بقلم مصرى

بلا رجعة

    صلاح سعد
صلاح سعد

صلاح سعد

ولما كان اليوم الثانى من عام 22 تعود الذاكرة الى 21 الذى لملم أوراقه ورحل بلا رجعة.. وكانت العادة مع قرب نهاية كل عام أن تكون هناك وقفة مع الحصاد وأهم الأحداث التى شهدها هذا العام والقرارات التى صدرت فيه ومدى تأثيرها على المستوى الفنى.. ومن هذا المنطلق أعتقد أن الحدث الأهم فى 21 أنه كان عام الأحزان الذى شهد رحيل قامات كبيرة من أهل الفن بعد رحلة عطاء طويلة وشاءت إرادة الله أن يكون وباء كورونا هو مشهد الوداع والختام لحياة كانت حافلة بالأعمال الفنية المتميزة .. ولذا فإن فقدانهم يمثل خسارة فادحة للحياة الفنية نفسها ..

أما الموت فهو علينا حق ولكل أجل كتاب وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا راد لقضائه سبحانه وتعالى .. وأما الخسارة لأن هذه القامات من الصعب تعويضها فى ظل المناخ الفنى السائد حاليا والذى يعانى من الجفاف فى المواهب رغم امتلاء الساحة بالعديد من الوجوه الجديدة التى تسعى فقط للأسف من أجل الانتشار على حساب الجودة والقيمة الفنية !! وهى آفة تعانى منها الدراما وأيضا الساحة الغنائية التى امتلأت بالأصوات ولكنها تفتقد الطرب الأصيل بعد رحيل عمالقة الغناء والألحان التى مازالت أغانيهم تشجينا كلما استمعنا إليها.. ويكفى أننا كلما تحدثنا عن هذه الأعمال نطلق عليها زمن الفن الجميل ونتذكر بكل العرفان والتقدير أصحابها من العمالقة فى مختلف مجالات الدراما والتأليف والتلحين والغناء.. ولا عزاء لأى فن هابط ينحدر بالقيم الإنسانية الى مستوى الابتذال والإسفاف .. سواء كان هذا الفن دراما أو أغانى مهرجانات وحرية الإبداع والتعبير منها براء.. براءة الذئب من دم ابن يعقوب عليهما السلام.