في الستينيات.. المحكمة ترفض دخول عالمة ذرة «في بيت الطاعة»

عالمة ذرة
عالمة ذرة

وقفت الزوجة عالمة الذرة، والدموع تبلل وجهها، تقول: "إن حكم الطاعة بمثابة الحكم علي بالموت، كيف أترك أبحاثي التي نذرت لها حياتي، وأعيش مع رجل لا هم له إلا شراء المتعة بأمواله".

بهذه الكلمات بدأت عالمة الذرة - لم تذكر جريدة «أخبار اليوم» اسمها في الخبر عام 1965 رغم أنها أجنبية- لتروي مأساتها أمام قاضي دائرة الأجانب بمحكمة الأحوال الشخصية بالقاهرة:

"لقد كنت أتابع يوميا قراءة الصحف، وفي أحد الأيام وجدت أن ثريا يطلب مدرسة لإعطاء أولاده دروسا خصوصية في اللغات، وتوجهت إلى منزله، لكن فوجئت به بعتذر لي قائلا ، بأنني حضرت متأخرة وما إن هممت بالانصراف طلب مني أن أترجم بعض صفحات من كتاب أجنبي، وقام بإعطائي مبلغا كبيرا على هذه الترجمة".

واستطردت قائلة: "وأخذ يعطيني صفحات اترجمها، ثم يمنحني مبلغا كبيرا، وفي إحدى المرات وجدته يطلب مني الزواج، ترددت كثيرا، وأثقلت رأسي بالتساؤلات كيف أتزوج من ثري وحياتي مرتبطة بأبحاثي، وأنا خريجة كلية العلوم، وأعد رسالة الدكتوراه في الذرة".

"لكنه لم يتركني وأخذ يلاحقني دائما، ووافقت على الزواج، واشترطت عليه ألا يحول زواجي منه بيني وبين أبحاثي في الذرة، وأن تكون إقامتي بالقاهرة، وأن يدفع لي مبلغا كبيرا عند الطلاق".

اقرأ أيضا| أغرب جرائم الستينيات.. غرق عجوز والقاتل «حمار» !

وتم الزواج في حضور شخصية دينية كبيرة، وكانت أول أيام زواجنا كلها سعادة، وأخذ يغدق علي بالأموال بلا حساب، ورزقت بطفلتي الأولى، لكن بعد ذلك تغيرت معاملته لي، وبدأ يهاجم أبحاثي وكتبي ويلاحقني بإهانات، وتطور الأمر إلى السب والضرب.

لم أطق هذه المعاملة، وتوجهت إلى قسم الشرطة، ووقعت المفاجأة على رأسي كالصاعقة، وكدت أن يغشى علي من هول الموقف  حيث تنكر لي زوجي، وشعرت بأنني وقعت ضحية مؤامرة دنيئة، وأنه كان قد أحضر أحد أصدقاءه ومثل أمامي شخصية المأذون، ولما استنجدت بالشخصية الدينية لم يستطع زوجي الإنكار واعترف بالزواج.

وفوجئت به يطلبني في بيت الطاعة، وانهمرت في بكاء مرير، ووضعت دائرة الأجانب بمحكمة الأحوال الشخصية بالقاهرة، نهاية هذه القصة، ورفضت دخول عالمة الذرة في بيت الطاعة، وقالت في حيثيات الحكم، إن الزوجة ذات موهبة خاصة في علوم الذرة، ووطنها في حاجة إلى أمثالها، ومن الظلم البين أن يحال بينها وبين أبحاثها.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم