عالم بالأوقاف: البيئة المستنيرة تقاوم الشائعات.. والشباب قادر على محاصرتها

د. محمد خلف أبو رحاب
د. محمد خلف أبو رحاب

سنية عباس

مهام جديدة توكل إلى شباب مصر الذى ينعقد مؤتمرهم الدولى فى نسخته الرابعة بعد أيام وهى مساندة الدولة للتصدى للشائعات من خلال توجيه أبوى فى رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية فى أحد الافتتاحات الأخيرة مفادها تصدوا معنا للشائعات، وانعقاد الملتقى الشبابى الأول لمواجهة الشائعات تبنت خلاله وزارة الشباب المنظمة للملتقى ووزارة الأوقاف مبادرة لمكافحة الكراهية التى تبثها الشائعات للوقيعة بين المواطن والدولة، فالشباب هم الأجيال الواعدة فى الجمهورية الجديدة  والفئة الأولى المستهدفة للشائعات، وهم الأقدر على استخدام وسائل التواصل الاجتماعى الذى يستخدمه نشطاء الفوضى الإلكترونية لبث ٨٠% من الشائعات يوميا، ومن هذا المنطلق يتحدث د. محمد خلف أبو رحاب كبير أئمة بوزارة الأوقاف عن أهمية مساندة الشباب لجهود الدولة لدحض الشائعات ومنهج الإسلام للتعامل معها وأسلوب الوقاية منها لحماية الأمن القومى.
يقول أبو رحاب: تواجه المجتمعات حربا لا تتوقف يشنها أعداء النجاح تتمثل فى بث الشائعات الهادفة إلى النيل من تماسك المجتمع وتشتيت صفوفه مستخدمين مواقع التواصل الاجتماعى لسرعة نشر الأكاذيب وبث الكراهية والفتن، ولأن الشباب هم أركان رقى الأمة فى السلم وكتائب نصرها فى الحرب جاء هذا التوجيه الأبوى من الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية إلى الشباب، كما انعقد الملتقى الشبابى الأول لمواجهة الشائعات حيث تختلط الأوراق ولا يستطيع عامة الشعب التمييز بين الحق والباطل وفى ذلك يقول ابن القيم رحمه الله: (الفتنة نوعان: فتنة الشهوات وفتنة الشبهات) التى تأتى من ضعف البصيرة وقلة العلم ولاسيما إذا hقترنت بفساد المقاصد وقد حذر القرآن الكريم منها بقوله تعالى (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة).
ويضيف: الشائعات إحدى وسائل الحرب النفسية تهدف إلى شل معنويات المستهدفين بها فى جميع المجالات بسلاحى بث الفتنة والكراهية بين المواطن ومؤسسات الدولة باختلاق أكاذيب لإذاعتها بين الناس دون توفر الأدلة عليها لإظهار عجز أنظمة الدولة عن تحقيق آمال الجماهير، وتشجيع بعض الطوائف على مقاومة الأهداف القومية والوطنية والتشكيك فى قياداتها، وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعى مواقع للتنافروالتحارب الاجتماعى بما تبثه من أكاذيب ينتج عنها آثار مدمرة بين الدولة والأفراد فى المجتمع الواحد ليتحولوا إلى فرقاء، وقد وضع الإسلام منهجا دينيا وتربويا يمنع خطر الأكاذيب والشائعات عن الأفراد والمجتمعات لوأد الشائعة قبل أن تشيع فى المجتمع وذلك بمحرمات تعمل على عدم خلق بيئة مواتية لظهورها وخنقها فى بداية ظهورها إذا اخترقت التدابير الأولى وتشمل تحريم الكذب فمعظم محتويات الشائعة أو بعضها افتراء واختلاق، وتحريم الغيبة فأى شائعة تنطوى على ذكر المرء أخاه بما يكرهه، وعدم التحدث بالخبر إلا بعد علم ويقين بالتثبت من المعلومات يقول تعالى: «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا» وتحريم تداول  الأكاذيب وكتمان الشائعات والتزام الصمت لحصار الشائعة يقول الله عز وجل : «ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم»، والكف عن نشر الفضائح فالستر من شيم الإسلام، ورد الأمور إلى مصادرها الأصلية للتثبت منها ومواجهتها بالمعلومات الصحيحة، وحث الإسلام على أن يتحلى الإنسان بالحس النقدى لما قد يسمعه فليس كل ما يسمع يصدق، وغرس الروح المعنوية العالية للتحصين من الشائعات التى تفتت عضد الأمة، وتغليب حسن الظن مع أهل الخير عند العلم بأن ظاهر أمرهم خير.
ويتابع: الشباب بما يمتلكه من  إمكانيات اتصالية واسعة الانتشار فى هذا العصر عليه مسئولية التحرى والتحقق من الخبر والمعلومة قبل نشرها فهم الأكثر استخداما لهذه الوسائل ويتأتى ذلك بتضافر مؤسسات الدولة لتشكيل الوعى والسلوك لدى النشء والشباب على ثقافة مواجهة الشائعات وتفنيدها، وإتاحة المعلومات الرسمية بصورة ميسرة وشفافية، وتكوين الفكر الناقد لديهم والتربية الأخلاقية على قيم الصدق وتحرى الدقة وفضل الصمت ومواجهة الغموض والجهل من خلال منصات للتواصل الاجتماعى، فالشائعات لا تنمو فى البيئات المستنيرة ولنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة باستشعار أمانة الكلمة من قوله: (كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع)، والشائعات سلاح نشطاء الفوضى وبضاعة المفلسين وسلوك المنافقين وحرب قديمة فقد اتهم نوح عليه السلام بإشاعة من قومه أنه يريد أن يتفضل عليهم والرسول صلى الله عليه وسلم تعرض لحرب الشائعات فى دينه وشخصه وعرضه.
ويستكمل: بث الشائعات خطر على أمن الأمة وسلامتها لما تحدثه من إرباك لصانعى القرار بالابطاء أو التسرع، وإضعاف الجبهة الداخلية وإشاعة الروح الانهزامية والتأثير على معنويات الشعب، ولمواجهة ذلك تقدم الشباب من خلال دراسة ميدانية بمقترحات لوقف طوفان الشائعات بسن قوانين وتفعيلها تسمح بتتبع مثيرى الفتن وحجب المواقع التى تبث أفكارا كاذبة، وتعطيل الحسابات الوهمية والمزيفة ووضع تحذيرات تصنف الأخبار الكاذبة لعدم تداولها.