أزهري: الإسلام يزرع الأمل والتفاؤل.. واليأس صفة غير المؤمن

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كثير من الناس تمر بهم أوقات قاسية يذوقون فيها مرارة الحزن ويشعرون بالخسارة والفشل، فتسوء أحوالهم وتكتسى الدنيا فى عيونهم بالسواد، ويشيع اليأس فى قلوبهم، فيصبح الحزن لديهم سيد الموقف والهم يكتم على صدورهم، يتنفسون القلق مع كل نسمة، وذلك بسبب خسارة مال أو موت عزيز أو فقد وظيفة أو فراق محب أو إخفاق فى دراسة ولسان حاله يقول: لا أثق بالمستقبل مما يوقع البعض فى تصرفات خاطئة وأحيانا غير مشروعة، فهل الإسلام يدعو إلى الحزن عند الشدة، وما أضرار الحزن وكيفية علاجه؟

اقرأ أيضاً | «دينية الشيوخ» تكشف تفاصيل مقترح إعداد تفسير جامع للقرآن الكريم بأسلوب عصري

د. بيومى إسماعيل

يقول الدكتور بيومى اسماعيل من علماء الأزهر: من يتدبر القرآن ويتأمل آياته يجد كثيرا من التوجيهات الإلهية للرسول عليه الصلاة والسلام وللمؤمنين بالنهى عن الحزن وما ذلك إلا لأثره السيئ فى إعاقة العمل والبناء والانجاز وسوء عاقبته قال تعالى:»ولا تحزن عليهم ولا تك فى ضيق مما يمكرون»، وقال تعالي:»ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا» وقوله تعالى فى سورة آل عمران بعد غزوة أحد :»ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين»، فقال المفسرون فيها إن الله تعالى مشجعا عباده المؤمنين ومقويا لعزائمهم فلا تهنوا فى أبدانكم ولاتحزنوا فى قلوبكم عندما أصابتكم المصيبة فإن الحزن فى القلب والوهن فى الأبدان زيادة مصيبة عليكم،وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من التعوذ من الهم والحزن اللذين هما من مسببات التفكير التشاؤمى.

ويؤكد: على الانسان أن يحذر التفكير التشاؤمى بسبب الحزن لأن ضرره كبير، فالمتشائم لن يكون صاحب تفكير سليم لأنه يضخم المساوئ ويهول السلبيات فهو محروم من الواقعية لا يرى الأشياء على حقيقتها، فإذا استسلم للحزن فإن نفسه تضعف ويستسلم لوساوس الشيطان الذى يدعوه إلى غضب الله وذلك بقتل نفسه أو حلق شعره أو أن ينزوى بعيدا عن الناس فاقدا الثقة فى نفسه ظنا أن الحياة قد انتهت وهذا خطأ جسيم، لأن النبى صلى الله عليه وسلم قال:( إذا قامت القيامة وفى يد أحدكم فسيلة إن استطاع أن يغرسها فليفعل) ، فالرسول صلى الله عليه وسلم يزرع فينا الأمل مهما كانت الأحوال.

واقول لمن فشل فى دراسة سيأتيك النجاح فلا تيأس أو ضاق بك رزق سيأتيك الرزق فقط اسع واجتهد ولمن فشل فى زواج ليس هذا آخر المطاف حاول مرة اخرى، ولذا كان حكم الدين فى اليأس والقنوط أنهما من صفات الكافرين قال تعالى :»ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون».

فالحياة لا تسير على وتيرة واحدة ففيها الفرح وفيها الحزن وفيها النجاح وفيها الفشل وهذه هى طبيعتها، ولقد اخبرنا الله سبحانه وتعالى قائلا : «ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لايحب كل مختال فخور».

والإنسان يتخلص من الحزن بكثرة قراءة القرآن، فالله جعله شفاء للنفس قال تعالى: «وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين» ويجب مصاحبة المتفائلين وأصحاب الهمم العالية الذين يبثون فى الانسان روح التفاؤل والتحمل وعدم مصادقة المتشائمين من ذوى التفكير السودوى، ويجب أيضا معرفة حقيقة الدنيا والآخرة والجنة والنار، فمستقر الصالحين جنة عرضها السموات والأرض وأخيرا التخلص من الأفكار الهدامة ووساوس الشيطان فكل شىء بقضاء الله وقدره.