كان جميع ذلك كالسوط ، الذى ينهال على جسدها،  دون رحمة ، فهى فضلت الفرار إلى  الموت  تاركة رسالة مآساوية لأسرتها عن الحياة بمذلة .

 والسؤال أين يكمن الخطأ هل هو فى المجتمع الذى يقسو  على أفراده أحيانا  أم الأسرة التى لابد من  التقرب من الأبناء والإنصات الى شكواهم  أم أين الخلل ؟؟؟

دعونا جميعا نرفع شعار " الشعب يريد مادة الاخلاق " فى المناهج  فهو أمر ضرورى  لا محالة !! فلابد  من تدريس مادة القيم والأخلاق بالمدارس  فجميعا نتذكر أقتراح الطفل مهند من ذوى الهمم الذى أقترح تدريس هذة المادة على الرئيس عبد الفتاح السيسى. فى إحدى اللقاءات وبالفعل أستجاب الى طلبه وقتها .

 فى النهاية أنا لا أرتكز ،على شماعة تواجد مادة للأخلاق، فى المدارس، لأن مؤكد التربية لها عامل أكبر فى تشكيل هذا الجانب لدينا ، ثم  أن فى الماضى لم تكن هناك مادة خاصة بالاخلاق، وبالرغم من ذلك كانت الأبناء على قدر  من القيم والمبادئ. صحيح بنسب مختلفة ولكن يكفى أنه ليس كمثل هذة الآونة .

لكن إن كان لابد وأن أقترح منهج أو طريقة فى التحلى بالاخلاق فأنا اتمنى وجود مادة متخصصة يتعلمها الطالب تسمى  " كيفية التعامل مع التواصل الاجتماعى" خاصة وأنها سلاح ذو حدين على أن تدرس هذة المادة من العام العاشر وهو العام الذى يستطيع أن يتفهم فيه الطفل ويستوعب جيدا مدى السلبيات والايجابيات التى يمكن أن تحققها له  التواصل الاجتماعى  .