عواصم - وكالات الأنباء:
أكدت لجنة متابعة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فى مجلس النواب الليبى اليوم، «استحالة» إقامة الانتخابات الرئاسية فى موعدها المقرر الجمعة. وقال الهادى الصغير رئيس اللجنة فى خطاب رسمى موجه لرئيس مجلس النواب،» استنادا على الاجتماعات واللقاءات مع مفوضية الانتخابات والمجلس الأعلى للقضاء وكل الأطراف المعنية، وبعد إطلاعنا على التقارير الفنية والقضائية والأمنية، نفيدكم باستحالة إجراء الانتخابات بالموعد المقرر فى الرابع والعشرين من ديسمبر». ولم يقترح الخطاب أى موعد جديد. وأعلنت هيئة رئاسة مجلس النواب تشكيل «لجنة خارطة الطريق» أمس برئاسة نصر الدين غباشي، وكلفتها بإعداد مقترح ما بعد 24 ديسمبر على أن تقدمه إلى مكتب هيئة الرئاسة خلال أسبوع لعرضه على مجلس النواب خلال جلسته القادمة.. وكان تعذر إقامة الانتخابات الرئاسية، «متوقعا» نظراً لعدم نشر القوائم النهائية للمرشحين إلى جانب عدم السماح بإطلاق الدعاية الانتخابية والمشاكل القضائية التى رافقت عملية الطعون فى حق المرشحين.
فى تلك الأثناء، قال مجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات فى بيان رسمى أمس أن «مرحلة (الطعون) شكلت المنعطف الخطير على مسار العملية الانتخابية، وكانت بمثابة المحطة التى توقفت عندها مساعى الجميع لإنجاز هذا الاستحقاق التاريخى المسئول لاعتبارات لم تكن فى متناول القائمين عليها».. وأضاف البيان أنه «ووفقا لما ورد بالمادة (43) من القانون رقم (1) لسنة 2021 بشأن انتخاب رئيس الدولة وتحديد صلاحياته، وتعديلاته، والتى تنص على أن تعلن المفوضية عن تأجيل عملية الاقتراع، ويحدد مجلس النواب موعداً أخر لإجراء عملية الاقتراع خلال (30) يوماً». واقترحت المفوضية «بعد التنسيق مع مجلس النواب أن يؤجل يوم الاقتراع (للجولة الأولى) إلى 24 يناير 2022، على أن يتولى (مجلس النواب) العمل على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإزالة حالة (القوة القاهرة) التى تواجه استكمال العملية الانتخابية».
وفيما يخص انتخاب مجلس النواب، أعلنت المفوضية أن عملية التدقيق فى طلبات المترشحين البالغ عددها (5385) قد قاربت على الانتهاء وهى فى طور المراجعة النهائية، منوهة أنه «سوف تصدر المفوضية قرارها المتعلق بالإعلان عن القوائم الأولية لمترشحى مجلس النواب، ومن ثم البدء فى مرحلة الطعون.».
وفى سياق آخر، استقبل رئيس مجلس المفوضية عماد السايح أمس سفير الاتحاد الأوربى لدى ليبيا السيد خوسيه انطونيو سابادل، والوفد المرافق له وذلك بمقر المفوضية لمناقشة مستجدات العملية الانتخابية وفق المعطيات السياسية الراهنة، ومستوى التقدم العملياتى الذى قامت به المفوضية للإيفاء بمسئولياتها فى ترسيخ المسار الديمقراطي.
من جهتها، أكدت المستشارة الخاصة للسكرتير العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، ستيفانى وليامز خلال لقاءها مع عبد الرحمن السويحلي، الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة وعضو ملتقى الحوار السياسى الليبي، على «أهمية الحفاظ على استقرار ليبيا والمضى قدما لدعم جهود تحقيق الازدهار لشباب ليبيا والأجيال القادمة».
فى غضون ذلك، حثت السفارة الأمريكية فى ليبيا على التهدئة، وشجع المبعوث الأمريكى الخاص وسفير الولايات المتحدة إلى ليبيا ريتشارد نورلاند الخطوات التى يمكن أن تستمر فى تهدئة الوضع الأمنى المتوتر فى طرابلس أو فى أى مكان آخر فى ليبيا. وأضاف «الآن ليس هو الوقت المناسب لاتخاذ إجراءات أحادية الجانب أو عمليات انتشار مسلح تنطوى على خطر التصعيد وعواقب غير مقصودة تضر بأمن الليبيين وسلامتهم. ونكرر دعوة بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا إلى حل الخلافات التى تنشأ حول المسائل السياسية أو العسكرية دون اللجوء إلى العنف».
وأضاف نورلاند أمس أنه «يتعين على القادة الليبيين، نيابة عن الشعب الليبي، التعجيل بمعالجة جميع العقبات القانونية والسياسية لإجراء الانتخابات، بما فى ذلك وضع اللمسات الأخيرة على قوائم المرشحين للانتخبات الرئاسية.» مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تشارك قلق وخيبة أمل الغالبية العظمى من الليبيين الذين ينتظرون أن تتاح لهم الفرصة للتصويت من أجل مستقبل بلدهم.
