بسم الله

صعيد جديد - ٢

محمد حسن البنا
محمد حسن البنا

إذا كانت الدولة عازمة على تطوير وتنمية الصعيد ، وبدأت خطوات وبرامج تنفيذية ، فأرى أن من الواجب على رجال الأعمال الصعايدة ، أن يمدوا أيديهم لدعم خطة الحكومة ، ولو فى مشروع العودة للجذور ، ليست المسألة مادية أو مالية ، بل هى فى الأساس توعية وثقافة ، نحن نحتاج إلى مواجهة الأفكار المتخلفة والمتطرفة ، نحتاج إلى صعيد قدّم لنا عباقرة الأدب والفكر والثقافة والعلم ، نحتاج إلى عباس العقاد وطه حسين ومجدى يعقوب ، وغيرهم ، ممن اثروا حياتنا الفكرية والثقافية والعلمية ، نحتاج إلى اكتشاف نوابغ الصعيد ومواهبه فى كل المجالات  .
 أرجو أن تكون برامج التنمية والعمران بصعيد مصر شاملة بمعنى أن نهتم مع التنمية والتعمير والاستثمار والاقتصاد بالإنسان ، سواء ثقافته ووعيه أو فكره لنحقق صعيداً جديداً نصبوا إليه فعلاً ،لقد بدأت هيئة تنمية الصعيد تنفيذ عدد من المحاور الرئيسية للمشروعات المخطط تنفيذها بالصعيد مثل الزيادة الأفقية للرقعة الزراعية بصعيد مصر، وتبنى سياسة الزراعة النظيفة لزيادة إنتاجية الفدان وتقديم منتجات زراعية صحية لأبناء الصعيد، وإنشاء تجمعات للصناعات الزراعية لتعظيم الاستفادة من المنتجات الزراعية عن طريق تقليل نسبة الفاقد من هذه المنتجات وتعظيم القيمة المضافة، والاستفادة من النفايات الزراعية وتقديم قيمة مضافة تطابقاً مع خطة الدولة فى تنمية المحور البيئى والاقتصادي، وإنشاء مركز تكنولوجى لمختبرات وتطويرالزراعة وإنشاء مركز تكنولوجى لمختبرات وتطوير التعدين، كما تقدم الهيئة خدماتها للتجمعات الصناعية المتخصصة للصناعات الصغيرة والمتوسطة من خلال فتح مجالات جديدة للتمويل والتسويق وتحقيق التكامل بين هذه التجمعات، وتنمية المشروعات الصناعية القائمة على الثروة السمكية ببحيرة ناصر وتقديم خدمات إلكترونية بمواقف المحافظات مع المساهمة فى تحقيق الشمول المالى وتنمية الشراكة بين القطاع العام والخاص فى مجال الزراعة والصناعة والتعدين والتسويق، وإعداد خريطة للصناعات التعدينية فى نطاق الهيئة للاستغلال الأمثل للكنوز التعدينية بالصحراء الشرقية والغربية لتشجيع الأنشطة الاستثمارية والاستفادة من المنتجات الزراعية والمواد التعدينية لبناء مجتمعات تنموية جديدة .


 لاشك أن فتح مجالات جديدة للاستثمار وزيادة المشروعات الصناعية ذات التقنيات العالية، وتذليل الصعوبات والمعوقات التى تواجه المشروعات المتعثرة، تحقق نقلة نوعية فى شتى المجالات وتوفر الآلاف من فرص العمل، كما تؤدى إلى تحسين الواقع المعيشى لأكثر من 40 مليون مواطن بمختلف محافظات الصعيد،  ولا ننسى أن كل ذلك يتم إضافة إلى ما تقوم به برامج ( تكافل وكرامة ) من مشروعات ترتقى بمحافظات الصعيد ، وتطوير مستوى الخدمات المقدمة لهم ، ومواجهة أية معاناة تواجههم ، فعلاً صعيد مصر أصبح فى القلب حقيقة وليس كلاما .
دعاء : اللهم إنك عَفوُ كَريمُ حليمُ تُحب العفوَ فاعفو عنا .