إنها مصر

اللقطة المضيئة

كرم جبر
كرم جبر

« قادرون باختلاف « .. الحدث الانسانى المضئ فى العام الماضى ، وهم يلتفون حول الرئيس السيسى ، والفرحة تنطق من افواههم وعيونهم ، فى مشاهد لا يمكن ترتيبها ، وانما تعبر عن مكنونات القلوب .
انهم رمز الإرادة والعزيمة والصمود والتحدي والإصرار، في مواجهة الإعاقة، ولأول مرة تحتفل مصر بنماذج رائعة، لا تعرف الهزيمة، وترفض نظرات العطف والشفقة، ويبرزون التميز والتفوق.
شكراً للدولة المصرية، التي عظَّمت معاني الإنسانية، وجسدت أشياء كانت غائبة عنا، وهزمت نظرات تعال دونية، كانت ترمق أشخاصا مظلومين، كتب عليهم عجز لم يختاروه، فلم تعد إعاقتهم نقطة ضعف، بل مصدر قوة.


  شكراً للدولة المصرية، فالدول الخشنة لا تؤمن إلا ببشر يدورون كالتروس، والدول الرحيمة لا تغفل نظرات أناس مظلومين، فترفع عنهم قيود الإعاقة، وتخلق منهم أبطالا، تتزين صدورهم بالميداليات وشهادات التفوق والإبداع.
●●●
ادعو الله فى العام الجديد ان يحفظ الله مصر، وتبقى دائماً مرفوعة الهامة والقامة، قوية ومتعافية مرفوعة الرأس بين الأمم، كريمة وقادرة ولا تمد يدها لعدو أو حبيب، ولا يشمت فيها صديق أو شقيق.
أتمنى لها الاستمرار في بناء قوتها الذاتية في كل المجالات، اقتصادياً وعسكرياً، ففي عالم اليوم لا احترام إلا للأقوياء، والضعيف يداس بالأقدام، مثل الفيلة التي لا تدوس إلا العشب.


أتمنى لها السلامة والأمن والطمأنينة، فهي أجمل بلد في الدنيا، قد نتضايق منها أحياناً، ولكن لا نقدر على فراقها، مثل المحبوب ومحبوبته، لا يطيق بعادها، وإذا غاب يكون من أجل العودة إليها.
مصر التي غنينا لها في الشدة، ولم يصبر شعبها يوماً واحداً على احتلال أي جزء من أراضيها، وهل تذكرون حالة المصريين بعد حرب 67، وكيف صارت سيناء المعشوقة التي افتديناها بالأرواح والدماء.
مصر التي لم تعرف الدماء ولا العنف والقسوة، إلا منذ أن نشأت «جماعة ذئاب الدم»، وكانوا يريدونها وطناً لهم ولخلافتهم المنكوبة، ولكن شعبها أبى إلا أن تكون مصر لكل المصريين، وليس لجماعة ضالة.
وأتمنى للمصريين أن يحفظهم الله من كل شر، وأن يقيهم الأشرار الذين أصبحوا في المنطقة مثل الجراء، يلتهمون كل عود أخضر ويتركون خلفهم الدمار والخراب.


المصريون الصابرون والراضون بالحلوة والمرة، لأنهم مؤمنون تماماً بأن أربعة جدران تحميهم أفضل من كل كنوز الدنيا، وبلدهم والحمد لله ليست أربعة جدران فقط وإنما واحة أغدق الله عليها كل النعم.
أتمنى للمصريين أن يهديهم الله السبيل، وأن يعود من ضل منهم إلى أصالة شعبه وعراقته، وحبه للخير والسلام وقبول الآخر، والرضا بالحياة مع كل الأجناس تحت ظلال الوطن الوارفة.