الشيخ عبد الحميد الأطرش: التحري عن طرفى الخطوبة واجب يحمي الأسرة من التفكك

فترة الخطوبة
فترة الخطوبة

النكاح من أغلظ العقود وأوثقها ولهذا عنى الشارع الحكيم بمعايير انتقاء طرفى العقد لضمان استقرار النكاح وديمومته، لأن التجاوز فى هذه المعايير والتهاون فيها يصيب جدران الأسرة بالتصدع، والملاحظ فى الواقع الذى نعيشه أن كثيراً من الآباء والأبناء يتهاونون فى التحقق من صفات الخاطب والمخطوبة وخاصة بعد تعقد الحياة وتشابكها وتراجع العلاقات المباشرة بين الناس ليحل محل معظمها التعارف السطحى من خلال وسائل التواصل الحديثة فتراجعت الطرق التقليدية لثقافة السؤال عمن يتقدم للزواج،

وفى هذا المقام ينصح الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر كل من يُقدم على الزواج وولى الأمر بمراعاة معايير صفات الخاطب والمخطوبة وضوابط طرق التحرى عنهما لتلاشى المفاجآت غير السارة بعد الزواج.


يقول الشيخ عبد الحميد الأطرش: اهتم الإسلام بالأسرة فهى الخلية الأولى فى المجتمع وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ولى المخطوبة أن يتخير لابنته الزوج الكفء التقى، وهو ما نوصى به أيضا للفتى المقدم على الزواج، ويوصى الرسول صلى الله عليه وسلم ولى الفتاة لينظر أين يضع كريمته، كما أن على الخاطب أن يتأكد من مخطوبته أنها صاحبة خلق ودين، وهنا تأتى مسئولية التعرف على الخاطب والمخطوبة بالتحرى عنهما فذلك أمر واجب، لاسيما فى هذا الوقت الذى كثر فيه الخداع والتبس الطيب والخبيث، ولا يضر إذا تأخرت الإجابة بعض الوقت ليكون الإنسان على بصيرة.


ويتابع: من معايير حسن الاختيار معياران أساسيان هما الدين والخلق قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، والقدرة على تحمل المسئولية والتثبت من ذلك بكمال صفات الرجولة للخاطب ونضوج العقل لكلا الطرفين، وإذا كان الحق عز وجل قد نهى عن إيتاء السفهاء الأموال لصيانتها فمن باب أولى تصان الأعراض من السفهاء والطائشين الذين لا يقدرون الحياة الزوجية وعلى ألسنتهم كلمة الطلاق عند أدنى مشكلة، والقدرة على النفقة قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج)، ولم يرض الرسول صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس معاوية عندما تقدم لخطبتها ولم يعب عليه دينه وإنما بينَ عدم قدرته على تأمين المستلزمات المادية للحياة الزوجية، والتكافؤ فى النسب مراعاة للأعراف الاجتماعية ودرء المشكلات الأسرية مستقبلاً، والقدر الكافى للجمال فالمرأة تحب من الرجل ما يحبه الرجل منها.


وعن ضوابط من نختاره للسؤال عن الخاطب والمخطوبة يضيف: فليسأل كل طرف الجيران المقربين ورفاق العمل والأصدقاء والأقارب أهل الثقة ومن هنا تأتى أهمية الأمانة فعلى المسئول أن يقول ما يعرفه حقاً لأنها شهادة حتى وإن كان هناك عيب ما فى السائل عنه فلا إثم عليه ولا ذنب إن أباح به لأنه لو أنكره فقد ضلل وشهد زورا ويكون آثما ملعونا.


ويستكمل: من الأخطاء فى السؤال عن الخاطب الاعتماد على الأب وحده إن ضعف دينه أو تهاون فى السؤال وهنا يكلف أقرب الرجال العدول من المحارم

الشيخ عبد الحميد الأطرش

 

 

والحذر من الاكتفاء بتزكية أقرباء الخاطب فقد يتستروا بالمجاملة عن بعض العيوب، والإفراط، ونسيان صلاة الاستخارة وإهمال الاستشارة قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ما خاب من استشار). وينصح: إذا كانت جهات العمل تتأكد من السجل الأمنى لموظفيها حرصا على استقرارها، فالسؤال عن الخاطب والمخطوبة لا يقل أهمية من أجل بناء مؤسسة اجتماعية وأسرية تعتبر لبنة مهمة فى بناء مجتمع آمن مستقر، وعندما يتوافق عدد ممن يدلوا بآرائهم حول الخاطب أو المخطوبة نتوقف عن استمرار السؤال، فأساس العلاقة بين الطرفين الثقة المتبادلة يدعمها الاحترام وحسن الخلق والعشرة.
 

 

أقرا ايضا | تكريم الفائزين بكأس الأزهر للوافدين