فى الصميم

من يسرق الفرح من السينما المصرية؟!

جلال عارف
جلال عارف

صارم جداً أن يعلن فنان كبير بحجم مخرجنا السينمائى الرائع داود عبدالسيد اعتزاله العمل بسبب الظروف التى تعيشها صناعة السينما منذ سنوات. مخرج "الكيت كات" و"سارق الفرح" وغيرهما من الروائع السينمائية لا يجد له مكاناً فى وقت تسود فيه سينما التجارة والتسلية التى يرى أن الجمهور يفضلها حالياً (!!). خسارة فادحة للسينما المصرية أن يعتزل فنان بحجم داود عبدالسيد ويزداد حجم الخسارة حين يكون ما أعلنه الفنان الكبير تعبيراً عن حالة عشرات الفنانين الكبار الذين يعيشون حالة اعتزال واقعى دون إعلان بعد أن غابوا عن ستوديوهات السينما التى لم تعد تتسع لإبداعهم!! والأخطر أن ما نواجهه فى السينما نجده «بصورة أو أخرى» فى باقى الفنون.. الغناء فى قبضة «حمو بيكا» ورفاقه الكرام، والمسرح يعانى وكذلك الدراما التليفزيونية.. فهل تكون صدمة اعتزال داود عبدالسيد فرصة لفتح الملف ودراسة الأزمات التى لابد من حلها لكى نطلق طاقات الإبداع ونوفر المناخ المناسب لنهضة مطلوبة وضرورية فى حياتنا الفنية والثقافية. إن الجمهور هنا هو الضحية حين نتركه مع الأردأ فى السينما كما فى غيرها من الفنون، وحين نحرمه من الجميل فى السينما والمسرح والموسيقى والغناء، وحين تفتقد قوة مصر الناعمة الدعم اللازم للفن الجميل. الذى لا يمكن أن يترك لحسابات التجارة التى تخاصم الإبداع الحقيقى، وتمضى فى تخريب أذواق الجمهور وإفساد المناخ الفنى، نتمنى أن يعود داود عبد السيد عن قرار اعتزاله، وأن يكون ما أعلنه مناسبة لفتح ملفات لا ينبغى أن تظل مغلقة. خطأ كبير أن نسمح بأن يجلس المبدعون الكبار فى منازلهم بينما التفاهة تغزو صالات السينما وعالم الموسيقى والغناء وتسرق الفرح الذى يغمرنا مع كل فن جميل!