يردد الشعب المصري الكثير من الكلمات والجمل اليومية دون أن يعرف أصل هذه الكلمة، ومثال على تلك الكلمات هي كلمة «يا خراشي » التي يرجع لأول شيخ للجامع الأزهر الشريف وكان يسمى بالشيخ «محمد الخراشي».
يعتبر أبوعبد الله محمد بن جمال الدين عبد الله بن علي الخرشي المالكي أحد كبار العلماء المسلمين، واشتهر بالخراشي نسبة إلى قريته أبو خراش، التابعة لمركز الرحمانية بمحافظة البحيرة، وكان محمد الخراشي معروفا بنصرته للحق وكان لا يخشى قول الحق، وكان الكثيرين من عامة الشعب يستغيثون به لنصرتهم ونجدتهم من تعنت وظلم كبار الموظفين وقت أن الحكم العثماني في مصر، ووصل الأمر إلى أن صارت استغاثة "يا خراشي" هي النداء الشعبي لشيخ الأزهر كي ينصرهم علي الظلم الواقع عليهم.
والجدير بالذكر الشيخ الخرشي ولد الخرشي سنة ١٦٠١م، وأقام بالقاهرة، وتوفي ودُفن فيها ١٦٩٠م، تلقى الشيخ تعليمه على يد نخبة من العلماء والأعلام، مثل والده الشيخ جمال الدين عبد الله بن علي الخرشي الذي غرس فيه حبًّا للعلم وتطلعًا للمعرفة، كما تلقى العلم على يد الشيخ العلامة إبراهيم اللقاني، وكلاهما – الشيخ اللقاني ووالده الخرشي – تلقى معارفه وروى عن الشيخ سالم السنهوري عن النجم الغيطي عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري عن الحافظ ابن حجر العسقلاني بسنده عن البخاري.
اقرأ ايضا :- منها التنفس العميق .. طرق مذهلة لتقليل الشعور بالتوتر والقلق
درس الشيخ محمد بن عبد الله الخرشي علوم الأزهر المقررة حينئذ مثل: التفسير، والحديث، والتوحيد، والتصوف، والفقه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية، وأيضًا درس علوم المنطق، والوضع والميقات، ودرس أمهات الكتب في كل هذه العلوم السالفة الذكر على أيدي شيوخ عظماء بعلمهم وخلقهم. وتولى مشيخة الأزهر في سنة 1679، وكان يبلغ من العمر نحو 80 عاماً، واستمر في المشيخة حتى توفاه الله في العام 1690، عن عمر ناهز الـ91 عاماً، ودفن مع والده بوسط قرافة المجاورين، الموجودة بالدرّاسة حاليا.
