إنها مصر

الصعيد لأول مرة

كرم جبر
كرم جبر

لى مع الصعيد باع طويل خصوصاً فى الثمانينيات والتسعينيات، وكنت مختصاً بتغطية معظم الحوادث الإرهابية فى تلك السنوات، خصوصاً فى المنيا وأسيوط والأقصر وقنا.
كانت استراتيجية الإرهاب والإرهابيين فى تلك السنوات هى إنهاك الدولة والتضييق على الأهالي، لخلق حالة من الفقر المدقع، بجانب الضيق والتمرد بسبب الإجراءات الأمنية المشددة.
بعض مدن الصعيد وقراه خضعت لحظر التجوال، وعانى الأهالى من الاهمال وضيق لقمة العيش، وكان الحل هو الهجرة إلى القاهرة والاسكندرية ومحافظات الوجه البحري، بحثاً عن فرص أفضل للحياة.
وظل الصعيد مهملاً، ولم يجد فرصاً للنمو إلا فى تصريحات كبار المسئولين، ولكنها كانت مجرد وعود فى الخيال، وكان الصعايدة يقولون دائماً: نريد مشروعات كما فى القاهرة ومدن بحري، مثل المترو ومحطات الكهرباء والمياه والمرافق والخدمات، والمشروعات الكبرى التى توفر فرص عمل لأبنائنا.


وزاد الطين بلة بعد 25 يناير، عندما انفلت العيار الأمني، وانتشرت الجرائم مثل بقية أنحاء البلاد، ولكن الوضع فى الصعيد كان أكثر إيلاماً، بسبب الإهمال وعدم الادراج ضمن خطط وبرامج التنمية.
●●●
السبت - أول أمس - كنت فى قنا بالتحديد "قوص" لحضور افتتاحات المشروعات الكبرى التى شرفها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومن مطار الأقصر حتى مدينة قوص - مكان الافتتاح - شاهدنا مع الزملاء المهندس عبد الصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة وخالد ميرى رئيس تحرير الأخبار وعبد الرازق توفيق رئيس تحرير الجمهورية وأحمد باشا رئيس تحرير جريدة روزاليوسف ومحسن ميرى المحرر بالجمهورية، حيث كنا نستقل سيارة واحدة.. شاهدنا مشروعات لا تخطئها العين.


الطرق الواسعة المرصوفة، وفق أحد النظم العالمية من حيث المسارات المتعددة، والرصف الذى يشبه الحرير، وكأننا فى طرق إحدى المدن العالمية الكبرى.
الأرقام التى ذكرها الرئيس السيسى والسادة الوزراء عن المشروعات التى تم تنفيذها فى صعيد مصر بالمليارات، ولا يمكن أن ينفذها غير الدولة، لأنها لا تنظر للعائد الاقتصادي، ولا يستطيع القطاع الخاص أو المستثمرون تحمل تكلفتها الباهظة، أو كما قال الرئيس "مليارات زى الكوتشينة".


جودة الحياة فى الصعيد ليست فقط تحسين مستويات الدخول وإعانة الأسر المحتاجة، ولكن أيضاً المدرسة والطريق والمياه والصرف الصحى والكهرباء ومراكز الشباب والمستشفيات والمراكز الطبية ومجمع الخدمات الحكومية، فكلها مشروعات تسابق الدولة الزمن لتنفيذها وفق برنامج حياة كريمة.


ثقة أهل الصعيد فى الدولة كبيرة جداً، لأنهم يعلمون جيداً أن الرئيس لا يعرف لغة الوعود أو التصريحات الوردية، ولا يعلن عن المشروعات إلا وقت افتتاحها، وما يحدث على أرض مصر شاهد عيان على الجدية والصرامة والالتزام بالتنفيذ.
وتستمر فرحة أهل الصعيد "اليوم" الاثنين فى أسوان فى أسبوع الافتتاحات الكبرى التى تحدث لأول مرة.