وقفة

شر البلية ما يضحك

أسامة شلش
أسامة شلش

حاولت ألا أصدق الخبر وأنا أقرؤه بعينى، فالأمر يتعلق بالخطورة الداهمة التى تجتاح العالم كله بسبب فيروس الكورونا القاتل وتحوراته التى نتج عنها ما أسموه أوميكرون، الخبر كان أن الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية تمكنت من ضبط شخص يقوم بتزوير شهادات التطعيم ضد الفيروس حيث تم ضبط ٢٤٨٨ شهادة نسبها المتهم لإحدى الجهات الحكومية خالية البيانات يقوم بملئها لمن يرغب بجانب أختام لشعار الجمهورية وأختام الصحة، مجرم وسقط فى أيدى الشرطة وقطعا سيكون حسابه مساويا لجرمه الذى أقدم عليه بعد إحالته لجهات التحقيق ولاشك فى هذا ولكن!!! أى نوعية من البشر تلك التى تسعى حثيثا للحصول على شهادة التطعيم مزورة ولماذا؟
 التطعيم توفره الدولة حاليا بكميات كبيرة فى كل المراكز والمستشفيات والأماكن التى حددتها للحصول عليه بكل سهولة ويسر وبلا مقابل وحتى الإجراءات سهلتها لدرجة أنك يمكنك أن تتلقى التطعيم بدون التسجيل المسبق، التطعيم مجانى ولا أعرف هل يفعل ذلك المقبوض عليه المزور الأمر بدون مقابل خدمة للإنسانية أم يفعل ذلك نظير الحصول على ثمن؟ قطعا هو يفعلها مقابل الحصول على مقابل مجزٍ ونعود للسؤال: ولماذا ندفع لأمثاله والأمر ميسر وبسيط وسهل وبدون مقابل؟..  ما يفعله ذلك المزور جريمة يعاقب عليها القانون ولكن ما يقوم به طالب الخدمة جريمة أكبر لأنه يعرض من حوله والمخالطين له لانتقال الفيروس لهم إذا كان مريضا أو يصاب هو به.
 الأطباء يؤكدون أن الحصول على التطعيم بأى طعم يحقق الوقاية بنسبة كبيرة وأن من حصل عليه وأصيب بالفيروس تكون التداعيات أقل فى مراحل العلاج الصعبة ولا يدركها إلا من أصيب بالكورونا.
 يا سادة الأمر خطير وأنا أحد الذين مروا بتلك التجربة القاسية وأصابنى المرض واضطررت للبقاء على سرير بمستشفى لأكثر من ١٩ يوما لم ترفع فيها عن أنفاسى خراطيم الأوكسجين حتى شفانى الله.
 للأسف المشهد فى الشوارع وفى المواصلات العامة مخزٍ فلا أحد رغم الخطورة الداهمة الحقيقية يضع الماسك للحماية ولا نرى أحدا يتخذ من الاحتياطات ما يحميه حتى داخل جهات العمل، الكورونا فيها سم قاتل، إذا كنت لا تخاف على نفسك فابعد عنا بجهلك وإهمالك، هل هناك أغلى من الصحة ؟ إننا نردد فى أمثالنا الصحة تاج على رءوس الأصحاء فلما نفرط فى الحفاظ عليها؟.
المزور قطعا سيلقى الجزاء الرادع ولكن من يجرون وراءه يستحقون ألف عقاب لأنهم مجرمون أكثر منه.