خواطر

خطوة سودانية طيبة.. تسوية أزمة التهجم على فضائية العربية

جلال دويدار
جلال دويدار

من المؤكد أنه كان شيئاً غير طبيعى.. هذا التهجم العدوانى على مكتب فضائية العربية السعودية الحكومية على خلفية تغطيتها لمظاهرات الاحتجاج الرافضة لاتفاق رئيس الوزراء حمدوك ومجلس السيادة السودانى. من هذا المنطلق كان متوقعاً سرعة التحرك من جانب السلطات السودانية لمعالجة التداعيات على خلفية الدعم والمساندة التى تقدمها السعودية للسودان منذ عزل البشير.
تمثل ذلك فى زيارة ممثل للمشير البرهان رئيس مجلس السيادة السودانى ووفد من وزارة الداخلية لمقر الفضائية العربية للاعتذار عما حدث. تضمن الاعتذار إبلاغ العاملين بأن ما تعرض له المكتب والعاملون تصرف شخصى يخضع للتحقيق والمعاقبة.


 لا جدال أن ما حدث لم يكن هناك ما يبرره حيث جاء كرد فعل غير مسئول على التغطية الإعلامية المهنية للمظاهرات. إنه بالتأكيد تصرف طيب ومشكور إقدام القيادة السودانية على تسوية الأزمة حفاظاً على العلاقات الأخوية القوية مع السعودية.
من ناحية أخرى فإنه لا أحد يهمه الصالح القومى العربى يرضى باستمرار الخلافات على الساحة السودانية. إن الجهود يجب أن تتضافر من أجل التوصل إلى التوافق بين أطراف الأزمة الحالية الدائرة بشأن المستقبل السياسى للسودان الشقيق. إن ذلك يُعد أمراً وطنياً وحتميا حفاظاً على الأمن والاستقرار.


 لا بد أن يكون مفهوماً ومعلوماً أن إنهاء هذه الأزمة مطلب ضرورى حتى يتفرغ الجميع لحل المشاكل الاقتصادية ووضع نهاية للقلاقل والصراعات ببعض الولايات السودانية.
يأتى ذلك من واقع تصريحات المشير البرهان بأن الموقف بالسودان صعب. أعلن أنه سيتم إجراء الانتخابات فى موعدها المحدد من أجل إقامة حكومة وطنية مدنية. أكد أنه لن يرشح نفسه فى هذه الانتخابات.
من المؤكد أن الشعب السودانى الشقيق.. لديه من الوطنية والفطنة والوعى ما يعد ركيزة لتجنب كل ما يلحق الضرر  بوطنه. إنه بالتجرية حريص على بذل كل مايستطيع.. لتحقيق آماله وتطلعاته فى النهوض والتقدم. إن ما يدل على ذلك غضبته وثورته على نظام البشير حتى إسقاطه.


اتصالاً فإن ما يشهده السودان الشقيق يلقى اهتماماً مصرياً ودولياً. إن مصر قيادة وشعباً وبحكم المصير الواحد تتمنى «للدولة السودانية» الازدهار وأن يسودها الوفاق والأمن والاستقرار.