بدون تردد

العام الجديد بين حصارين إجباريين

محمد بركات
محمد بركات

.. استقبلنا العام الجديد، الذى بدأنا تلمس خطونا فيه فى ظل مشاعر مختلطة من القلق والرجاء والأمل. مبعث القلق هو الحصار الذى فرضته علينا وعلى العالم كله، مقتضيات النجاة ومحاولة تجنب الوقوع ضحية الكورونا، فى ثوبها الجديد ومتحورها الحديث ونسختها المستجدة «أوميكرون» بما تمثل فيه وأعلن على لسان العديد من المسئولين فى منظمة الصحة العالمية، من قدرة شريرة على الانتشار الواسع والسريع وإصابة الضحايا فى لمح البصر. أما الحصار الآخر الذى أحاط بنا فهو الناجم عن موجة أو هجمة البرد القارص المتطرفة فى حدتها وبرودتها التى جمدت أطرافنا وقيدت حركتنا، وما صاحبها من أمطار زادت الأمر سوءا على سوء. وتحت وطأة هذين الحصارين، قضى أغلبنا أن لم يكن كلنا، الليلة الأخيرة من العام المنصرم قابعين فى بيوتنا متدثرين بكل ما نستطيع من ملابس وأغطية، مؤثرين السلامة خوفا من مغبة أو حماقة المقامرة بالخروج ونتائجها غير المطمئنة. وهكذا كان وداعنا مع العالم للعام الماضي، واستقبالنا للعام الجديد هو الاستسلام لأسر الحصارين، والاكتفاء بمتابعة مظاهر الوداع والاستقبال فى كل انحاء المعمورة،...، وللأمانة كانت مظاهر هادئة بل باهتة، تحت وطأة الإجراءات المقيدة والاحترازية، التى فرضتها دول العالم تخوفا من الكورونا وآثارها السلبية التى تتربص بالبشر فى كل مكان على سطح الكوكب. إلا أن ذلك لا ينفى أننا فى لحظات الوداع للعام المنقضى والاستقبال للعام الجديد، يراودنا الأمل الصادق فى أن يكون عامنا الجديد الذى بدأنا الخطو فيه بالفعل، أكثر تعاطفا وحنوا على وطننا وشعبنا وعلى كل العالم وشعوبه، مما كان عليه العام الذى مضي. ونحن فى ذلك نتطلع بأن يكون عام 2022 عاما تتحقق فيه طموحات الشعب وزعيمه، فى الحياة الحرة الكريمة، فى ظل الدولة الديمقراطية العصرية الحديثة والقوية القادرة على البناء والتقدم تحت مظلة سيادة القانون والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.